أهل العوض .. أم عوض الأهل (1)

Posted: الخميس,28 جانفي, 2010 by monimdeef in إجتماعية

أرتبط  تشكل الكتل السكانية بالمدن منذ زمن مبكر بالهجرة التي بدأت فردية وفي حدود ضيقة جداً من الريف إلى المدن الكبيرة وخاصة الخرطوم ، ومن هنا أصبح معظم سكان المدن ذوي أصول ريفية قروية وذوي ارتباطات بالأهل والعشيرة والبلد، فكان لزاماً على كل من هاجر من القرية إلى المدينة بحثاً عن فرصة عمل وحياة أفضل أن يكون (عشا ضيفان) وأرباب وشادي حيلو و( ركازه ) لأهله بالعاصمة والمدن الكبرى الذين يأتون لقضاء حوائجهم من علاج أو دراسة أو غيرها ، وكانت الفرص في حقبة السبعينات والثمانيات ضيقة للغاية ، فتجد نفسك مضطراً للنزول مع (جد خال بت ود أعم أمك) الذي هاجر من البلد نهائياً وتريده أن يستضيفك ويعاملك كما يعامل أبنائه، ولو قصر معاك لا سمح الله والله عشاك بي (شعيرية)  وا سهروا ونشاف ريقوا وفضيحته التي ستنتقل للقرية والقرى والمجاورة، لازم يمشي يبحث عن الفول ( الكارب )ويبيّت عياله في صفوف الأفران كي يحضروا رغيفا هنيئا سحاً طبقاً حاراً غير بارد ليعشّوا به سعادتك ، ومن هنا برزت ثقافة الضيوف وتفصيل المنازل بشكل يضمن لهؤلاء الزوار الشبه دائمين مكاناً خاصاً لهم في منزل كل مهاجر للخرطوم أو مدني أو عطبرة أو غيرها ، يستبيحونه ويرتعون فيه ويخرّمون جدرانه لتعليق جلاليبهم وعراريقهم، ويستفون أرضيته بشنطهم وأكياسهم وحاجياتهم التي لا تنتهي والتي تجدها ( محشّرة ) تحت السراير ويخافون عليها أكثر مما يخافون عليك أنت نفسك. وحتى ذلك الحين من الدهر كانوا يعاملوا بإخلاص ويبذل المضيفين كل غالٍ ورخيص لإرضائهم وخدمتهم وتحقيق رغباتهم ، ولا يوجد ضجر واضح منهم ولم تطلق عليهم مسميات أو كنى ، ولم يظهر في السطح مصطلح ( أهل العوض ) الذي ظهر أخيراً في الأجيال الحالية التي تلت الجيل الأول والتي بطبيعة الحال اندثرت علاقتها بالبلد ولم يعد يشغلهم هاجس اللوم والفضيحة وغيرها .  

كانت القطارات تنفث دخانها وتسابق الريح لتصب جام غضبها ( اقصد ضيوفها ) الكرام بمحطات الوصول التي تضج بهم وهم يحملون همومهم وضغوطهم و( عوجاتهم ) التي أتو من اجلها ، وهم حتماً أتوا لأمر جلل ونادرا ما تجد من يحضر من أجل النزهة أو السياحة ، فيهبطون كالقضاء المستعجل على أقربائهم من الدرجة العاشرة في مدن التعاسة والغلاء والطلبات التي لا تنتهي . كثيراً ما تجد صاحب المنزل ذو وظيفة بسيطة بالسكة حديد مثلاً ، ويتكون منزله من غرفة واحدة وبرندة وأضاف إليهما من بنات أفكاره (راكوبة) كبيرة من القضيب و( الفلكنة ) وأضاف أيضاً بعض ( عناقريب الفلكنة ) وكثيراً من الوسائل اللوجستية اللازمة التي تمكنه من إيجاد موطئ قدم لضيوفه وزواره من الأهل والأحبة . وهو في كل ذلك ينشد سترة الحال ويتفادى الفضيحة التي ستعم القرى والحضر .

في عطبرة كمثال لهذه الصورة كان القطار عادة ما يأتي ليلا ، لا أدري ولكن دائماً ما ألاحظ أن أهلنا بعطبرة يصحون من نومهم الغير عميق فيجدون أناساً نائمون على سرائرهم بجوار أبنائهم، و( متجبدين ) وآخر انبساط حتى يقطع حبل نومهم شقشقة صوت كبابي شاي الصباح القادمة نحوهم ، كثيراً من يفاجأ صاحب المنزل بإشكال ووجوه لم تمر عليه في حياته ولا يشبهونه ولا يلتقي نسبهم معه في حواء وآدم ، ولكنه في مثل هذه اللحظة يتجمل ويفرد وجهة لهم ويصب لهم الشاي الذي لا يدرون المشقة التي بذلها في سبيل الحصول على رطل سكر واحد لأجل تحضيره ، فيدور الحوار التالي :

صاحب المنزل : من وين أنتو في الأهل يا الأخو .

الضيف : والله نحن من البلد جايين لموضوع علاج للبنت دي ( البنت دخلت جوة ورقدت في حوش النسوان between  المرة والراجل ) وكلمنا بيكم الطيب ود الدلعس ، هو اصلوا ولدوا ماخد بت قريبة راجل الود الماخد بت أخوى وساكنين في الحلة القدام حلتنا.

صاحب البيت : يا سلام والطيب أزيو لعله مبسوط وطول ما جا بي جاي . هذا علنا أمام الضيف ولكن في سره يقول الله يخرب بيت الطيب ويخرب اليوم القرنا فيه كل يوم مرسل لينا كوتة ناس ووجه سؤال لنفسه ( هو الطيب ود الدعلس ده ببقى لينا شنو ؟؟؟ )

الضيف : والله أنا الطيب براه ما شفتوا لي زمن لكن بت أخوي هي الكلمته بي موضوع سفرنا وقال ليها ما ليكم الا عباس ود رحمة تنزلوا عنده وبشيلكم فوق راسه  .

صاحب البيت : يا سلام ، اها البنت بتشتكي من شنو ؟ .

الضيف : والله ما عندها شيء غير سنونها ديل عايزة تعالجهم عشان في البلد مافي حكيم اسنان .

طنطن عباس ود رحمة بكلمات غير مفهومة وقال له ( ربنا يشفيها ) إنشاء الله مافيش مشكلة ودارت في رأسه طاحونة علاج الأسنان الذي يمتد لشهور ومواعيد وراء مواعيد وجلسات تتلو جلسات وتذكر زوجة حسين التي مكثت معهم أربعة شهور متتالية لعلاج أسنانها وكيف تضجّر منها أبنائه وبناته وبدءوا يسخرون من حكاية أسنانها ، ويتذكر عندما حضر أحد أقربائهم ووجدها لا زالت موجودة وتواصل جلسات علاج أسنانها فقال لها ممازحاً ( سنونك ديل اصلهن سنون عنسيت). ناس البلد آنذاك لصعوبة وسائل النقل وخوفاً من تكلفة العودة ينتظرون المواعيد مهما كانت بعيدة ويفضلون أن يقضونها (ونسة) مع الجماعة لكونهم       ( مطولين ) منهم ويعتبرونها فرصة كي يرووا عطش أشواقهم ، فيقضون على راتب شهر هذا العامل البسيط المنهك في انتظار مقابلة طبيب ، ولعلك تلمس بعض السلبية في كلام الضيف الذي التقط معلومة واهية من شخص لم يره من زمن وعلاقته به شبه معدومة  ليبيح لنفسه بموجبها النزول أو ( الاستيطان ) مع هذا المهاجر المغلوب على أمره . وسمعت مرة احد البسطاء الذي قضى فترة علاج بالمدينة ولم يعد إلى قريته مباشرة بل دخل في فترة نقاهة حددها بأسبوعين ، فقال لخالتنا الله يطراها بالخير ( والله الحمد لله انتهيت من العلاج لكن قلت آخذ لي أيام غذاء ) ولم تتمالك الخالة المسكينة نفسها من الضحك وعمنا فهم أنها تضحك فرحة بإقامته لنيل بعض الوجبات الدسمة المغذية قبل أن يعود إلى أهله وهو حسير حيث     ( الكسرة ) والويكة ، الخالة ضحكت ساخرة لأنها لا تملك ما يسد جوع أبنائها ناهيك أن تلعب دور مغذية لفاقدي الدم وفاقدي الإحساس والنظر ، حكت الخالة هذه الحدوتة لأخيها الساخر فقال لها ( هو فاكركم اليونسيف والله شنو ) .

كان منزل أحد أقربائنا ببحري يقع بالقرب من ( إشارة المؤسسة ) وكان منزلاً مضيوفاً وأهله مضيافين ، الباصات القادمة من الشمال عبر طريق التحدي تفرغ الكثير من حمولتها عند إشارة المؤسسة رجالاً ونساء ، فيدخلون آحاداً وزرافات إلى ذلك المنزل الوريف ، بعضهم يودون البحث عن عمل وهذا يمتد لشهور ، وآخرين يبحثون عن فرصة عقد عمل للسعودية ، وآخرين يبحثون عن فرصة ( مخارجة ) من البلد سواء عن طريق عمرة أو السفر إلى أي دولة أوربية ، كل الضيوف عادة ما يكونوا ذوو أهداف ومشاريع طويلة الأمد ، أو بالأحرى يمكن تسميتها رحلة البحث عن حلم العمر، وآخرين يأتون لإجراء عمليات استعصت على أطباء عطبرة ويأتي المريض ومعه كل عائلته الممتدة وجيرانه وأصدقائه وجميع أهل الفريق ، كان هذا المنزل صغيراً في حجمه وكبيراً في عطائه وكرمه وسعة صدور أصحابه ، كان صاحب المنزل من ذوي الدخل المحدود والصبر والبشاشة الغير محدودتين ، يجامل هذا ويمازح ذاك ، وبفضل الله وتسهليه تحملت تلك الأسرة الكثير من المصاعب والتضحيات وقدمت واجب الوطنية لكل من يقرب لهم ولو من جده المائة حتى سافر الجميع وبلغوا أمانيهم وأحلامهم وموفور صحتهم وكلها بإذن الله في ميزان حسنات ذلك الرجل رحمه الله وأسرته. ذات مرة كان يصافح ضيفاً بل يعانقه بشوق ولهفة فسخر احد الحاضرين وقال ( والله تلقاه بي قلبه يقول هسه نلقى ليك سرير تنوم فيه من وين ) هذا البيت تعود أن تكون سرائره مستفه على مدار العام ، وسرائر أهله ودواخلهم منشرحه وغالباً ما ينام أبناء البيت على الفرشات وتربيرة المكوة أو عند الجيران وفي نفسهم غبطة وسرور وأريحية.

ونواصل ….

التعليقات
  1. سلام يا منعم

    حليل الديوان الكان مفصول من المنزل الذي يشيل و يفضي في الضيوف في كل مرة و دائما مراتبه و ملاياته مفرشة و حليل ناس “ودعجبنا” و أهزوجة مصطفى سيد أحمد

    جاهو ضيف في راس حداشر
    في زمن حظر التجول
    و عمنا الحاج في مبادئه
    وجبة الضيف زي فريضة
    و جاتو فكرة….

    و تستمر الأغنية و التي يسفر جلد الحاج فيها و بسببها يقفل الحاج ديوانه و يطفي الرتاين و يموت بالحسرة….ليس كرها في الضيوف و لكن فيمن جاء بالمشروع الحضاري و طلع نص الشعب السوداني من الفورمه….

    لكن يظل الضيف مرحبا به في كل بيت و هو زاتو ما بقى زي زمان فصار يتصل بالتلفون ليرى ان كان أهل البيت بالمنزل وما شفت لي ضيف قعد لي تاني يوم قريب…

  2. الغبشة كتب:

    (( ………..ودواخلهم منشرحه وغالباً ما ينام أبناء البيت على الفرشات وتربيرة المكوة أو عند الجيران وفي نفسهم غبطة وسرور وأريحية.)) واذا لم يكونوا هكذا فكيف ينتمون الى هذا الوطن، انهم يرحبون باهل العوض لانهم اهل العوض والعوض من الله اى ان التسميه لم تكن مناسبه بلفى محلها فهم غالباً ما يتركون كل شئ لله هو من خلقهم وهو قادر على قضاء احتياجاتهم ولو باليسير،اهلنا الغبش قالوا((بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر)) قد تج اقرب الاقربين لاحدهم موجود فى نفس الحى ولكن يفضل ان ياتى لاخر يربطه به الجد رقم قمبليون لبشاشته وترحابه.
    اما قصةالطيب ود الدلعس ،هبت بى الى قصة جحا عندما نزل عنده ضيف واكرمه لعدة ايام وعندما اراد الضيف المغادره ترك لجحا هدية وكانت عبارة عن ديك، وبعد ايام حضر رجل وقال لجحا انا جار من اهداك الديك،فرحب به واكرمه وبعده بايام اتى اخر وقال انا جار جار من اهداك الديك، وتوالوا جيرلن الرجل الاول وكان حجا قد افلس ولم يعد بمقدوره ضيافة المزيد فعندما حضر اخر واخبره بانه جار جار جار جار……………. من اهداه االديك،احضر اليه اناء وبه ماء ساخن وقال الضيف لجحا ما هذا؟؟؟؟؟
    فقال جحا: هذا حساء حساء حساء………………………… الديك .
    والى اللقااااااااااااااءءءءءءءءءء

  3. ودالخلا كتب:

    سلام للقبيلة،،
    الأخ عبدالمنعم وزواره الأكارم..
    بعد أن خلت القلوب من الأيمان وفرغت النفوس من الأحسان وهجرنا ما تبقي لنا من الأسلام صارت حياتنا هكذا، نفرّ من صفير الصافر، ونخشي الضيوف كما نخشي العدي، وهذا حال الناس حين أتصفوا بمساوئ الأخلاق وهجروا مكارمها، وان من مكارمها أكرام الضيف وأقالة العاثر وغوث الملهوف، فأين نحن اليوم من هذه المكارم،،،،
    جاء في الحديث أن الأيمان بضع وسبعون شُعبة أعلاها لا اله الا الله وأدناها أماطة الأذي من الطريق، والحياء شعبة من شعب الأيمان وأكرام الضيف والجار وأن نقول خيرا”، وبما أن الناس أصبحوا لا يفعلون هذه المكارم ولا يتصفون بها بل ويسخرون من يقوم بأدائها كما ذكرت سخريتهم من المُضيف الذي عانق ضيفه بلهفة وقالوا عليه ذلك الكلام، فهؤلاء الناس هم من اورد البشرية موارد التهلكة ، وهم اولئك الناقمون علي الأوضاع الحاقدون عليها، ويصبون جام غضبهم علي الحكام ونظام الحكم ، وينسون أنهم هم السبب في وصول مثل هؤلاء الناس لسدة الحكم بسبب رداءة اعمالهم وسوء نياتهم فقد قيل في الأثر (كيفما تكونوا يولي عليكم)، فالمجتمع هو الذي يصنع المسئول الفاسد والمرتشي والمختلس لانه ساعده علي فعل هذه الجرائم وباركها له ، والا بربكم فخبروني كيف يستطيع المسئول الفساد اذا وجد من يقف له في وجهه بالمرصاد، لا يعطيه الرشوة اذا طلبها ولا يسهل له سرقة المال العام اذا مدّ يده عليه، ولا يطبل له ويزين له سوء أعماله بأنه فريد زمانه ووحيد جيله فليس هنالك في الأرض من هو أفضل منه لحكم البلاد وأذاقة العباد الوان الطيف بالعذاب وفنونه، ودليلي علي هذا أنظروا في كشف الأنتخابات ومرشحي رئاسة الدولة والأحزاب هل لا يوجد في هذه البلاد غير هذه الوجوه النيّرة التي حكمتنا منذ الأستقلال وحتي اليوم وفي نيتهم الحكم حتي قيام الساعة ديناصورات بس، فماذا تقولون في مثل هذه الوضع المأزووووم يا أصدقائي……

  4. ودالخلا كتب:

    معليش يا جماعة الحديث ذو شجووووون وأخذتني الموجة بعيدا” عن الموضوع فلصاحب البوست المعذرة والأعتذار في الخروج عن سياق الموضوع ولكن الشيئ بالشيئ يُذكر وهذه الأوضاع من تلك الأفعال!!!!!!!!!!!

  5. مستر راعى كتب:

    تحياتنا استاذ عبد المنعم
    معليش لطول الغياب
    جيتنا تب فى حتتنا واحنا اهل العوض والعوض هو زاتنا
    طبعا الشعب السودانى الطيب يعتبر الشعب الوحيد العنده تكافل فى كل شى عرس بكى وغيره —الخ
    صحى لكل شى حدود عارفين اننا فتنا الحد فى الحاجات ده واى زول قادم من الاقاليم عايش فى العاصمة عنده غرفه اهل العوض عشان يسندو فيها او تكية البيت للضيوف
    اى واحد فينا جا الخرطوم كان قاعد عند واحد من اهله لمن خلص قرايته واتوظف وبقى تمام وبقى دين عليه كمان يقوم بالواجب تجاه الباقين —لكن كل شى يكون بخصوصيه يعنى البيت مايبقى مولد– كل زول فى حتته عشان ماتحس بالضيق
    عندى صاحبى قاسم بيته نصين نص كامل بجميع خدماته للجاى يشتغل ويقرا وكله والنص التانى ليه بدون معوقات لاسرته خاصه اذا معرس من بنات العاصمه لانه ما كل زول بستحمل اهل العوض
    بعدين زمان عيب تنزل فى فندق وعندك اهل فى البندر
    لكن من راى حتى لو بره السودان اخير اسكن فى فندق من اضايق الناس واجيب اخلاقهم فى نخرتىهم واكتر من طلباتى– امشى محل ما ارتاح براى– فقط الاهل زيارات خفيفه وخيركم من خفف
    لكن عاداتنا مابتتغير يجوك اهل العوض تخت الصينيه فى وشهم وتشيلها وتجيب الشاى واللقيمات واللبن وتدوى الدكتور والخ الخ
    واذا جا بكى ولا عرس بقى بقعدوا ما شاء الله الا يجى راجلا حار يحلف عليهم يرجعوا خاصه الحريم
    لكن حاليا الناس بقت تفهم والزمن اتغير والموازين ما زى اول
    كسرة:
    طبعا فى ناس بستغلوا الحاجات دى استغلال سيئ لمن يموته معاك فى البيت
    يا حليل صينيه الاكل ام طبق وحليل الركوة والتبروكه وحليل ريحه التراب والطين لمن تجى المغربيه وحليل الزمن العتيق وبقينا جارين مع عصر السرعه

  6. حاج أحمد السلاوى كتب:

    السادة صفوة الأخيار ..
    صفة أهل العوض ليست غريبة على أهل السودان ..فهى من الصفات التى تحسب للسودانيين داخليا وخارجياً لدرجة أن بعض الإخوة مُلاّك العقارات فى منطقة دول الخليج لا يحبذون تأجير عقارهم للسودانيين ليس كرهاً فى السودانيين بل السبب هو كثرة الزوار خصوصاً فى المواسم الدينية الكبيرة كالحج والعمرة ورمضان وربما سائر أوقات العام ..وإن انحسرت هذه الزيارات خلال الأعوام الماضية ..وفى رأيى أنها مقبولة نوعاً ما داخل أمازونيا حيث يمن إستيعاب ضيوفك القادمين من خارج دولة عاصمة التوجه الحضارى فى بيوت الحيشان حيث يكون هنالك متسع مكانياً على عكس الوضع خارجياً حيث يحد ضيق المكان داخل الشقق السكنية وتداخلها وإنعدام الخصوصية من إستيعاب أكثر من ضيف خارج نطاق الأهل والأقارب ناهيك عن ظروف العمل الصعبة التى لا تتيح لك فرصة خدمة هؤلاء الضيوف بصورة مرضية .
    بنتنا الغبشة .. قصة الديك دى نحنا سمعناها فى رواية أخرى وكانت بلاصة عسل فبعد أن فاض الكيل بالمضيف من كثرة أهل العوض الوافدين وراء بلاصة العسل .. ذهب يبحث عمن أهداه بلاصة العسل لكى يوقف سيل الزوارالهادر .
    عموماً الضيافة الشرعية حددها الشرع بثلاثة أيام فما زاد عن ذلك فهو يدخل فى حساب المرؤة والكرم الزائد والنخوة لى يتحلى بها السودانيين دون غيرهم من شعوب المنطقة .

    • يا حاج السلاوي سلام ولكل الكرام …عليك الله ما تخلي الجماعة ديل يهدو اللعبة خلو فيها شوية كوووورة وغنا وشعر وأدب شنو كل الحكاية صحافة… يا عمنا ما قريت الدار بتاعت الأسبوع الفات والله ناس حلة (جنم )مدني كتلو حلوف والله ناس الشرطة لو كان مسكوه لسجل كاكبر حلوف في العالم ودى كان حيوان جاهز لحديقة الحيوانات المرتقبة شقاوتو لمتو للشرطة وكنت خايف إنو واحد حنكوش يقول ديناصور .
      يا عمنا كلمة (جنم) عربي فصيح – جنب وقلبت الباء ميم عارف ليه ؟

      تحياتي لك وللجميع .مشاكل وين؟ يبدو إنو بتاع سياسة بس. يعني المواضيع دي كلها ما عاجباه
      أخبار الإنتخابات شنو اليومين ديل الجماعة سكتو

  7. أهل العوض … أم عوض الأهل (2)

    monim_hasan@hotmail.com

    موضوع الضيوف في الحقبة السابقة وقصصهم ومواقفهم وطرائفهم وأحزانهم قضية لا تنتهي بكتابة مقال عنها أو كتاب حتى ، فهي مليئة بالكثير من الشجن والذكريات لن تنمحي من ذاكرة من عاشوها ضيوفاً ومضيفين ، كثيراَ من البيوت كانت محطات وعلامات بل ومنارات في مجال الضيوف مما أهلها أن نطلق عليها بيوت خبرة إذا جاز التعبير، عاشت الكثير من التجارب والمحن والذكريات مع الضيوف بعضها مضحك وآخر مبكي ، ولكنها بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً مع تعاقب الأجيال واندثار قيم الضيوف وأدبياتهم وطرق التعامل معهم ،ولم يتبق من آثار أولئك الضيوف سوى ما نقشوه من مواقف وذكريات و(شخطبات) على جدار وجدان أهل تلك البيوت النبيلة ،كما كنا نفعل على جدران عنابر (الداخليات) ونحن نغادرها لمرحلة تالية ( تذكرونا فالذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان ) . كل من استوطنوا المدن باكراَ لهم ملفات ذاخرة بمواقف الضيوف و( الزنقات ) التي تحصل في كل شيء ، ضيق الامكنة ، وضيق ذات اليد ، لم تكن هناك رفاهية في ذلك الزمان ولم تكن هناك تقنية ، كان مسلسل الثامنة المصري هو فاكهة اليوم يتسمر حوله أهل البيت وضيوفهم وبعض جيرانهم الذين لا يملكون تلفزيونات آنذاك، وكانت الحياة عسيرة وشاقة وليس فيها تساهيل اليوم من وسائل اتصالات وغيرها ،ولكن كان الناس يتمتعون بصبر جميل اندثر معهم ومع زمنهم الذي كان رائعاً كروعتهم .
    كان الضيوف يُستقبلون بحفاوة كبيرة وترحاب غير عادي من قبل المضيفين وكان هذا التصرف مع أنه وجداني ولا يمكن تمثيله لكنه كان في خانة الإلزامي لكون الضيوف لا يقبلون بأقل من ذلك بل يعتبرونه الحد الادنى الذي يجب أن يعاملوا به ، وإلا ستحدث ( النبيشة ) و(شيل) الحال وتأتيك الأخبار من البلد وتسمع كلمات مثل ( زولك باطل ) والله ( زولك مافيه فايدة تب ) ، لذلك كل من سكن في المدينة ومن باب الحفاظ على سمعته في البلد التي هاجر منها وحفاظاً على مشاعر جماعته وبقية شمله هناك الذين يتلقون أخباره من الضيوف العائدين من رحلات العلاج والدراسة وغيرها هناك، لا بد أن يبذل كل ما في وسعه لإرضاء من يصعب رضاهم . ويتحمل تعليقاتهم وأنانيتهم وتصرفاتهم المخلوطة بين البساطة احياناً والسذاجة احياناً أخرى، فتجد بعض الضيوف بعد أن يتغدى ويشرب الشاي والقهوة و( يحكر سفته ) ينظر الى سقف الغرفة ويبادر صاحب البيت بقوله ( والله عارف يا فلان عرش بيتك ده كعب تب ، والشقيقة دي لازم تتغير ) مما يرفع ضغط صاحب البيت ويتمتم مع نفسه ( من وين يا حسرة )، ويقول في نفسه ( زولك شبع ومزاجه راق وعايز ينظر لي في حياتي وخرطة بيتي وسقفه ) وتجد آخر بعد ( ما يشبع ويوزن رأسه ) يقول والله يا فلان ( بيوتكم دي كعبة وضيقة خلاص ما عارفكم قاعدين فيها كيف) متناسياً أن هذه البيوت الضيقة الحارة هي التي آوته ووفرت له السكن في المدينة ، ويزيد بقوله ( يا زول ما كان أخير لكم معانا هناك والله الهواء ضارب مش أحسن ليكم من المراوح دي ودفع قروش للموية والنور ) هنا يفيض الكيل بصاحب المنزل الذي كان يتوقع كلمة شكراً على قيامك بواجب الاستضافة وما سببناه لك من تعب وتكلفة ، وتجد آخر ( يمعر ) في الرغيفة وأثناء رفع اللقمة الى فمه يقول ( والله الرغيف ده مسيخ خلاص أنتو بتاكلوه كل يوم كيفن ) ويسال آخر ( إنت يا فلان كيلو اللحم بي كم ) وهو في هذه اللحظة يرفع عظماً كبيراً وبينما هو كذلك يقول ( والله نحنا اللحم ده زاتوا ما بندروه كل يوم ) وينسى اللهفة التي يتناول بها معظم ما يحويه الصحن من لحم باعتباره ضيف وأن كل ما أحضر من أكل لإكرامه ومن حقه التمتع به لوحده دون مراعاة لأصحاب المنزل الذين احضروه في الأساس لنفسهم ولم يرسلوا له دعوة للغداء معهم .
    الناس في ذلك الزمان كانوا يهملون حتى أبنائهم ودراستهم ومستقبلهم من أجل إرضاء الضيوف وكثيراً من البيوت تعج بالضيوف لدرجة تجعلك لا تفرق بين أهل البيت وزائريه من كثرة الأريحية ونظرية البيت بيتك التي يتمتع بها الضيوف ، الأبناء الصغار هم خدم مطيعين للضيوف ويقومون على خدمتهم بكل طاعة ورضا وإلا فالويل لهم من عقاب أهلهم قبل عقاب الضيوف الذين يتدخلون ويشاركون صاحب المنزل في كل شيء حتى في تربية أبنائه وحثهم على الرجولة والنخوة مثلهم هم الذين يعتبروا أنفسهم رعاة الخير والفضيلة والقيم التي يسعون بكل ما يملكون لزرعها في جيل الأبناء الذين هاجروا من الريف ويريدون منهم التعامل معهم بحيوية و( ضكارة ) ويجردون أنفسهم ووقتهم لخدمتهم . دون تقديم أي شيء لهم .
    ضيف تلك الحقبة كان يأتي حاملاً مشاكله ويلقيها بكل ثقلها على مضيفه ، ينتظر منه توفير السكن ، والإعاشة ، وخدمة التوصيل للاماكن التي لا يعرفها ، وإكمال قروشه الناقصة ، وتنويره عن المدينة ومعالمها الرئيسية وطريقة حياتها والذهاب معه لمنتزه المقرن العائلي وقطع التذاكر ودفع تكلفة المواصلات ، والذهاب معه لزيارة المعارف الآخرين بالمدينة لكونه سيلام إذا لم يصلهم في بيتهم من أجل نقل أخبارهم وظروفهم ووضعهم بالكامل لذويهم بالبلد ، وهناك ما يعرف بضيوف ( الوتد ) أي المقيمين على مدار العام ولا يعودون الى أهلهم إلا في المواسم والأعياد وربما لا يعودون أصلاً ، وهؤلاء شريحة الطلاب الجامعيين الذين لم يجدوا فرصة بالداخليات و( العايدين )، الشخص من أولئك يأتي برفقة والده لمرة واحدة لتسليمه لأقربائه بشنطة الحديد ونسيانه بل شطبه ما قائمة التزاماته ويتركه ( يدعبس ) و( يدافر )مع ناس الخرطوم ويأكل ناره الى أن يتخرج ويشتغل حتى يقوى عوده ويكّوّن نفسه فيعود والده مرة أخرى بعد طول غياب ولكن هذه المرة لأخذ الحصاد بعد أن (تخلل) لعدة سنوات وصار جاهزاً للأكل والمسكين كان منسياً الى أن حان وقت قطافه ، فيتزوج ويفتح بيتاً ويحمل جزءاً من العبء ويشيل شيلته ولكن بطبيعة الحال بأداء اقل وصبر أقل وعطاء أقل ولن يكون مثل الأصلي فيكون به بعض التمرد وبعض ( الرخرخة ) والتملص ولكنه بالحد الأدنى يمسك أهله المباشرين ويخفف الضغط قليلا على الجماعة .
    تحول الحال من جيل الى جيل ، من جيل الصبر والتضحيات والبيوت المفتوحة ، كانت بيوت أهلنا في ذلك الزمان ليس لها كوالين ولا تقفل أبوابها ليلا ، وتترك مواربة لطارقي الليل ، كانت الكثير من البيوت تستقبل ( لواري ) تقف أمامها ليلا ينشد ركابها العشاء والحمام والنوم والأغطية والشاي ومعها الابتسامة والمجاملة والسهر ، كانت النساء تشمر سواعدها ( للعواسة ) ليلا لصعوبة الرغيف ، كثيرا من البيوت والأسر كانت تدخل في حالة طوارئ عندما يباغتهم لوري مستف بزوار قادمين دون موعد بطبيعة الحال ، ذاك يريد ( الجبنة ) ويريد أن ( يشم ريحة القلية ) وآخر (عايز صعوط) والمحلات قفلت ويريد من (يشحدوا) له من جارهم النائم ، وثالث لا يحب ( الملاح ) ليلا ويريد أن يتعشى ( بلبن ) الضيوف كانوا مكلفين وجريئين وطلباتهم لا تنتهي ويعتبرون سكان المدن يملكون فانوس سحري لتلبية هذه الطلبات المستحيلة، كان الاجتهاد والصبر والجسارة هي سمة الناس آنذاك فهم يحاولون بكل ما يملكون إرضاء ضيوفهم وتلبية جميع مطلبهم دون من أو أذى .
    وتعاقبت الأجيال وتغيرت الأحوال وبدأت ظاهرة الضيوف تقل شيئاً فشئياً لعدة عوامل حتى كادت أن تتلاشى ، صارت الأجيال الجديدة لا تحترم الضيف ولا تعطيه وقتها ولا تقدم له أي خدمات فالكل صار مشغول بنفسه وبظروفه الخاصة وبأولاده ودراستهم ونجاهم ، حتى ربات البيوت الحديثات صارت لهن اهتمامات مختلفة وشطبن الضيوف من قائمتهن تماماً، زمان كان الناس يؤخرون وجبة الغداء بحجة ( يمكن يجي زول متأخر ) هذا الزول غير محدد ولكن ربما يهبط بعد انتهاء مراسم الغداء ، الآن لو كان وصل فعلاً قبل موعد الغداء ممكن ما يفتحوا ليه الباب أو يقال له ( أنت مجنون دي مواعيد تجي فيها ) زمان كان أول ما يدخل زول ومهما كان الوقت متأخراً يقدم له الغداء دون سؤاله ، والآن يقدم له البارد حتى لو الغداء جاهز ، يؤجل تقديمه حتى يخرج عكس ناس زمان الذين يؤخرونه حتى يحضر .
    أحد أصدقائنا وزملائنا الحناكيش في حقبة الثمانيات ، كان يأتي أحياناً مرة أو أثنين في كل عام متأوهاً ومرهق و( يتوحوح ) ، وبسؤاله خير يا أستاذ ؟ يتنهد ويقول ( والله امبارح كان معاي ضيوف في الغداء ) فيخفي زميلنا الثاني (الخنشور) شعوره بالسخرية لأنه ليه سنة كاملة ما رقد في سريره وأمبارح بايتين معاهم ثمانية أشخاص وحضر معهم الغداء ضعفهم ، ولكن لطيبة وصبر الناس آنذاك كانوا يعتبرونه واجب ولا يجب التذمر أو الشكوى منه ، الى أن اتى جيل التسعينات المتمرد وبدا يطلق عليهم لقب أهل العوض وبدءوا في السخرية منهم وتشتيتهم وأغلقت في وجههم الأبواب أو البوابات وصار هناك أقفال للبيوت ومواعيد للنوم وخصوصية وكراسي جلوس وقل عدد السراير بالبيوت ، فصار أهل العوض يأتون من قراهم ومدنهم ويعودون في نفس اليوم كي لا يقل حسابهم وتجرح كرامتهم ومافيش حد فاضي ليهم أو مرحب بهم في عصر العولمة والنت والسرعة والاتصال وعهد الرفاهية ، وعلى الرغم من ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة الخير وفائض الطعام ، نلاحظ قلة في الكرم وقلة في العطاء وقلة في إقامة ( العزومات ) إلا من باب التفاخر والصداقات و(البرستيدج ).
    فهل العيب في مواطن المدينة الذي يعتبر أن وقته من حقه أن يقضيه في هدوء مع عائلته وأصدقائه المقربين وحياته الخاصة ، أم العيب في أهل العوض الذين أخذوا كثيراً و( بهدلوا ) وأزعجوا ولم يقدموا شيئاً يستحقون التضحيات من أجله ، وهناك آراء تقول أنهم عندما يحدث العكس ويسافر أهل المدن لهم بقراهم يقابلونهم ببرود و( تملص ) ولا تسمع منهم سوى ( يا زول أنت في بلدنا دي من متين ) ، أو النميمة مثل ( يا جنا زولك ده طول كده ماله نعال ما رفتوه أو قلبته المدينة ) وسمعت كثيرون يشتكون من ناس بذلوا من أجلهم كل غالي ورخيص وعندما زاروهم بقراهم لم يدعوهم لتناول كباية شاي حتى . لكن في النهاية كل منا مر بمرحلة أهل العوض أي حصل له حالة ( استعواض ) فأهل العوض هم أهله الذين أرسلوه للمدنية كي يتعلم ويتنور ،وعوض الأهل هو ابنهم الذي خرج من جلباب العوض والبسه بقية أهل الحلة الرجعوا وشالوا معاهم جركانة العسل من غير رجعة .
    مع تحياتي

    عبد المنعم الحسن محمد

    • يا ود الحسن سلام إن شاء الله تكون عبد المنعم الحسن بتاع الصمغ العربي زمان أخوك صديق بتاع الدمازين وسنار
      لنا عودة إن شاء الله في الموضوع بس اليومين ديل مفلس والقعدة حارة لأشوفك بكرة إن شاء الله
      وكل الأخوان
      يا جماعة السودان به قيم عظيمة ورابط لكل الأهل بس الحكاية دايرة شوية جيهة … وبلاش زعل يمكن من خلال التعليقات الهادفة أن ننظم الدانقة والضره والحوش الكبير وروابط النفاج
      وشكراً

  8. ودالزبير كتب:

    الحبيب ودالخلا

    كتين كنا بنلتزم بوحده الموضوع عشان تقوم تعتذر ياصديقي البيت ده زي الديوان ممكن أجيكم هنا وإنتو بتتكلموا عن ماضي إندثر وأتكلم ليكم عن كوره مصر والجزائر ووممكن أقاطع نونو في بوستيه داك بتاع الريده وأكتب ليها الإنتخابات في السودان المهم إن الناس أصلاً بقت الحال بينهم وأحده والدليل إني قاعد إتكلم معاك في مضوع ما عنده علاقه ببوست الأخ عبدالمنعم النسيت أسلم عليه … أزيك يا منعم

    هون عليك يا زعيم وخليك كووول

    مشتاقين للفول والطحنيه والزبادي بتاع الدانقا ( الشكره ما الموقع )

  9. ودالخلا كتب:

    الأخ عبدالمنعم سلام،،
    زواره الأفاضل الكرام أبناء الكرام كل السلام..
    لست أدري هل أنت ناقم علي ماكان من الأهل زمان وسعيد علي الذي أصبح الآن هو ديدنهم، أم أنك تتحسر علي ماضي جميل مضي ولن يعود، وتشفق علي حاضر رمادي غير واضح المعالم…
    مضت الحياة بألقها الجميل وبركاتها الواسعة وودها ومحبتها مع أولئك الذين مضوا الي ربهم تغمرهم رحمة ربي ورضوانه عليهم أجمعين، وتبقت لنا البغضاء والتشاحن وضيق الحياة وعسرها رغم سهولة الحياة الظاهرية، ولكنها عسرة وضنك وضيق وشظف وهلع، وما حدث ذلك الا لأن الناس قد أعرضوا عن ذكر ربهم وهجروا التعاليم والمعالم وساروا في ركب المدنية والشيطان فكان لا بد من حدوث هذا…
    يقول رب العزة في محكم التنزيل في سورة طه (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) )
    والأمر لا يحتاج للشرح، فقط يؤوب الناس لربهم ويتذكرونه ويذكرونه بالحق، تعود لهم الأيام الطيبة الجميلة وتنفتح عليهم بركات السماء والأرض….
    ولكن الناس كذبوا وأبوا فأخذهم العذاب بما كانوا يكسبون!!
    (ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا ربنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين )

  10. ودالخلا كتب:

    صديقي الأثير ود الزبير..
    لكالتحية الطيّبة والوداد كله،،،
    أخي الفاضل الكريم أين كنا وكيف أصبحنا والله وحده يعلم كيف يكون أمرنا غدا…
    الشوق والأشواق بحور ممتدة لا سواحل لها ولا شطئان، وبس أحترت معاكم كيف يكون المصير لو عز المسير يا أصحاب زاد المسير..
    الدانقا مفتوحة لك ولكل الأحبة الجارو بعد ولفوا ولكنهم صدوا وجفوا!!!
    تعال يا سديقي ومعك آخروووووون فالبيت بيتك (ما تزعل يا منعم أنت زاتك معزوووم وخليك سعيد غير مأزووووم يا صديقي)

  11. والله يا جماعة كان بيتنا بيت ضيوف كل من الأهل والمعارف بالبلد لهم محطات كبيرة في أمدرمان وبحري والريف الشمالي والجنوبي آ هي حلة الملاح والسلطة لم تكن هناك عسرة كما للضيوف حاجات من البلد جميلة وكان يا مكان في غابر الأزمان القراية حلوة والجامعات تخرج الدكاترة والموظفين وهناك من إرتبط ببعض الأسر بعلاقة البلد وإمتد أواصر القربة حتى اليوم لكن أين هذا الزمن الجميل والكسرة والحلة والشاي والزلابية إستبدلناها بقيم وافدة .. حرقت الأخضر واليابس أهلاً بكم في البيوت العامرة بالضيوف بس كما قلت ويقول المصريون ربنا يجازي اللي كان السبب الموضوع ذو شجون يجب ترتيب البيت بالقيم والمثل . ولنا عودة معكم جميعاً يا رئيس الجالية شيخنا السلاوي والجميع سلام

  12. مُخير كتب:

    الأستاذ عبد المنعم
    الحبان في كل مكان
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التحية لك أخي منعم وأنت تشعل رتينة كي تضي عتمة شابت القيم النبيلة والشمائل الأصيلة التي تهفو نفوسنا إليها ونتحرق أملا في إرضاعها لعيالنا وأحفادنا في القرى والحضر وحمايتها من غوائل الدهر في زمن الأنانية والجحود والبخل وصغر القلوب، هكذا يكون النقد البناء وهكذا يؤسس للحوار الموضوعي للتوعية بما يجب أن يبقى وما ينبغي أن يزول، وهكذا نسعد نحن بقراءة ما تكتب ونتشرف بوجودك كعمود أساسي وقطب في الصف الأمامي للدانقاوكتابها.

  13. عبد المنعم كتب:

    صديقي وزميلي صديق يحي
    لك التحية وأنت تصادفني في هذه المحطة الجميلة ، أنا أياني عبد المنعم بتاع الصمغ العربي … حليل الصمغ وحليل أيامه … هو عامل عامل ايه بالله لسه حي يرزق بتاع الوعكات التي اصابته .
    على فكرة لدي فكرة كتابة سلسله عن الايام الجميلة القضيناها في الصمغ العربي وناوي اسميها ” شركة الصمغ العربي ريحانة زمانها ورحيقه ” سأسرد فيها جمال تلك الحقبة التي شكلت وجداننا ونحن نحبو في اولى محطات الحياة عندما كنا ( أهل عوض ) .
    لك التحية ولكل الزملاء ودمت بخير وعافية
    وتحياتي للاخ ياسر ابو بكر وارجو دعوته لهذه الدانقا

  14. حكاية كتب:

    مساء الخير
    تخريمه خارج النص والنصوص
    اول شى مافى الف مبروك للمصريين انما الحكم ظالم خسر الجزائريين
    تانى شى قصة الحذاء الطائر دى شنو دايرررررررين افتاء فى الموضوع العنده معرفه والعندهم بركات شيخنا والعندهم حاوى الرجاء التفضل والقاء كلمه حتى نتبين الوضع
    تالت شى قصه الكلاب والذئاب دى جايه من وين وياريت زول يورينا الصور عشان نعرف الحقيقه
    رابع شى قصة الدهب وجهاز الكشف بتاعه،،، والعاصمة فضت والناس مشت الشماليه معقول يعنى الحكومه تخليهم كده ولا دى حاجه يلعبوا بيها الناس عشان يملوا وقت فراغهم من الرفاهيه العندهم
    خامس شى ورونا المرشحين لرئاسه الدوله عشان نستفتى فيهم ونشوف البعجبنا بالرغم من انى ماسجلت صوتى فقط سجلت سوطى
    عاشر شى الحناكيش الجابوهم فى التلفزيون لسبلق الرالى ديل حيعلموا تانى ناس الرقشات والهايسات الجرى وكمان حتشوفوا تاى بص ابوررجيله جارى عنده سباق رالى محصله
    تمنتاشر شى الموضوع عن اهل العوض واهل العوض غلبونا لابعجبهم العجب ولا الصيام فى رجب —–

  15. نيام كتب:

    بعد تحية الأحبة و ناس المحبة في الدانقا اللطيفة و واسعة و رحبة…
    لا ادري من أين تكون البداية و لكن دعونا كشعراء الجاهلية نبكي علي أطلال و دمن تلك الأيام الجميلة و نسترق الإطلالة عبر دهليز الذاكرة….
    لم يكن هنالك منزل واحد في وطننا الواسع ليس به طالب أو طالبة و أحيانا طلبة و طالبات يقص بهم الدار اتو من بلاد بعيدة لا يربطهم رابط و لا تشدهم وتيرة غير لطف أهل الدار وسعة صدرهم مع ضيق رزقهم وغالبا ما يكون حد المعرفة “بت و د خالت سواق ناس الدكين اخو عمت راجل المرة المعرسها الزين و دالارباب” ….والزين و دالارباب نفسه تكاد تنفض ذاكرتك بقوة لتسترجع سماته علي شاشتك…
    ويمر الزمان بطيئا و تكون تلك الطالبة طبيبة أو ذلك الطالب محاسب وتجدهم صدفة أمامك يرفعون الفاتحة في فقيد لديكم..
    اذكر عندما توفي اشقائي التؤام و أنا في الغربة وقف أمامي ضابط برتبة عالية في البحرية و أنا في الميز الذي استاجرتة الشركة لنزلنا يسأل عني…ولما تأكد له باني أنا نيام رفع الفاتحة معزيا و دمعات علي خديه لم افهم و لم اعرف و لم استطع له ضربا بأخماسي و أسداسي ، ولكني لم انبت ببنت شفة و لم أشعره باني لم اجد له كودا..
    حتي اخذ يحكي لي عن المرحومين و عن الأيام الخضر و عن الدراسة من أساسها و السياسة فبانت خلجات ذلك الزمان الجميل تتضح و تتبدي قسماته في غير ما عجالة و توسمت أني قد عرفته..
    فبدأت اردد اسمه أول و آخر كل عبارة أقولها تأكيدا لمعرفتي له…و ايضا كي لا انسي اسمه الذي استنفرته ذاكرتي بعد لأي..
    نعم كانت الأيام خضراء ورائحتها من رائحة الصندل الهندي المورد و الناس غُبر الهيئة بيض الجباه نصع الطوية و الحياة واردة طوعا و متأنية المقاطع وسهلة الحيلة ، نعم سنظل نبكي علي تلك الأطلال و الدمن ردحا من الزمن حتي تأتي آفة النسيان علي ما كان… ثم ياتي زمان نمسي و نصبح لنجد ان “اهل العوض” صاروا ” العوضاب”..
    خالد مدني:
    تبرأ من “اللطافة” برآة البراء بن الالكع…لكم الله آل مهيلة..

اترك رداً على حاج أحمد السلاوى إلغاء الرد