قلبي علي آثار وطني التاريخية..

وقلب وزارة التعدين علي  ( الآثار) البيئية……

قدري هو أن اعشق هذا الوطن ونيله وترابه أكثر من أي شئ ، فهو الجذور والمنبت والمنشأ والأمل، يسرني ويسعدني أن أراه  شامخا كالنسر فوق القمة الشماء بين الأمم، إلا أن واقع الحال يحكي غير ذلك فهاهي التقارير تأتي  من منظمات العالم لتضعنا في مقدمة الدول الأكثر فسادا وتقارير تقول أننا الدولة الثالثة في العالم الأكثر فشلا وهكذا بينما وزراءنا الكُثر  الذين فاق عددهم علي مستوي جميع الولايات ال300 وزير يلبسون فاخر الثياب ويركبون أبهي السيارات ويقسمون أن كل شي تمام ويكبرون ويهللون ولا أري لهم هما بمصلحة الوطن والمواطن ….لا أود الاسترسال في هذا المنحي فقط وددت أن أشير للحال الغير مستقيم والذي تبني عليه سياساتنا المتعددة بكل أسف .

يهمني في هذه السانحة تاريخ هذا الوطن وتراثه وثرواته المدفونة في باطن الأرض التي تحكي عن عراقة وعظمة جدودنا من سبقونا والذين ارسوا حضارات تخلب لب العالم من حولنا الذي يقف لها إجلالا واندهاشا . هناك في موطني الممتد من السكوت إلي المحس ثروات حضارية ما زالت مطمورة تحت رمال وتلال القرى والأودية بهذه المنطقة ، حضارات ممالك النوبة القديمة علي امتداد مجري النيل ، لم تجد من حكومتنا الاهتمام ولا من سابقاتها من الحكومات ، إلا انه يحمد للحكومات السابقة أنها حافظت علي هذا الإرث وأبقت عليه مطمورا، بعكس الحكومات الولائية الحالية في الشمالية وولاية النيل التي تمنح التراخيص للبحث ولأجهزة كشف الذهب التي تمنح لسارقي الآثار والذهب من المواطنين من اجل حفنة من الجنيهات (لصالح الولاية) التي في مقابلها يضيع إرث لا يقدر بثمن ، كل ذلك علي مسمع ومرأى من مصلحة الآثار ومن الحكومة المركزية وبرضاها  طلما ان هذه الولايات لن تثقل كاهلها بمطالبات مادية (اختونا… عندكم قروش التصاديق) …والخاسر حضارات  وثروات تاريخية وحِلي ملوكية يعاد صهرها بأزقة سوق الصاغة بامدرمان لتزيد ثراء قلة لا ضمير لها  .

كل دول العالم تمجد وتحترم تاريخها وإرثها الحضاري وتقيم له المتاحف وتنشئ البني التحتية لسياحة مناطق الآثار  والتي يصل دخلها في مصر القريبة مليارات الدولارات تضاهي دخل قناة السويس  ، هذه المناطق الأثرية المصرية  هي امتداد لنفس المناطق الأثرية التي نملكها ، إلا الفرق بيننا وبينهم أنهم غيورين فيما يخص وطنهم ويحترمون فراعنتهم وهاهو ( زاهي حواس ) مدير الآثار المصرية تجده في كل مكان به تنقيب، داخل الحفر والقبور القديمة يجوب العالم والمتاحف الكبري تجده في صالات باريس ولندن ونيويورك لاسترداد ما نهب من آثار خلال حقبة الاستعمار…يتحرك بنفسه وقد نجح في استرداد الملك الشاب توت عنخ أمون بينما نحن لا ننظر لهذه الآثار القيمة إلا من خلال (قريشات) هي ثمن تراخيص تتيح السرقة وسطو علي الذهب وزئبق التحنيط . وقد ذهلت بالأمس لتصريح وزير الدولة الجديد بوزارة التعدين الذي يقول : (أكدت وزارة التعدين اتجاهها لتنظيم عمليات التعدين العشوائي للذهب إلي جانب العمل علي تقليل الآثار البيئية ) ليته قال الآثار بدون كلمة البيئة (عجبي) !

وصل لمسمعي من مناطقنا ومن داخل بيوت السكان وخارجها اكتشاف كثير من القبور والتي يرجح ان تكون ملكيه لفراعنة سود يتحلون بفاخر الذهب وبجانبهم ثروات وسلاسل من الذهب بعد أن يتم نهب المعدن الأصفر تدفن الجثث  التي كانت محنطة جيدا (بما يدل علي أنها لملوك وملكات حيث أن الزئبق لا يوضع إلا للملوك)  ببساطة تؤخذ الثروات من ذهب وأحجار كريمة إلي تجار الذهب والزئبق وبقية السيناريو معلوم ..! ويقال أن جيوشا هناك ما زالت من متعجلي الثراء يجوبون المناطق الأثرية علي طول النيل كالجراد المنثور….! لا ادري ما هو دور مصلحة الآثار من كل ذلك وهل هناك أصلا وجود لمصلحة أو جهة بهذا الاسم ؟ ولماذا صمت الحكومة المركزية أم لسان حالها يقول لكم ذهب الآثار الجاهز والنقي ولنا ذهب ارياب الذي لا يعلم احد كم هو ؟ وما هو مردوده علي الميزانية العامة للدولة…! من هنا أتوجه بنداء إلي الحكومات الولائية بالشمال ان تحافظ علي إرث هذا الوطن بوقف هذا العبث بمقدراته فورا وعلي الدولة بجماركها وامنييها منع دخول أجهزة نهب الذهب التي هي نهب لآثار الوطن وتاريخه وعلي المركز الاهتمام بتاريخ هذا الوطن وتكوين وزاره خاصة بالآثار (وليس الآثار البيئية ! ) ، يكون لها علماءها وقواتها الأمنية التي تحمي ما تبقي من ارث ما زال مطمورا إن بقي منه شئ ….! فهل من مستجيب ؟

—————————–

الموضوع ارسلته الاخت اواصر للنشر

لحين اكتمال اجراءات تسجيلها ننشره لكم.

و الصورة التحت دي أرسلها عمك أبكرون أبت تنزل في موقع التعليق