خليها على الله

اضحك تضحك لك الدنيا … درج الناس في بلادي على الترويح و التنفيس عن انفسهم و تفريغ ما بهم من كبت و غبينه خصوصآ في كل ما يخص الحكومات المتعاقبه علينا .. فتجدنا في السودان نعبر بطريقه ساخره عما في دواخلنا لدرجه نشوؤ جماعات و فرق للتنفيس عن المواطنين و تجد هذه الفرق رواجا لدرجه ان البعض فكر في دعوتهم لأقامة حفلات الزفاف و مناسبات اخرى سعيده من حنه و طهور و سمايه الخ…

قديمآ عندما كان إخوتنا في شمال الوادي غزيري الدعابه و ( التنكيت) كنا نستورد منهم فن الضحك ..أما الآن فلا أظن ان احدآ ينافسنا في غزارة الإنتاج كما قال المصريون ( اولاد الإيه .. جاعوا) .. و كأنما الضحك مروط بالحاله الماديه و الوضع الإقتصادي للشعوب .. يعني معناة كده إنو ناس اوروبا و امريكا ما عندهم مجال للكلام ده دا حكر علينا نحن ومن شابهنا
النكته في بلد مثل السودان متعدد الاعراق و الثقافات كان لابد لها ان تتلون و تتشرب بكل الالوان لذلك نجد اهلنا في الوسط يمزحون و ينكتون علي اهلنا الحلفاويين في امور الدين و على الجعليين في امور الحمشنه(الفتونه ) و الشوايقه في البخل و النجاضه و الفلاته في فيما يخص حفصه و ابكر و (الهنان بتاعو) .. والرباطاب في المساخه و القطامه (سرعه البديهه) و لا ننسى اهلنا اهل العوض (هيييييع) و الأدروبات وللجنوبيين والغرابه كذلك نصيب وافر من الدعابه .. في رأيي الشخصي كل ما سبق كفيل بصهر الكل في بوتقه الوطن الواحد

في فتره من الفترات كان مطربينا يلجأون في الحفلات لسرد بعض النكات لخلق جو جميل كتغيير و للفت إنتباه الناس بطريقه مهذبه و راقيه و نذكر منهم المرحوم عبدالعزيز محمد داوؤد و رمضان زايد
..
في فترة الثمانينات تكونت فرقة الأصدقاء المسرحيه التي تحولت إلى محطة التلفزيون الأهليه و نرى الآن في الساحه فرق الهيلاهوب و تيراب الكوميديا و الجو الرطب و ناس ابجقاده و سيد جرسه و غيرهم الذين إعتمدو فن النكته او الإسكتش القصير على عكس اسلوب ناس زمان مثل الفاضل سعيد عليه رحمة الله الذي إعتمد العمل المسرحي لطرح قضايا تهم الناس ..في بلادنا يتعرض صانعي المرح للمضايقات من جهات رقابيه و امنيه لأثنائهم عن المساس بالساسه و السياسه لذلك يمكننا القول بأن المنفساتيه عن إنسان امزون هم اناس لهم من القوه ما يمكنهم من الإستمرار في زرع البسمه رغم التضييق و تحمل مسوؤلية ما يروون من اجل أيصال رسالتهم ( اين هم الآن ؟)

الضحك خشم بيوت .. في البيضحك من شده الهم و الفلس و في البيضحك لموقف طريف اونكته و في البيضحك بلا سبب يعني (قرب يركب الصينيه) .. ومن هنا نفتح بابآ لرواية النكات و المواقف الطريفه والمواقف المضحكه حد البكاء

يلا نفتح مسابقة النكات والبيت بيتكم ..