أربحا و عقاب شهر

أي أربعاء وهو من الأيام التي نتطير منها نحن معشر السودانيين فالواحد مرات لمن يحب يداعيك يقول ليك (يدخل/ تدخل عليك بي أربحا وعقاب شهر) يعني بي كدا يكون انتهى منك فالشاهد أن الأربعاء براها ما هينة اذ تحتاج الى الكثير من التدبير حتى في أول الشهر لمقابلة الخميس و الجمعة و الخدار و الفسيخ خلي تكون كمان في آخر الشهر للموظفون في الأرض… فأكيد حتكون مفلس و بالمناسبة الفلس يزيد الضنك و التعاسة و يضيق الخلق، أعرف اصدقاء لي لا يخرجون من منازلهم يوم ما الواحد يكون مفلس خلي يسلم عليك و الا يضحك… علة ناس التجارة ما هاميهم كثير فالواحد بالكتير يجر الدرج و يتبدبر أمره بس أوع من الفاضي…

طبعا يا أحباب فالتطير من الأيام هي من صميم عادات الجاهلية الموروثة ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم نهى عن التطير والتنجيم فحينما توفى ابنه ابراهيم حدث خسوف للقمر فقال الناس ان هذه علامة من علامات الحزن على ابن رسول الله .. فقال الحبيب ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله لاتخسفان لموت أحد ولا لحياته، اذن الأيام كلها أيام الله والحمد لله فقد انتهت هذه العادة السيئة الا الاربعاء دي نتهي منها كيف…!!

فالشاهد انني اليوم الأربعاء 28 يوليو (تبنت) الشنطة و الجزلان بعدما أوفيت بمصاريف الأولاد اليومية و غسلت السيارة بي رشة من الخرطوش ومرقت مطمئنا و لما كانت (الواطة) بدري و لم تحن الثامنة بعد قررت أن أذهب الى بحري (اذ قالوا ناس بحري بتحبو) و الواحد يشأر على البيت و يشوف الشدر مسقى و الا غفل عنه الغفير ففي مدخل كبري المك نمر…(جيييييييييييييت) صفر لي عسكري المرور فعزمت أن آكلو ليك حنك لأنو لو شاف الرخصة المنتهية الصلاحية و موقعي في تلك اللحظة في نص الشارع متجاوزا الاشارة لبقي علي موقف صاحبنا الذي باغته العسكري و مخالفاته العديدة فصاح فيه (و الله الليلة عشرة جنية ما حتخارجك مني) مع تقدير فارق العملة حيث كانت تلك الحادثة في أوائل التسعينات عندما قالوا ناس الانقاذ (كان ما جينا كان الدولار حصل عشرين جنيه)… فضربت الجرسة معربا عن خروجي على عجل و نسيت الرخصة (لاحظ هذا التكتيك لأنو لو العسكري مسك رخصتك في يدو انت حتدفع يعني حتدفع..) اذ سوف يمسكها و يشير اليك أن تتبعه… فما كان منه الا و عنفني و قال لي انت ما عارف قطع الاشارة فيهو سجن… سجن ياخ معقول يوم الأربحا ما ممكن..!! المهم أخلى سبيلي بدون ما أدفع فالدنيا صباح و يكون ضامن الاستفتاحية من غيري….

لكن بتاع الرجعة طلع أذكى منو اذ قال لي لمن ما لقى عندي مخالفة بشأن الترخيص.. عندما قلت له ياخ أنا مرخص قبل شهر… ففاجأني و قال لي مبروك… ادخل جوه عربتك… فاستفتح مني  و قلت له معها (فطور هنيئا) و مشيت ضاحك من عندو…

خلي بالك نحن لسة بالصباح و في مواعيد الفطور جوني زملاء قالو لي ياخ نمرق نفطر برة المكتب… فركبت معهم و حق الله بق الله في الطريق و أنا ضاحك برضو و نازل من الباب الوراء اليمين فقفل فيني صاحبنا القدام الباب في صباعيني… فكانت الجرسة و الاعتذارات و غايتو أكلتها و أكلت بعد ذلك الفول و أنا نازل من نفس الباب في الرجعة يضربني طرف الباب و أنا خارج في الجبهة و يحدث شرخا بطول 2 سم و الدم نزل بس البنات طلعوا حنينات و جابو لي مراية فعرفت هذا اليوم أن شنطهم فيها بجانب المكياج اسعافات أولية و ريحة و الذي منو…

أها يا أخوانا الساعة ما زالت اتناشر و نص ربنا يستر باقي الأربحاء دي….

قال الشيخ العبيد ود بدر :
السبت : وسموا فيهو بهايم السعاية.
الأحد : ضعوا فيهو ساس البناية.
الاثنين والخميس: فيهم سفري وغناي (من المحرر: و لي بعض الناس حاجات تانية حامياني… الصوم ما يمشي فكركم لبعيد)
الثلاثاء : حجمة وشفاي.
الأربعاء : أبدوا بيها لوح القراية.
الجمعة : أفضل الأيام آية أية

بس ما قال عقاب شهر،  دمتم سالمين