اوتجمعنا اقدارنا ذات يوم ؟؟؟

Posted: الأحد,4 أفريل, 2010 by sobajo in اخرى

 عزيزتي …
… قطار حياتنا , يمضي قدما , حاملا في جوفه كل متناقضات الحياة , سلبياتها , وايجابياتها , و في قرارة نفسه يعرف , مصير كل من يحملهم , دون أن يبوح لهم بذلك ,والا اضحت الرحلة , خالية من كل متعة , واثارة , وهل يحلو السفر بدون أمل اللقاء , والشوق الحار ؟ لقاء الاحبة , والاهل والصحاب . وبناء عليه , يظل القاسم المشترك بين ركاب هدا القطار – أي نحن البشر – هو سلامة الوصول وما يصاحب ﺫلك من شوق وطموح , وكل ما هو جميل . هكذا حياتنا , عزيزتي الغالية , اﺫ لا خيط يربطنا بها , سوى الأمل والطموح . فاﺫا انقطع خيط امالنا فيها , فقدنا لذتها , وطعمها , وفقدنا كذلك الرغبة في البقاء , واختلطت علينا الأمور . وخلال مسيرة حياتنا ترغمنا الذكريات , بخيرها , وشرها , على التوقف في محطات معينة , توقفا يضبط ايقاع حياتنا , وينظم خطانا , من أجل مواصلة المشوار . ومن الناس من يتجرع من معين الذكريات كأسا , هي بمثابة البلسم الذي يجدد في عروقهم دماء الحياة , ليستأنفوا مشوارهم , بهمة ونشاط أكثر . ومنهم من يتجرع من الذكريات سماً زعافا , يعطل فيهم الاحساس بالحياة , ويقتل فيهم كل رغبة في البقاء . أرأيت عزيزتي كيف أن الذكريات , تلعب دورًا هامًا , في حياتنا , بحيث تعتبر ” تيرومتر ” أحاسيسنا وعواطفنا .وقديما قيل : ان الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان . فهلا اﺫنت لي لكي ندق معا ناقوس ﺫكرياتنا المورقة , قبل أن يقضي عليها صدأ الهجر والنسيان؟ أوتذكرين عزيزتي , عندما كنا أطفالا , في ريعان الزهور , نتغنى , ونمرح , بلا انقطاع, حيث لا هم يشغلنا , سوى اشباع رغباتنا الطفولية البريئة من بساتين الفرح والسرور , والارتواء لدرجة الثمالة من بحور السعادة , فلا يعكر صفو طفولتنا هم قاتل ولا حزن دفين . أوتذكرين عزيزتي كيف كنا نبني من الاحلام , جبالا من الامال الوردية , أرايت كيف كان اقبالنا نحو الحياة, حيث لا يعرف الخنوع , والتردد طريقا الى اصرارنا وتحدينا العنيد؟ أوتذكرين عزيزتي تلكم الامسيات البريئة في ارض المحنة بِمدني , وكيف كنا نؤجج ليالي الافراح , بالغناء والشدو الجميل ؟ … عزيزتي الغالية . حينما أغمض عيني , مسترجعاً تلك اللحظات الملاح , أراك طفلة , يافعة , مقبلة على الحياة , بكل رغبة , واندفاع. أراك طفلة قد تجاوزت بسني عمرها القصار , اجيالا بحالها , وتطلعت , الى المستقبل بعينين لا تعرفان الحدود , ولا المسافات – هاتان العينان الواسعتان – اللتان كنت لا أمل ولا أتعب من النظر فيهما مليا , والارتواء من معينهما الذي لا ينضب
.وحينما أندس في فراشي الموحش هنا , وأتدثر بظلام الشتاء الثقيل, ويلف السكون أرجاء كل شئ , اجدني استرق السمع , فيأتيني صوتك العذب , منسابا عبر السنين , وأنت ترددين : خاينة يا دنيا وفانية يادنيا /قلنا للقمرا سافري من بكرا / وختي في قلبك شتلة االذكرى . فتشنفين اﺫني بدقاتك الرائعة , على ” الدلوكة ” بتلكم الأنامل المموسقة, فيأتيني اللحن , رائعا , راقصا, مبددا ظلام اريزونا , محركا مشاعري ومدغدغا احاسيسي. وخلف الاطار ترقد ابتسامتك الموناليزية , التي ما تزال , قابعة في ثنايا ﺫاكرتي الخربة . عزيزتي… كانت انجم السماء ملء اكفنا , نلهوا بها كما نشاء . والشمس عند اصيلها مرآتنا ومسرانا . كانت الدنيا كتاباً ضخماً , مداده دموعنا , وقد استبد بنا الضحك , والمرح . حروفه حكاوينا البريئة , في ليالي سمرنا العامرة . كانت الدنيا ملكا لنا , أو هكذا اعتقدنا جازمين
. كانت الحياة لا تعني شيئا بدوننا , او هكذا بدت لنا . آمنا وقتها , ايمانا لايقطعه الشك , بأن البشر كلهم ملائكة . ابتساماتهم وضحكاتهم , نابعة من مستودع الضحك , ليس الا . آمنا ايماناً مطلقاً , بأ ن مستقبلنا سيظل مفروشاً بالزهور والرياحين الى ما شاء الله . فلم يحو قاموسنا الطفولي , مصطلحات غريبة , كالأشواك , والخيانة , والكره
والمعاناة والاحباط و لم يدر بخلدنا – ونحن مازلنا اطفالا بعد – بأن فراقاً ما سيحدث في هذه الحياة. فراق بين الاحبة والاخوان , وبين الاصدقاء , وبين الانداد , بل فراق للدنيا بأثرها.نعم عزيزتي الغالية … هكذا أرتنا الدنيا , جانبها المشرق , وحجبت عنا , جانبها الآخر , القاتم , المظلم . وعلى حين غفلة منا , وبدون اية مقدمات , وقبل ان يرتد الطرف لكلينا , اختطفتنا دروب الحياة الوعرة , وتهنا في دهاليزها الموحشة ولسان حالنا يقول :
ربما تجمعنا اقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء
فاذا انكر خل خله وتلاقينا لقاء الغرباء
ومضى كل الى غايته لا تقل شئنا فان الحظ شاء

التعليقات
  1. tabosho كتب:

    سيجتمع يوماا

    هذا ما اشعر
    به
    متابع لتدويناتك الرائعة
    اخوك
    عبوود

  2. البشاوى كتب:

    سوباجو
    ماهذا الحنين والشوق -( بطريقتك دى يوم بتبكى ليك زول) –
    انها فعلا لعبة الحياة لقاء يجمع الغرباء فينمو الود صافيا عذبا – فيكونوا احبابا – وتدور اللعبة ويفترقوا – فيعودوا غرباء ليس كالأول – بل مضاف اليهم لهيب شوق حار يدفعهم للعودة والتفكير فى اللقاء-
    لك التحية على الروعة
    دوك عزت — ابكرون — كلمونا عن اللقاء والفراق – من اغانى زماااااااااااااااااان

  3. ودالخلا كتب:

    سلام ياقبيلة،،
    صديقي sobajo يا راوي القبيلة يا رائع، أين أنت وأين كنت يا سديقي؟؟ هل أنت من ذلك الجيل الفريد وأعني به جيل الوسط الذي تفتحت مداركه حين كانت شعبان ودخل الجامعة مع المرتزقة وتخرج منها تباشير الصباح وبسمة الفجر الأمين!!!
    لقد أثرت كوامن الشجن وبعثت عميق الأسي وغصت في الحلق عبرة، وأنطوت في القلب حسرة، وضاع الأمس حين كنا نتناجي ونغني، ونناجي الطير من غصن لغصن، ولوعبرة بتزيل غصة ولو أنسان صبح قصة…….
    البيشاوي ما كفاك أو كفاه العذاب الهو فيهو؟؟؟؟؟؟ 

  4. ياسين شمباتى كتب:

    الاخ سوباجو..سلام..
    عدت بنا الى مرافئ النوستالجيا وشوق وحنين وقصة الامس والذكريات..كل هذه المذكورات تجعل لحياتنا معنى و لحركتنا طعم ولعيشنا هناءة..هى الدنيا التى ما جمعت الا لتفرق,,ولربما جمعت مرات ومرات..
    اما عن قطار العمر ورحلة الحياة فلقد اتعبتنى جدا ولهثت وراء القطار ولم ادرك منه شيئا,,ركبت على مقاعده وسطحه وجريت وراءه ولكنى لم اتقدمه حتى الآن!! واخشى ما اخشاى ان افقد قدرتى على استمرار وان اعيش موتى الثالث..

    هذا وتحياتى..

  5. حاج أحمد السلاوى كتب:

    ولدنا سوباجو .زسلام
    الذكريات صدى السنسن الحاكى ..أو كما غنى الفنان عثمان الشفيع .. الذكريات صادقة وجميلة مهما تجافينا بنقول حليبة ..
    ونحنا وصلنا مرحلة اللاعودة ..مش كدا .. يا …. الفكفك ؟؟

  6. حاج أحمد السلاوى كتب:

    تصحيح ..
    بنقول حليلة ..

  7. ياسين شمباتى كتب:

    انت يا حاج رايحة ليك حلبة مديدة ولا مهلبية!!؟ بالمناسبة بعض الحروف قد تأول لصالح القارئ طبعا..

  8. البشاوى كتب:

    السلاوى ثرو شمباتى
    والله غلطات كتيرة الكيبورد بيعملا – لكن رجاءا ياتو حلة الرايحة ليك دى ؟ ولا تكون المقصودة المحلبية بى ذااات

  9. حاج أحمد السلاوى كتب:

    شمباتى .. البيشاوى ..
    غايتو …
    جنس ..
    غايتو …
    !!!!!

  10. نيام كتب:

    سوباجو:
    هذا اسم لاتيني قديم يذكرني بآلهة الحب او آلهة الجمال عند الاغريق مصلوبة علي قمم اكروبول او اجيا ترياذا او حانة علي منحنيات اثينا القديمة ربما كانت حانة علي المنحني القادم من اقيوذيمتريوس..تلك اذن ذكريات الشباب الدافق او ازمان الانا المتفردة عندما كنا نمتلك كل شئ و لا شئ يمتلكنا …يكفي ان تضع نعليك علي الطريق ثم لاشئ يحجبك عن المجهول ، حيث لا امنيات تخيب و لا كائنات تمر…ولكن الان تفشي الخبر ..فصرنا نحسب لكل شئ حسابه و احيانا حتي حساب اللاشئ تحسبا منه…كنا نرقد مع القدر في عش واحد و مع الموت في تابوت واحد فلا القدر يحفل بنا و لا الموت يأبه لنا …انه زمن يتيح لك الدهشة التي لا تستوعبها الا بعد حين…ثم انك لا تصدق انك كنت ذلك…لك تحياتي

  11. حكاية كتب:

    سوباجو ده شنو زمااااااااااااان نسينا السرد البشبه سرد كتب المطالعه وحليل كتب المطالعه
    قومة الصباح بدرى ونمشى المدرسه والطابور والبراءة والانس واللعب والحجله ونط الحبل والشكل والجلوس تحت شجرة المنقا والونسه تجر بحكاوى جميله نابعه من بيوتنا لانه ما شفنا العالم بره كيف كنا فى عالم برئ الا من رحم ربى –وكل يوم كنا بنكتشف الحياة ودايرين نكبر عشان نقرا الكتب الكبيره البقروها الكبار ونلبس نضاره نشوف الجريده فيها شنو ونحاكى جدنا —-وجا الزمن علينا وبقينا فى هموم ومسئوليات والكلام كله شغل وهم للحياة ولبكره ولمتين ما عارفه
    الواحد بتمنى الزمن يرجعه للحظه حلوه فاتت وبتمنى تعاد عليه مرة اخرى طبعا اكيد ما حيكون الا فى الجنه
    وان شاء الله كلنا فى الجنه والضايع ليه زول ولا عايز حياة ابديه بهناك

  12. عباس كتب:

    أغدا القاك ؟

  13. sobajo كتب:

    الاخ عبود
    نعم قد نجتمع او لا
    وفي كلا الحالتين ستكون الذكريات الجميلة هي وسائدنا المخملية التي نتوسدها ونغفو على احضانها الدافئة اغفاءة تسافر بنا الى عوالم حالمة تنسينا اوجاع الحياة واتراحها . واشكر مرورك ايها الجميل .

  14. sobajo كتب:

    الاخ عبود
    نعم قد تجمعنا اقدارنا ذات يوم او لا
    وفي كلا الحالتين سوف تكون الذكريات الحلوة هي وسائدنا الناعمة التي نتوسدها ونغفو عليها اغفاءة تسافر بنا الى عوالم حالمة تنسينا وجع السنين واتراح الحياة . واشكر مرورك الجميل .

  15. sobajo كتب:

    ايها البشاوي
    هذه دعوة مفتوحة للبكاء الهادئ
    فمن اراد ان يبكي فليبك كما شاء له البكاء
    بس اوعى من الجعير والمخاخيط عشان
    ما تفضحونا مع عوين الموقع .
    اتفقنا يا حبيب ؟؟

  16. sobajo كتب:

    اما عن قطار العمر ورحلة الحياة فلقد اتعبتنى جدا ولهثت وراء القطار ولم ادرك منه شيئا,,ركبت على مقاعده وسطحه وجريت وراءه ولكنى لم اتقدمه حتى الآن!! واخشى ما اخشاى ان افقد قدرتى على استمرار وان اعيش موتى الثالث..

    اخي شمباتي
    قطار الحياة للأسف يمضي بدون رجعة لكنه حتماً سوف يضع لهثك وراءه في الحسبان وسوف يعطيك بسخاء من حيث لا تحتسب بشرط الا تيأس حيث لا يأس مع الحياة . شكراً لك .

  17. sobajo كتب:

    أين أنت وأين كنت يا سديقي؟؟ هل أنت من ذلك الجيل الفريد وأعني به جيل الوسط الذي تفتحت مداركه حين كانت شعبان ودخل الجامعة مع المرتزقة وتخرج منها تباشير الصباح وبسمة الفجر الأمين!!!

    العزيز ود الخلا
    حقيقة لا ادري من اي جيل انا
    اذ اشعر احياناً وكأنني من عصر المتنبئ او من جيل طاغور او زرياب
    واحياناً اُخر اشعر وكأنني في الزمن القادم .لا ادري من اي جيل انا وليتني كنت ادري .

  18. sobajo كتب:

    ونحنا وصلنا مرحلة اللاعودة ..مش كدا .. يا …. الفكفك ؟؟
    العزيز السلاوي
    وفي طريق اللاعودة هذا يجدر بنا ان نعبد الطريق ونرصفه بالحب والرياحين لمن يأتون بعدنا . انها سنة الحياة ولا تبديل لسنة الحياة .

  19. sobajo كتب:

    هذا اسم لاتيني قديم يذكرني بآلهة الحب او آلهة الجمال عند الاغريق مصلوبة علي قمم

    اخي الحبيب نيام
    سوباجو تعني بلغة الفُلفُلدي الصديق الصدوق . والفوز بالصديق الصدوق في هذا الزمن الاغبش يعني الحب والجمال والنقاء والصفاء ودمت اخاً وصديقاً .

  20. sobajo كتب:

    سوباجو ده شنو زمااااااااااااان نسينا السرد البشبه سرد كتب المطالعه وحليل كتب المطالعه
    قومة الصباح بدرى ونمشى المدرسه والطابور والبراءة والانس واللعب والحجله ونط الحبل

    عزيزتي حكاية
    المطالعة وما ادراكِ ما المطالعة وذلك الكتاب الزاهي الجميل بألوانه الجذابة ودرس أمل وبدر وذهب مالك الى العمل وزيدان الكسلان في تلك الحواشة و آآآآآه من البراءة والفرح اللامتناهي . شكراً لكِ ايتها الحكاية .

  21. sobajo كتب:

    أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدى
    يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد
    آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا
    كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا
    واهلت فرحة القرب به حين استجابا
    هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
    مهجة حاره وقلبا مسه الشوق فذابا

    أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني
    أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
    أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني
    آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
    كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء
    يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
    أنا لولا أنت أنت لن احفل بمن راح وجاء
    أنا أحيا بغدى الان و بأحلام اللقاء
    فأت أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء

    هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر
    هذه الدنيا ليالى انت فيه العمر
    هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر
    هذه الدنيا سماء انت فيها القمر
    فأرحم القلب الذي يصبو اليك
    فغدا تملكه بين يديك
    وغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا
    وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا
    وغدا ننسى فلا نقسى على ماض تولى
    وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا
    قد يكون الغيب حلوا
    انما الحاضر ….. أحلى

    اشكر لك مرورك الزاهي اخي عباس .

أضف تعليق