المقامة السودانية…

حدثنا بشبش إبن البشاوى صاحب الطرف والحكاوى ، رجل الملفات والحوارات ومتقصى الشمار والشمارات قال: أطل علينا بالامس وخفية دون أن ندرى او نحس رجل تحيطه هالة من وقار وتحفه روائح السعد اينما سار  ، عليه ملابس بيضاء ولحية عطرة سوداء ، وكاننا به يريد أن يقول احاديثاً كثيرة ويدلى بالتصاريح المثيرة الخطيرة ـ فالتئمنا حوله التئمام الماء عند فم السد واحطناه إحاطة الخاتم باليد …قال الرجل بعد أن نزع اللثام وشكر الله بعد الثناء التام ، تعرفون آنى لكم صديق وجار ونحن حقيقية فى التعاسة سوية ونشرب من ذات المية ونأكل من نفس الإدام والذى لا هو علف ولا هو طعام! فرد أحدهم بموجز القول: انه بوش مخلخل بماء الفول ، فاللحوم الضانية والفواكة الدانية تباع الآن حصراً فى الصيدلية ، ذلك أننا كذا وأنت سيد العارفين ، اصبحنا فعل كرف يكرف مع الكارفين …ومرق يمرق مع المارقين ، وخرج إتخارج مع المتخارجين وصبر يصبر مع الصابرين وانقذنا يارحيم من الانقاذ و الإنقاذيين ..ونعمل شنو نان؟ فالفقر أدقع والله المستعان!

قال الرجل قدمت مسرعاً راكباً الاسفار حاملاً لكم أطاييب الشمار ، وقد لاتعلمون جيداً ماوراء الجسر وماذا تم فى المحروسة مصر! فقد إنتفضا إنتفاضة مضرية بجواركم هنا فى الديار المصرية ببعض من اسباب الفقر المزرية وتأثيرات الرياح التونسية ، ومبارك الله لا فيه بارك واتعسه من جار أن يكون جارك..وهو كما تعلمون رقم فى عالم السياسة وحنك مرموق فى دنيا الكياسة ومع ذلك بالضغط المركزى تنحى عن الرياسة ، وهو الان فى أسوء حالات الإكتئاب فى شرم للشيخ وراء باب من وراه باب ، أما سدنته ذوى الالباب فمنهم للمسائل قد جردا بعد أن أرخى السدول وتاقا الباب ومنهم من شردا تجنباً للعقاب ومنهم من أندمج فى الثورة بعد أن إستغفر وتاب ، فنحن فى الديار المصرية أصبحت ثورتنا امثولة وميدان التحرير شكل أجمل مقولة ، فتحرروا فقد آن آوان الخلاص وإنتو راجين شنو ياناس؟! فرد ذلك الدقن المدفونة ذو الكلمات المعطرة والمدهونة والدنانير المصبنة والمكنونة ، بان زماننا لم يآتى بعد ولازلنا فى مرحلة مروى والسد وأفلام اوكامبو والرد وحيرة وترا وغامبو…ثم لاتنسى اننا أصحاب ذاك الهناى العظيم والحضارى ، وأنت قد لاتدرى به وأنا ذاتى مادارى ، وحكومتنا حكومة الهنا والمنا شبعتنا مغصة وفول ونظريات واحاديث وقول…حكومة توافق فيها الاعراب والعجم والجعول ومشاركين فيها كل المواطنين وحتى ناس بنى شنقول ، ثم أنه وبعد إنفصال  الجنوب المعلول موعودون بطفرة كمية وشريعة افغانية وقفزة نوعية فى عمق المجهول ، خاصة انو البلد حست والبشرية ذاتها نقصت! ضحك المصرى المنتشى ورددنا نحن ياليته يمشى فالرجل اكيد ح يجيب لينا الهوا والهبوب ويفتح علينا منافذ وجيوب….قال ده كلام مانافع! قلنا بس الا نافع ده….يازول إتقى الله رب العباد باسط الارض ورافع الوهاد ، فالزول معجزة بروحه الساخرة ونحسبه ماجوراً كمان فى الآخرة…قال المصرى العارض اين ذاك الشيخ المعارض؟ رد أحدهم متفلت وفى ضل حيطة متلبت: الشيخ جوهو بى ليلو واخدوهو فى إجازة يا حليلو! ولسع الحنك ماكمل ولا المصران إتفشا داهمتو العسكر بالكشة ، وجا أمن الدولة والديشن واخدهو فى فيكيشن….أما الباقين من الديمقراطين والسندكالين والاشتراكين والانتحادين والمنتفعين والمندسين وناس الزيتون والتين والمرتاحين راحة السنين واصحاب الهروات والسيخ وشهداء المسيح ، ديل بقو حروف عطف وادوات للجر يعنى نظام حرت للبحر وفى البحر …قال المصرى المنهد بعد بعد أن تنهد : جاكم موضوع البحرين؟ والملك داك الماسمع بحكاية السبيل والنجدين! المصرى مُصر بالمثال يحرشنا فرددننا باهمال: يعمينا ويطرشنا…حكا راسو والافكار فى راسو لاسو ثم ردد: ولبيا واليمن وارض الجزائر والمحن…قلنا برى ما لنا ومال التعب والجرى…ثم نطا صاحب الدقن العجيبة متيقظاً لاى مصيبة: إنتو يا اولاد بمبة لينا معاكم تاريخ ومصايب وهسع الجماعة فتحوا كمان ملف حلايب ، وبعدين نحنا ناس ساكت مساكين ، ناس قضا وقدر وسبحة ودين ، ومع حكومتنا مادايرين نلعب جرى ونط ، بس هم شوية حقو يرخوا الضغط ، ينزلوا لينا الاسعار البقت مابتهبش بس نار…والوظائف وحرية الصحائف والكهربة والعقربة والفرنبة … وهم كان رخوا الحبل نحنا مابنشدو  ، وانسونا من حكاية شريعة قدو قدو …والثروة والسلطة إن شا الله تنفعكم وانتوا اصلاً ماخايفين ربكم…نحنا الشعب تعبان واقف ونايم وهمنا إنحصر فى العلف عليقة البهايم.. وكمان لو حليتو مسالة العرس والمهور تلقونا فى احسن نظام وابهى طابور  وانتو ذاتكم قلتو الدنيا مافيها خير أو سرور، حينها تلقوا بشرنا دافرين فى شكل أمواج وبحور ، تهتف كالنسور تعيش حكومتنا دهور ودهور…نحنا ياسيدى بقينا ناس داقسة ساكت وتدور وناس محايات وسحائب وبخور وراجين بس فى الجنة هناك الحسان الحور بنات الحور …راجين بس الحور بنات الحور …وتقول لى داير تثور! حل عن سماى وغور….