المثقفون والهم الوطنى ..

Posted: الإثنين,6 جويلية, 2009 by aflaiga in اخرى

وانا اتصفح موقع سودانيز اون لاين توقفت طويلا امام موضوع هام للغاية كتبه الاستاذ صلاح شعيب الذى اقر باننى افتتنت بفكره المتقدم فى طرح القضايا وبرغم ان السياق الذى اتى فيه الموضوع كان تنازعا نقديا لشخصية اكن لها تقديرا كبير وهو الدكتور صلاح البندر الا اانى اقتطف من الموضوع ما ارى انه هام للغاية ولعمرى انها نقله متقدمه فى جدلية صراع المثقف والسلطه . دعونا نقرا المقال اولا ومن ثم نناقش ما جاء فيه :

إن المعلومة حول الشأن الوطني متوافرة في «صينية غداء» المواطن وفي آثار التعذيب التي يتحسس الفرد نتوءاته حين يتلقى حماماً دافئاً ويلحظها في الشوارع التي صرفت عليها الدولة ما صرفت ثم دثرها التراب بعد حين نسبة لخريف متوسط الأمطار، والمعلومة كامنة في تناسل أملاك الأثرياء من زملاء الدراسة أو زملاء الحي أو هؤلاء الجهويين الذين انتهوا إلى المتاجرة بقضايا مناطقهم. والمعلومة غير متخفية في تناطح العمارات لهؤلاء الناشطين في جبهة العمل العام. ولعل الأسلوب المتكاسل الذي يسيِّر به الإداريون دولاب الدولة لا يخفيها، وربما تكمن المعلومة في الإحساس بجهة الذين يسيطرون على حواف السلطة والثروة وفي غلاء الأسعار وفي فساد الذمم وفي نوعية المذلة التي يبذلها الفرد لأهل الولاء حتى يجد البراء من كل شيء، وتكمن المعلومة في الآلاف المؤلفة التي وجدت نفسها في شارع الله أكبر مقطوعة من حبل الوظيفة، على أن ألسنة المعلومة ممدودة بخيلاء في خيابة دليل الملايين التي كان من بينها مجموعات وجدت في الدولة اليهودية منجاة من سعير الدولة الإسلامية، والعياذ بالله.
كل هذه الأحوال المتمظهرة عياناً بياناً -والتي يمكن لأي مواطن عادي أن يلتقطها من أي قارعة طريق أو مستشفى أو دار رياضة أو في زيارة لسجن النساء أو في شعر هاشم صديق أو في اسكتشات الهيلاهوب- توضح معلومات متنوعة للكيفية التي دبر ويدبر بها القادة أمر البلاد، وكذلك للكيفية التي بها يمكن أن تحدد حول ما إذا كان من الممكن أن يخلق المرء تصوراً عاماً لما ينبغي أن يكون عليه البديل السياسي، والذي يخلق واقعاً تختفي فيه تلك المعلومات المؤسفة وبالتالي يتجسّد لنا الحكم الرشيد الذي يحقق مفاهيم العدالة الاجتماعية والسلام والحرية والوحدة… إلخ،
ولكن كيف نصل إلى هذه الأهداف الإنسانية ونحن ما زلنا نشرح ونفصِّل في نتاج الدولة الدينية/الإثنية والتي نعرف مسبقاً، مسبقاً، مسبقاً سقوف الخطل في منهجها وتجربتها؟ وهل يجوز بعد كل هذه «السنين المرة» البحث عن معلومة تدلنا على كيفية صنع الدواء للداء اللعين: جدلية المركز والهامش، أو لعبة الديمقراطية والشمولية، أو التراوح بين الإسلاموية والعلمانية، أو تنازع العامل الخارجي مع الداخلي، أو التخاذل بين الشعب والقادة، أو تقديم الذاتي على الموضوعي/القومي، أو سم الجدليات إن شئت. وإذا كانت الدولة الدينية ما بعد تجربة مدينة الهدى وتسبيح الملائك في ذوابات النخيل قد أغرقت، ما عدا نموذج سيدنا عمر بن عبدالعزيز، المسلمين في بحور من الدماء، وأنواع من الكهنوت، وفساد في التعاطي مع مجمل الواقع، وتأخر دون ركب الأمم- ذلك الذي وضع الدول الإسلامية في قمة لائحة الدول الفاشلة -فكيف إذاً نستغرب أو نندهش لأسوأ معلومة جديدة ناتجة عن منهج وتجربة هذا النوع من الدولة المجرّبة في التاريخ القديم والحديث؟ والسؤال الأشق على الفؤاد هو أنه كيف نصل لتلك الأهداف القيمية في وضع بائس كما هو لنا بينما الوضوح في الانحياز الإثني يتجسد على مستوى وسامة الأفراد الذين يسيّرون الدولة وتقعيداتها الأرضية وفي مستوى الاتجاهات الجغرافية للتنمية المنشورة في الصحف وفي مستوى الإستدارة على اتفاقات لمعالجة التظلمات الجهوية وتحويلها إلى ساحة تلاعب وفي مستوى اضمار منهج الخبث والفتنة الذي يقضي على سلامة مرافعات لتظلمات قيض لها حمل الأسلحة والرماح وكلفت المواطن السوداني هذا الرهق والضياع والتمزق؟ إن المعلومات التي يدركها شعبنا عن سوء مآله وتغرقه من أشعث رأسه حتى أقمص قدميه لا تحتاج إلى باحثين «مهولين» ليعرفونه بها ولا تحتاج إلى نظريات أكاديمية حتى يستوعبها وذلك لسبب بسيط: إذ أنه يكتوي يومياً بتأثيرها عليه ويدفع ثمنها آناء الليل وأطراف النهار، ولعل العبد حين يرفع يديه إلى الله بالدعاء إنما يتمنى أن يزيل عليه الكرب لا أن يمهد له وجود المثقفين الأشاوس ليعلمونه كيف إنه أصبح جائعاً وذليلاً وفاقداً للدليل و«تشابه عليه بقر حلوب أو عجاف». إنما شعبنا ينتظر من هذا «الابن».. أو تلك «الابنة» التي أوتيت من الحكمة شرح الطريق للإصلاح، وإذا كان طائر الفينيق ينهض من الرماد وأن الوردة تنبت من «التبن» وأن الصمغ ينبثق من بين أهداب الفروع فإن وظيفة المثقف أن يضع هذه المعلومات في معمل البحث ليخرج لأهله بتصور حلول لحالهم البائس ذاك، لا أن يعمق في أسباب الشقاء ويحبط الهمم أثناء السير نحو المستقبل، ونحن نعرف سلفاً عبر كتب التاريخ أن رهط الأنبياء يأتي بحلول للمشاكل المجتمعية العصية برغم قتامة الواقع، وأن الفلاسفة يمتلكون معلومة الوجود من الواقع الردئ فيعطون العلاج للأزمات المجتمعية، وأن المفكرين في كل ضروب الحياة وهم يسعون لقيادة أمة أكثر معرفة بالمحكات البئيسة، وينحتون أمخاخهم حتى يقودوا الناس إلى طريق التساكن والتسامح، وأن الإصلاحيين في بيئات الأعمال الاجتماعية يقدرون هذا المأزق الإنساني ويدرسونه ثم يملكونا أبواب الفرج القريب أو البعيد. وإذا جاز أن نعدد عن دور الأنبياء والفلاسفة والمفكرين لاحتجنا لأبحاث تشريح. إن قيمة المفكّر أن يؤثر، مع امتلاكه لتلك المعلومات القيمة، على واقع الناس وأن يخلق الرؤية الحصيفة والفصيحة التي تجعل المنتجين لهذه المعلومات معطوبين لجهة تغذيتها أو توظيفها لاستمرارية القبح. ثم ما هي قيمة المثقف أو المفكّر حين يستسلم للواقع االمعوج دون أن يستزيد بتراث التغيير الإنساني الذي قاد البشر إلى طريق الهدي؟ وما هي قيمة الناشط الوطني إن كانت وظيفته أن «يعفرت» الواقع بما يحبط دعاة التغيير؟ وما هي قيمة المتعلم الذي يرجوه أهله حين يعجز عن استشراف الرؤى القيمية للبناء والنماء؟ ثم هل كان دور المفكر أن يشتغل فقط عند المحكات السهلة حتى إن تطوّرت وتعقدت راح يطلق لنفسه الخيال حتى تتلبسه التفاصيل؟ وإلى أي مدى يظل التقدير وارداً للعقل الذي لا يبسط في معادلة الخير والشر الوجودية ثم يقنع الناس بإتباع ما يفيدهم.

—-

صلاح شعيب – صحفى وكاتب وناقد سودانى مقيم بامريكا .

—-

دعونا نناقش هنا التراكم المعلوماتى لدى المثقف وهل هو تراكم ايجابى يستطيع المثقف من خلاله ان يضع الحلول لقضايا شعبه ؟

وهل المثقف السودانى مثقف من اجل شعبه ام من اجل الثقافه ؟

ولماذا لا تؤثر جيوش المثقفين السودانيين فى تغيير الوضع الراهن ؟؟

مع خالص تقديرنا للقلم الرائع الاستاذ صلاح شعيب .

التعليقات
  1. ابكرون كتب:

    افليقا قبل ما نناقش التراكم المعلوماتي لدي المثقف …خليني اسجل انو انا الزائر رقم 178000 سمح ؟
    بعدين بجي صادي للموضوع كامل الدسم

  2. aflaiga كتب:

    ابكرون : واقول ليك زى ما قال الحلفاوى ( وده حالتو من غير وضوء !! ) سوداننا اصبحت رقما حقيقيا فى ساحة الكتابة الوطنيه والادبية ولعمرى اننا نقف فخورين امام هذه الاحصاءات التى تكلل اعناقنا وتحملنا عبئا كبيرا نسال الله ان يعيننا واياكم على تحمله والتحية موصولة للاخ الشقيق الحبيب ستريكر ومن قبل وبعد للاب الكبير الفاتح جبرا الذى اخرج كل هذه الاقلام من قماقمها لتعطى ما تعطون للوطن .. لله درك ولله دركم ومرحب بالمرور الراقى .

  3. مُخير كتب:

    الدينمو الهباش أبو حمودي
    العزيز الخبير أبكرون
    الزوار وأهل الدار
    السلام عليكم وصباح التفاؤل والخير والأمل والفرج
    – محور ما طرقه الأستاذ صلاح ونوهت إليه وما تناوله الأخ القبيلة ودالخلا وقبله وبعده آخرين سواء في بوسات لحالها أو يالتعليق يتلخص في السؤال الواحد سؤال المليون ميل مُربع والشعب الفضل ما هو المخرج ؟؟
    – الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد. تتعدد صيغ السؤال “ما الحل ؟” جسمي إنتحل إيه العمل ؟ النظام أصلاً لا يرى أن هناك مشكلة أو يقر بحدوث مأساة !! الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد.
    – الجنوب يتهيأ للإنفصال !! المعارضة تايهة وحار بيها الدليل!! الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد
    – من هو المثقف ؟؟ أوليس فرد موجود في إحدى شرائح المجتمع أوليس المثقفون موزعين على معسكري الحكم والمُعارضة ؟؟ وبين أمازونيا والخارج إنهم كووولهم بما لديهم من تراكم معلوماتى منقسمون في توظيف قدراتهم بعضهم في توضيح أبعاد المأساة من مختلف زواياها وكيفية الخروج منها وآخرين في تزيين باطل الواقع للحاكم، وإن أردنا الفريق الأول فما لديهم لن يخرج عن سياق ومضامين توصيات عديدة صدرت وما فتأت تصدُر من مختلف المؤتمرات والاتفاقيات الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد
    – بدءً بالأبوجتين بنيجيريا أبوجا 1 مايو 1992 وأبوجا 2 ابريل 1993 ومبادرة الإيغاد (مايو 1994) والقضايا المصيرية اسمرا (يوليو 1995) وإعلان طرابلس (أغسطس1999) الذي أصبح لاحقاً المبادرة المصرية الليبية (يونيو 2001م) ثم ماشاكوس (مارس 2003) ثم نيفاشا (سبتمبر 2003) ومروراً بعودة قرن ووفاته وما أعقبها من مصالحات ثنائية وفردية ومباشرة وعبر وسطاء والقاهرة والدوحة وسرت وإنتهاءً بالتراضي الذي لم يحدث حتى تاريخه الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد
    – لم نجد المخرج با سادة ولم تسفر تلك الجهود عن إنفراج بل الرد الرد صافات والسد !!! والعاجبو عاجبو والما عاجبو يشيل ثقافته وتراكمو المعرفي ويبلو ويشرب مويتو الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد
    والرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد.

  4. علي سنكل كتب:

    أفليقا:
    مشكور على الاقتباس الجميل ، لكن كنت أمني النفس بقراءة ما كتبه صلاح شعيب عن صلاح بندر . الأخير صديق قديم أتابع أخباره من على البعد.

  5. د.ياسين شمباتى كتب:

    سلام افليقا والاحباب..يبقى تعريف المثقف مبهما ولا ستطيع كائنا من كان الجزم بهويته,لكن طرح الاستاذ صلاح شعيب موضوعى ومنسق كعهدنا به..

    بس زى ما قال العم سنكل,ما الذى دار بينه وبين البندر؟؟ فلقد قرأت قبل فترة فى بعض المجلات والدوريات الثقافية مناكفات بينه وبين الدكتور مرتضى الغالى واتهامات باختلاس اموال وتحويلها للمنفعة الشخصية بدلا عن تنفيذ برامج تتبع لمكتب الخرطوم لحقوق الانسان_غلى ما اعتقد_

  6. aflaiga كتب:

    عمنا سنكل : تلقى المداولات فى اللنك ده وغيرو كمان .
    http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=240&msg=1246731256
    مخير : التكبير والرد الرد ده مش تختو بين قوسين عشان نعرفو اقتباس ولا حقك ؟؟؟
    مشكلتنا يا عزيزى ان من يعلم لا يفيد بعلمه من لا يعلم ..
    * اسى لاقاك يوم علماء دين قالو السنه دى نعطل الزكاه لانو الحاله سعبه ؟؟؟
    * اسى لاقاك عالم كيمياء عمل خلطات لبنوتنا ديل خلاهن يستغنين عن الكريمات ؟؟
    * اسى لاقاك عالم زراعه خلى كيلو الطماطم يبقى بى خمسمية طول السنه ؟؟؟
    وجاييك ..

  7. مُخير كتب:

    ولدنا أبو حمودي
    الحلوين في كل مكان
    سلام
    قلت لي (اقتباس ولا حقك ؟؟؟) هاك الأقواس دي، أي أقواس يا بُني وقد تكسرت النصال على النصال، ولم يعد ثمة أقواس أو نبال…….
    عليك يمين الله قدرما ركزت عشان أفهم الحاصل شنو والموضوع شنو …وياتو على قول حبايبنا سنكل ونيام بس أسمع ليك الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد، وعريف الحفل كبر وأدى المايك للوزير بتاع الداخلية السابق الهسة بقى بتاع الدفاع واللابس رسمي قال كلمتين وكبر وهلل والرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد.، ولمن الريس ذاتو جانو الكورة قلتها يختها واطة ويفهمنا الحاصل شنو دور ليك الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد، وقاموا أدوا واحد نيشان ولا وسام جدارة وقصة الطيارات شنو ؟؟ طيارات ورق ولا رش وتجميع يعني زي جياد وما شاكل ولا تصنيع بالاعتماد ذاتي ومكمل من مجاميعو …ياسيدي لحدي هسة ما فهمنا الحاصل أهة كان رضيت ولا أبيت الطيارات البيلعبوا بيهم ناس حمودي وسروية بيجونا من الصين وحتى حلاوة المولد في شكل طيارة بتجينا من الشقيقة مصر خليك من الطيارة، لكن على كل حال الرد الرد صاقات والسد، الله أكبر والله أكبر الرد الرد صافات والسد، وكان فهمتوا القصة شنو أبقوا فهمونا.

  8. aflaiga كتب:

    مخير : انها نشوة النصر والفتح المبين الم تسمع بصافات ويقبضن ما يمسكهن الا الرحمن ؟؟ تعرف لمن تدخل الله فى اى شيئ بتدى الشيئ قدسية مقصود منها اخافة السامع وجعل النقاش يتحول الى نقاش حاجات الله بدلا من نقاش حاجات البشر وهى مساله نفسية تفترض ان القائل يعلم نفسية السامع ولكنها بكل اسف تجعل السمع يشكك فى ثوابت القائل اذا تراجع يوما عما قال وتجعل السامع لا يصدق حاجات الله فى المستقبل وهنا نفترض ان القائل مهتم بحاجات الله !!! فهمت شيئ ؟؟؟

  9. ابكرون كتب:

    افليقا /مخير
    المشكلة ليست في المثقف …نحن مثقفيننا منذ الاستقلال مساكين لم يهنؤا بثقافتهم ولم يهنأ بها غيرهم فهي حكر داخلي لا يسمن ولا يغني عن جوع ….لم تترك لهم الحكومات الشمولية التي تحكم ل 20 عاما ثم كالحرباء تغير لون جلها وتتدثر برداء الديمقراطية والحزبية التي لعنت (سنسفيل ابو خاشا) في بدايات الانقلاب والذي سينقلب بقدرة قادر ال ثورة ثم الي انقاذ من الطائفية والرجعية والحزبية البغيضة …ثم تكتمل الدورة (بعد الشبع مما جميعه حتي الثمالة) تكتمل الدورة نحو ادعاء التغير نحو الديمقراطية والحزبية والإنتخابات وهلمجرا…والمثقف يقف فاغرا فاهه مندهشا…,قد شاخت ثقافته فهو طيلة عقدين مكمم الفم…لا رأي له ولا صيت….وبعد تمثيلية الانتخابات التي ستاتي بنفس الشموليين ….حيث ان الحرباء لا ولن تفقد خاصية تغيير جلدها ….عندها يكون جيل هؤلاء المثقفون قد أناخ راحلته وتوسد ثري احمد شرفي وفاروق والبكري وحمد والديبه …حاجه عجيبه…..
    ————————————————-
    مخير ياخ نحن دولة العلم والايمان نصنع (اقصد نجمع اولا العربات ونهديها للرؤساء واللاعبين وكذلك الطائرات – بعد شويتين حنهديها لكبار الزوار…)ثم بعد ذلك نتجه للتصنيع الغذائي لانه لا توجد حوجة له الآن والناس الحمد لله شبعاااانه ومتخمة بالنعيمية والكول….

  10. مُخير كتب:

    ولدنا أبوحمودي
    العزيز أبكرون
    الزوار وأهل الدار
    السلام عليكم وصباح النعيمية والكول….
    أعزائي بعيداً عن التباكي على اللبن المسكوب والبخت المُنيل ما زلت حائراً ولم أفهم أين يكمن الحل ؟؟ حبيبنا ود الخلا يدعونا المرة تلو الأخرى للعودة إلى الله وإلتزام جادة الحق،… هل المقصود أن نترك للجمل ما حمل ويحمل ونكتفي بالإلتفات إلى أنفسنا الأمارة بالسوء ونصلحها ونستقيم ونُحلل كسبنا؟ طيب ماشي يا هندسة، وماذا عنهم ؟؟ هل سيلتزموا الجادة معنا؟؟ أقصد حُكامنا، ستقول لي علينا أن نبدأ بأنفسنا ! الإجابة أننا نفعل ذلك كل يوم نتقى الله ما استطعنا … لكن من أين يأتي الزيغ والضلال … عندما تتقفل الأبواب وتضيق السُبل يضعف الإيمان ويذوى ويتلاشى فيتسيد أبو الأبالسة الموقف ويفتي محمد أحمد قلبه ولو أفتاه الناس وأفتوه فيقبل بالرشوة حتى لا ينحرف فلذات أكباده ويكملون تعليمهم وحسبه الله فهو عليم بالحال… إذن أخي الحاكم من بيده السلطان وهو المسئول عن تهيئة الحال للعباد كي يلتزموا ما جاء في القرآن وكل مسئول عن رعيته ….
    أما خبيرنا أبكرون القائل بأن ” مثقفيننا منذ الاستقلال مساكين لم يهنؤا بثقافتهم ولم يهنأ بها غيرهم فهي حكر داخلي لا يسمن ولا يغني عن جوع ” الضمير المتصل في مثقفينا يحتضننا جميعاً، وكما أسلفت شق آثر التملق إلى الحاكم وهؤلاء قلة وشق كما قال ود الخلا مشنغل بالتنظير وشق ثالث لا في العير ولا النفير، وإذا إفترضنا أن لن قدر من التراكم المعرفي فهذا الدور لم يتجاوز حتى الآن إسداء النُصح لحاكم لا يرغب فيه وغير مستعد ليسمعه وفي بُعده الآخر تفهيم الشعب بحقوقه والشعب فقد الرغبة في إنتزاع حقوقه بل يئس من التغيير وأصبحت جموعه كالأنعام تُساق إلى حتفها ولا حول لها ولا قوة، فالحل بعد تسليم الأمر لله كما ترى نونو في تقديري المتواضع يخرج من نطاق الرفض بالقلب واللسان إلى اليد ولا أقصد حمل السلاح أو التخريب أو الفوضوية التي يمكن أن تدفع بالبلاد إلى أتون الحرب الأهلية ولكن الخروج إلى الشارع للتعبير عن رفض إستمرار الحال على ما هو عليه، في شكل سلمي وحضاري، للجهر بكلمة لا، لا للغلاء لا للفساد، لا للحرب، لا للعنف، لا للظلم لا للتسلط .. وأختم بإهداء بنتنا نونو مقطع من قصيدة نورة الرائعة للشاعر الرائع محمد حسن سالم حميد
    شايلة طولة البال من الله ..
    ومن أراضينا الإثارة
    وماشي تكدح طول نهارا
    وترجى لما الليل يفلل ..
    تسرق ألمي عشان خدارا
    عشان صغارا
    ولما ترجع لي ديارا
    تنزف أحلام الفقارى
    من عويناتا الحيارى
    لي غبار الحال تقش
    فوقو للآمال ترش
    نورة تقعد صاحي تحلم ..
    بي بيوت بي نور ودش
    وبالمحبة تشق دروبا ..
    ولي قلوب الكل تخش
    نورة تحلم بي وجود
    ما مشت بينو القيود
    أفضل أفضل بي كتير ..
    بي وطن من غير حدود
    نورة تحلم بي عوالم
    زي رؤى الأطفال حوالم
    لا درادر .. لا عساكر ..
    لا مظاليم لا مظالم
    نورة تحلم .. ولما تحلم نورة ترجف
    ولما ترجف نورة تحلم ..
    ولما ريح الواقع المر ..
    لي عشيش أحلاما ينسف
    نورة تنزف
    ولما تنزف بالا يهتف ..
    يوم حا تنصف يوم حاتنصف
    وتبدأ تحلم .. ولما تحلم نورة ترجف
    ولما ترجف نورة تحلم
    صاحي تحلم.. وصاح بتحلم
    صاح بتحلم

    بما عرفتن نعمة إنتن قولن إنتن شنو عرفتن
    نعمة تحلم بوجود وبي وطن من غير حدود لا درادر لا عساكر لا مظاليم لا مظالم

  11. aflaiga كتب:

    مخير : كلام رائع وقصيده اروع ..
    اتفق معك ان المثقفون يجب ا يخرجو من شرنقة الصفوية ( تثقيف انفسهم ونفاق الحاكم ) الى افاق ارحب وهى تثقيف الشعب فتثقيف الشعب هو اهم عامل فى معادلة نيل الحقوق فما وصلنا الى هذا الحال الا عبر التغييب والجهل بالحقوق وزمان انا كتبت انو :
    حيجى يوم لو البلد نضفت نضافة حميد دى يقول ليك الشرطى :
    الشرطى : يا استاذ يا محترم انتا ؟؟
    المواطن : انا ؟؟!! المحترم ده انا ؟؟!!
    الشرطى : ايوه انتا هو غيرك فى منو محترم يا مصدر اهتمامنا وديمومة عيشنا ومحور حياتنا ..
    المواطن : يروح واقع رب من الاستغراش او يجرى من الخوف معتقدا ان وراء ذلك كفوه كبيره !!!!!
    وجاييك …

  12. ابكرون كتب:

    يا ود المخير : ياخ حلول ناس ود الخلا دي قالها القرآن قبل 15 قرن والناس خابراها وبتعمل بيها ( ناسه ديل _ بتجيب لي كتاحه -) دقوا علي الرتم ده في بداية ( اللهط)..دخلوا الناس الجوامع وهم دخلوا السوق استلموه….ولم الناس تبحث عن حلول بقولوا ليها : ابتعدتم عن الله وعن سنة رسوله….ياخ الناس مسلمة بالفطرة ولولا الايمان الفي دواخلها كانت فقدت الدنيا والآخرة…

  13. aflaiga كتب:

    نرجع للموضوع من ناحية تخصصية : حليلك يا السعيد :
    الفرق بين الجهل والثقافه فرق كبير جدا جدا فالجاهل دوما يتعب فى التعامل مع الاحداث وتمييزها وتحليلها لانه يتعامل بتلقائية ورزق اللحظه باللحظه بينما المثقف يرصد الاحداث ويحللها ويقيمها ويبنى عليها تعاملاته مع الاحداث يعنى الجاهل مثلا ممكن تستغلو بنفس المكنه عدة مرات وتقسم فيهو زى الترتيب !! بينما المثقف يستحيل ان تستغله مرتين ده لو ما كشف نومتك من اول مره !! لكن الاختلاف ياتى فى التعامل مع الاحداث المثقف السلبى يجتهد فى التكيف مع الاحداث كامرواقع فيبدا فى فلسفة الامر الواقع بشكل مقبول يمكنه من التعايش معه بينما المثقف الايجابى يجتهد فى مقاومة الامر الواقع قبل ان يقع ويقوم بتكييف نفسه على رفض الواقع باعتباره حالة نشاذ ..
    وده الضارى بلدنا دى مثقفينا يجتهدون فى اطارين :
    الاول فلسفة المصائب السياسة كالحكومات مثلا وجعلها امر واقع مقبول واقناع الشعوب بضرورة التعايش وفق الحد الادنى .
    بينما النوع الخطير من المثقفين يجتهد فى فلسفة الباطل للحاكم وتزيين الاعمال القذره تجاه الشعوب من باب القائد الملهم والطريق الثورى وووووو .
    نحتاج حقيقة لمثقف يجتهد فى رفض الخطا وتسخير الثقافه فى ازالة المظالم لان الدوافع الذاتيه للشعوب تنبع من معرفتها للحق والباطل اولا ومن ثم رغبتها فى التغيير ومن ثم مقدرتها المعنويه فى التغيير وقابليتها له .
    وجاييكم ..

  14. مُخير كتب:

    أستاذنا ود الخلا
    الحبان في كل مكان
    السلام عليكم
    بداية أشكر لك حسن ظنك فيّ ونعتي بالشفيق العطوف، وربما أكون، ليس عن ضعف وحنية بل العقلانية تقتضي التريث إلى حين يقضي الله أمراً كان مفعولا، أكثرنا يعلم تعقيدات واقعنا الحالي وأن الأمر ليس بالبساطة التي تصوره بها، نعم الداء قد أستفحل والفساد إستشرى وإن كان لا بد من البتر، فيطرأ السؤال هو مَنْ؟ يبُتر مَاذا؟، مهما كانت الكلفة ومقدار الألم، إذا كانت الكلفة ذهاب حياة المريض (الوطن) ؟؟، خليل إبراهيم إبن النظام الخبير بدهاليزه اقتنع بمبدأ البتر وأرسل قواته إلى تخوم ام درمان لبتره ماذا كانت النتيجة ؟؟؟ هؤلاء أخي تغلغلوا في عصب السلطة وعشعشوا في مفاصلها فإذا كان البتر إنفعالياً سيختلط الحابل بالنابل وسيحدث ما لا يُحمد عقباه، ما قصدته بإيجاز هو طالما إستعصى الفعل الوطني المنظم فليس ثمة بديل سوى الغضبة الشعبية العفوية الجماعية السلمية التي تستطيع إرغام أعتى الطغاة على الننازل وإحترام رغبة الشارع وما في قصة عبود ونميري وشاه إيران رضا بهلوي وديكتاتور رومانيا نيكولاي شاوسيسكو وغيرهم من عتاة الطغاة في التاريخ الذين سقطوا أثر غضبة الشعب، لكن الحديث عن البتر دون توضيح ربما يندرج أيضاً تحت طائلة التنظير. وربما قلت ((كوووووولهم لا أستثني منهم احدا حكاما” ومحكومين،)) بصيغة المبالغة من فرط إحباطك وحنقك على ما آل إليه الحال وإلا فمعنى كلامك على السودان السلام.

    فيقبل بالرشوة حتى لا ينحرف فلذات أكباده

  15. مُخير كتب:

    أواصل يا هندسة عن الجزئية الأخيرة:
    فيقبل بالرشوة حتى لا ينحرف فلذات أكباده، نعم منطق مرفوض لا ولن أبرر الرشوة أو أكل مال السحت لكائناً من كان، أوردت ما أوردت في سياق أن المنحرفون يبررون لأنفسهم بمنطق أن أكون آثم خيراً من أن يأثم عيالي ويضيع عرضي في سوق الله أكبر، وغني عن القول بخطل هذا المنطق لأن من يتقى الله فهو حسبه يرزقه من حيث لا يحتسب وتموت الحُرة ولا تأكل من ثديها، لكن مربط الفرس هو أن الحاكم مُسائل عن إستشراء الفساد وانحراف النشء أكثر من المحكوم … وفي مسار آخر نجد المحكوم نفسه حاكماً في بيته وعلى عياله…

اترك رداً على مُخير إلغاء الرد