يا عين يا عنية

عادة ما أنتبه في الندوات و ورش العمل في موضوعها الذي دائما ما يكدره و يشوش عليه رنات الهاتف المحمول عند البعض أو الدخول و الخروج من القاعة لتلقي مكالمة أو تلبية نداء فتركز على المتحدث و مداخلات الناس و لكنهم لا يتركونك لحالك فهناك دائما السكرتيرات أو المنظمات اللاتي يطفن بين الناس بورق الحضور أو لاعطائك ملفا أو تنبيهك بأنك مطلوب في المنصة أو في الخارج للادلاء بتصريح للاذاعة و الا التلفزيون.

 

لم يختلف ذلك اليوم من تلك الحركة المعتادة بتاعت البنات المنظمات و لكن زادت حدتها قليلا بكعب عالي (كج كج) ما يلبث أن يقترب و يبتعد يبدوا عندما ينادي عليها المجتمعين و لما كثرت حركتها … تبينت الأمر و أدركت على الفور لم تزيد حركتها كل مرة فكلما لبت مناديا قبل أن تقدم له ما يريد يشير اليها آخر… فما الذي ميزها عن الأخريات… فقررت أن أتثبت من ذلك و صدقوني كانت النظرة الأولى و التي لا نؤثم باذن الله عليها رغم أن بعض المستهبلين يبررون بانهم لم يذكروا مدة النظرة فهم يطيلونها للتحقق الكامل… تحققت وقتها و لتعذرني (أم عصمت) يومها فقد طالت قليلا “فالبت” كانت في منتهى الجمال، تلبث توبا أبيض تحته فستانا (ميدي) بلون متناسق مع الكعب العالي و الذي ظهرت من فوقه الساقان الممتلئتان و التي قال فيها أحد صعاليك العرب…

 

و ساقا تملأ الخلخال +++ تراها فيه مختنقة

 

و ( كج كج) تمشي بها أمام عواجيز الندوة الذين كثروا المحلبية شوية و الظاهر ضربوها ليك عين…. فهذا ما علمته من مدير الندوة بعد يومين و الذي أسر الي أن البنية و في حادث حركة… كسرت ساقها و هي طريحة بالمستشفى فايقنت أن لا بد للعين دخل هنا…

 

و يحضرني هنا حديث أبي أمامة بن سهل بن حنيف – رضي الله عنه – الذي قال : (مر عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل ، فقال : لم أر كاليوم  ولا جلد مخبأة) يبدو أنه كان يعني جمال جلده  و الله أعلم فأدركه صريعا …. فاتي  به النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلا صريعا قال : (من تتهمون به؟ ) قالوا قال عامر بن ربيعة؛  علام يقتل أحدكم أخاه ؟ فإذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه ، فليدع له بالبركة) ثم دعا بماء .  فأمر عامرا أن يتوضأ . فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين.  وركبتيه وداخله إزاره. وأمره أن يصب عليه.  قال سفيان : قال معمر عن الزهري : وأمره أن يكفأ الإناء من خلفه)

وقال الإمام مسلم ( قال القاضي عياض بعد ذكر حديث حسد عامر بن ربيعه لسهل بن حنيف: في هذا الحديث من الفقه ما قاله بعض العلماء أنه ينبغي إذا عرف أحد بالإصابة بالعين أن يجتنب ويتحرز منه، وينبغي للإمام منعه من مداخلة الناس.  ويأمره بلزوم بيته فإن كان فقيرا رزقه ما يكفيه ، ويكف أذاه عن الناس)

 
يقيني أن هناك بعض التعاويذ التي من شأنها أن تقي و تزيل العين قبل وبعد وقوعها بإذنه  تعالى، و هناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها بشكل عام، وكذلك ثبت وقعها وتأثيرها في علاج العين بإذن الله تعالى.

 

فما الذي يحدث عندما تقع العين على شئ، أعتقد و الله أعلم أن هناك بعض الناس “عينم حارة” ما تقع على شئ الا و لحقته أمات طه فهؤلاء ينبغي أن نطبق فيهم ما قالته السيدة عائشة – رضي الله عنها – (كان يؤمر العائن ، فيتوضأ ، ثم يغتسل منه المعين) عليه يسن إذا رأى أحد من أخيه ما يعجبه أن يدع له بالبركة، و يستحب كذلك لمن رأى شيئا من نفسه أو ماله أو ولده أو أي شيء فأعجبه أن يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ومن أنجع الوسائل للوقاية من العين قبل وقوعها وبعده التحصن بالأذكار والأدعية.

 

يقولون أحيانا تصيب العين شيئا اذا تصادف أن يطلق أحدهم تشبيها لهذا الشئ فيطابقه بالحتة كمن قال في آبنتيه أنهما يشبها (بت الكتشينة) ام راسين فقد كانتا ترقدان مخلوفتان و هما مغطيات بالفركة بتاعت القرمصيص بعد “الطهور” فصرعهما و حكى لي خالي بأن في زمنهم كان العرسان يلبسون البدلة الزرقاء و القميص الأبيض فتصادف أن كانوا عرسان ثلاثة بنفس الهيئة فقال لهم أحدهم “السمبر دا ماشي وين” فقال لم نشعر و الا و تتطاير النار من سجارتي لتقد الثلاث قمصان و تخرب منظر السمبر الجميل…

 

فالعين موجودة موجودة في كل مكان و لكن ينبغي للإنسان المسلم أن لا يتعلق فؤاده بالعين حتى يوسوس بها في كل شيء بل يتوكل على الله ويقرأ أذكار الصباح والمساء كقول النبي صلى الله عليه وسلم من قال إذا أصبح وإذا أمسى بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولاالسماء وهو السميع العليم ثلاثا لايضره شيء.

 

 ولكن إذا قام الداعي للخوف من العين كجمال فائق في الصورة وجاذبية بسبب نونة في الذقن أو مجموعة أولاد إخوة يدخلوا من باب واحد وخشي عليهم العين لوجود من لايبرك فلا بأس والخوف من العين إذا حصل مقتضاها كما تقدم ليس شركا كما قال سيدنا “يعقوب” يابني لاتدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متعددة. فقيل خشي عليهم العين لو دخلوا من باب واحد.

اللهم لك الحمد لانحصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك.