رد الجميل

Posted: الجمعة,12 ديسمبر, 2008 by alisankal in اخرى

الأعزاء  المدوناتيه الدانقاويه . .

كل سنه طيبين . . طيبين . .

طلّ علينا هذه الأيام شاعر الشعب محجوب شريف 

وهو في طواف  الهدف منه إشهار وتنشيط  مشروعه الخيري “رد الجميل ” والمشروع قد بدأ عمله الفعلي في الأحياء المهمشة في أطراف أم درمان من عيادات مجانيه ومراكز طبيه ومتوزيع مواد غذائية.

حدثنا  في تلك  الأمسيه (بالأمس) الأستاذ محجوب شريف عن طموحات مشروعه الخيري  . .  اللامحدوده.

 والجميل في الموضوع كان بين كل فينة وأخرى يذكر الحضور بأن هذا العمل ليس سياسياً ولا حزبياً وإنما تكافل إجتماعي سوداني ، وعمل خيري مفتوح للناس من كل الطوائف. 

فكرة المشروع نبعت من  تأثر محجوب شريف  الشديد جداً بوقوف الناس معه أثناء مرضه و حتى علاجه في المملكة المتحدة ، فقرر  أن يرد الجميل.

 كان اللقاء في شكل ونسة سودانين تخللتها بعض القصص والنوادر ،  حكى لنا الأستاذ محجوب شريف  أنه في ذات يوم من أيام دولة المشروع الحضاري زاره نهاراً جهاراً ، 15 ( كتبتها كده خايف من نقة أفليقا )  ، من جندي لضابط أمن ومعهم أمر تفتيش البيت.

كان يومها جليس طفلته مريم المريضه وأمها في الشغل وأختها في المدرسة. وبعد تفتيش البيت طلبوا منه أن يصطحبهم . ولما شرح لهم مرض البنت وعدم إمكانية ذهابه معهم حرروا له أورنيك حضور وذهبوا في شأنهم.

بعد خروجهم  دخل الأستاذ محجوب شريف ليعيد ترتيب البيت ، فوجد المحفظة التي وضعت فبها أم مريم الغويشه ( الختاها ليوم الحيره ، وما لمنظره وفشخره ) واقعه في الأرض.

فتحها  الأستاذ محجوب شريف فلم يجد فيها غويشة الحوبه.

فكتب ما يلي:

 : غويشة مي و مريومه
الاستاذ الشاعرمحجوب شريف

تلك الغويشايه
هجين الدبله و الخاتم
سلالة كم وكم حاجه
متل الستره وهاجه
بختم الدوله لا حوله
باوراقا الثبوتيه
صبحت في خبر كان
للي كانت ليها محتاجه
المسيكينه
ما تسألني كم تمن الغويشايه
بل جاوبني كم تمن الطمأنينة ?
دخري الحوبه للقمريه
حبة عيش و قشايه
غويشايه
تدسدس فيها و تخبي
يعلم الله بتربي
علي كل المهن طافت
من عين الفقر خافت
بس عين الصقر شافت
صقر لابس لبس حربي
وختم الدوله لا حوله
باوراقا الثبوتيه
في هنداما متخبي
صبحت في خبر كان
للي كانت بيها فرحانه
المسيكينه
ما تسألني كم تمن الغويشايه
بل جاوبني كم تمن الطمأنينة ?
دخري الحوبه للقمريه
حبة عيش و قشايه
*************
غويشة مي و مريومه
تماما زي حمامايه
لم تعرف لها زوجا
ولم تعرف لها تومه
وحيده وجوه عشايه
*************
بتاتا لم تساسق
في الطريق العام
و لا في الحله قوقايه
و تب ما للتباهي
و لا لزوم القدله والزينه
هي المختوته لي يوما
المدسوسه للحفله
المحروسه من غفله
الموروثه في الخاطر
المخصوصه للممكن
يكون باكر
*************
كتير الحمي تتسربل
مسام البيت
وتسكن في ضرا النومه
و كم تتعثر القومه
كتيرا ما
كتيرا ما
كتيرا ما
ككل الناس
تتم الناقصه بالمويه
و تبقي الستره عشايه
غويشايه
غويشة السترة والحوبه
ومن تعب التي ظلت
ترتق بالصبر توبا
تفتق وردة السترة
التبتق في بنياتا
وتعتق ذكري حبوبه
غويشايه
وفر من سكرا وشايا
وفر من كسرتا و زيتا
و كم من باقي ماهيه
يشيلا السوق كما هي
بلا سكة رفاهيه
ولا حتة قماشايه
تساسق مكتبا و بيتا
كما كل الافنديه
حبيبة فول وعيشايا
تساهر ابرتا و خيطا
مكنتا من زمن ياما
تحت الداما دواره
و كل زراره نواره
تفرهد في قماشايا
تخليهو القديم لنجي
يبقي المافي من مافي
و يبقي البلدي افرنجي
تقول للذله حاشايا
اما العبد باللاهي
فزوجا ليس باللاهي
قلبي الجمره واطئها
و ماني محلقا ساهي
و لا متملقا احدا
و لا متعلقا ابدا
باموال و لاجاه
طول العمر ماهيه
بقت حزمة معاشايه
اخيرا اصبحت ورقة
وما بتسد فرد فرقه
المنديل تمن طرقه
و الصقر ان وقع كتر
الباتابت عيب
ضرا و درقه
لذلك يا رضي نفسي
حزمت الامر من اول
ما بالخوف بنتحول
و لا بنجوع بنتسول
اكيد عمر الكلام اطول
قصير العمر لو طول
احب الكلمة لو حره
احب الستره لو مره
اعاف الشينه لو دره
احب العفه بت امي
حليب الستره في فمي
دبيب النمله في دمي
وكت تلقالا عيشايا
تجر جريا واباريها
و ما بتضل طريق الصف
للمخزن
و لم تأذن لنفسها
تنفرد بيها
ولم تأذن
ولم تحزن علي ذلك
و لم تحرن
*************
و بعض البعض قد ذهبوا
الي من عنده ذهب
و بعض البعض قد مالوا
الي من عنده مال
و لكن من ستر حالو
يمين الله قد نهبوا
الا ما اشرف النمله
الاما اشرف النمله
و تبا للضمير
لمن يصير خمله
فيا لصا حكوميا
بختم الدوله لاحوله
باوراقا الثبوتيه
بكل ملابس الحمله
عمل عمله
عمل عمله
عمل عمله
عفيت لو بقت سكر
وشاهي و زيت
عفيتك لو كسيت امك
صرفت روشتة الوالد
و راحت في إيجار البيت
واقول ياريت
اذا فرحتهم بالحق
اقول يا ريت
عفيتك .. لو ولكنك
ضاقت ولما استحكمت حلقاتا
ياللاسف … كم من ولد فاتا
سهولا ، جبالا ، غاباتا
ونيلا جاري
في حزة مفازاتا
هديك لجة موانيها
و فوق رحمة سماواتا
ضاقت و لما استحكمت حلقاتا
كم من ولد فاتا ؟؟

 

التعليقات
  1. د.ياسين شمباتى كتب:

    العم سنكل..نكأت جراحا مازالت ساخنة..(فيا لصا حكوميا)..ومثل هذا الكثير والكثير,,وما طائرة اركويت ببعيدة,,حيث تحلق العسكر حول الحطام يقتلعون و ينهبون ما امكنهم..

    لقد عانى محجوب شريف الامرين فى زمان الاسفاف هذا..نسال الله ان يخفف كربه وكرب السودان اجمع..فكم من ولد فاتا..وكم من ولد فاتا..

    خلوها ليهم كان تنفعهم…

  2. مُخير كتب:

    العزيز الرائع علي سنكل تُشكر كثيراً على هذا الموضوع الرائع
    التحية والتجلة للشاعر الإنسان محجوب ود مريم وهذا المشروع الإنساني يستحق كل المساندة والدعم من الشرفاء في وطني وما أكثرهم.

    حاج الشمباتي: ضاقت ولما استحكمت حلقاتا
    ياللاسف … كم من ولد فاتا … سهولا ، جبالا ، غاباتا
    ونيلا جاري… في حزة مفازاتا
    هديك لجة موانيها… و فوق رحمة سماواتا
    ضاقت و لما استحكمت حلقاتا
    كم من ولد فاتا ؟؟

  3. بكون قاصد يا سنكل
    ضاقت و لما استحكمت حلقاتا
    تاني ضاقت..!!!

    التحية لك لمقالك الجميل و مشروع محجوب شريف الراقي و الذي نحن في أشد حوجة اليه و يمكننا بالقليل اعمار خزنته بما فاض من متاعتنا و أدويتنا و مالنا فهو ذكاة لنفسنا و أولادنا…و أجر كبير للقائمين على أمره و المساهمين فيه

    وفق الله الجميع لفعل الخير و الله يعوض الشاعر في غويشة الحوبة بألف غويشة مثلها و يجازي الكان السبب

  4. د.ياسين شمباتى كتب:

    العزي مخير..سلامات..اسمع القصة دى وما اشبه اليوم بالبارحة…

    يحكى ان امراة ذهبت للسلطان سليمان القانونى تشكى له جنده الذين سرقوا ماشيتها بليل !!!_من زمان حاميها حراميها_ فما كان من السلطان التمبولى الا ان خاطبها محتدا : ولم لم تسهرى على ماشيتك وتحرسينها؟؟فردت عليه : اصلح الله مولانا,,لقد ظننتك ساهرا علينا ترعانا وتحرسنا فنمت قريرة العين مطمئنة_ لجمتو_ فامر بتعويضها..ولم تذكر كتب التأريخ انه عاقب الجند او حاسبهم!!!

    وكم من ولد فاتها !!!!

  5. البشاوى كتب:

    ســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــنكل
    الا ماأشرف النملـــــة
    وكفى

  6. neiam كتب:

    يحفضك الله يا وليد مريم
    “فيا لصا حكوميا
    بختم الدوله لاحوله
    باوراقا الثبوتيه
    بكل ملابس الحمله
    عمل عمله”
    اف…اف …اف..

أضف تعليق