لغة النفس…

Posted: الأحد,28 سبتمبر, 2014 by قرن شطة in إجتماعية

أحياناً يوجد تناقض بين الظاهر والباطن ، وهذا التناقض هو فى الواقع الاساس التى تقوم عليه معظم الاحيان أمور الحياة لتسير سيرها العادى ..فالانسان يشعر فى دواخله بشىء معين وفى الخارج يُظهر شىء آخر..يعكس صورة آخرى ، فنحن لانقول اى ىشىء نفكر فيه او يخطر ببالنا واذا حدث ذلك لفسدت اشياء كثيرة فى الحياة ظاهريا، فالحياة تبدو وكأنها كذبة متفق عليها! ولكن ومع هذا التخفى الماهر والمتقن يمكن للانسان البصير ان يدرك مايدور فى خلد الاخرين بدقة متناهية! ذلك إن الكلام يعبر عنا وعن دواخلنا بنسبة ضئيلة تصل الى نسبة 7% فقط ولغة آخرى تعبر عنا باكثر من 70% وهى لغة النفس والروح وتسمى علمياً بلغة الجسد. الانسان يعيش ويتعامل مع واقع الحياة بعقلين احدهما ظاهر ومُسيطر عليه والآخر مخفى فى اعماق النفس..والثانى هو الاخطر لانه هو المسيطر على تصرفاتنا وسلوكنا والمشكلة اننا لاندرى عنه الكثير! العقل الباطن هى المنطقة او المخزن الذى توجد فيه كل الذكريات والاشياء التى ظننا انها نُسيت وإندثرت..باقية حية فى منطقة مظلمة فى النفس قابعة فى ظلامها الدامس ومع ذلك تقود تصرفاتنا وسلوكنا دائماً! بل وتجعلنا نحتار ونندهش من سلوكنا وكأننا لم نكن موافقين عليه منذ البداية! الانسان متنازع فى داخله بين عقله الظاهر متمثلاً فى شعوره المٌدرك وعقله الباطن وهو اللاشعور، فهو يكذب ويتحرى الكذب لمصلحة آنية ولكن نفسه الآخرى ترفض وتحاول أن تفضحه لدرجة أنه أثناء سرد كذبته يقوم احياناً بحركات طفوليه مضحكة فتجده يضع يده على فمه مثلاً وكأنه يريد وقف تدفق سيل الكذب الصادر منه! فالنفس القابعة ترسل إشارات ورموز تفضحه بها.. مثلاً حركة العين..البؤبؤ…فانه اذا تحرك نحو اعلى اليسار فان الشخص يحاول أن يتذكر صورة ليست واقعية ولايعرفها (ليست موجودة فى الارشيف) واذا إتجه البؤبؤ ناحية اعلى اليمين فانه يحاول ان يستحضر مشهد بصرى يظن أنه مر عليه سابقاً..اما اتجاه البؤبؤ اسفل اليسار فانه يحاول تذكر الجوانب الحسية البصرية (مثلا اى لعبة كان يلعب بها فى صغره) واسفل اليمين فهذا دليل على ان الشخص فى حوار عميق مع نفسه …نفهم هذا لان المخ له قسمان ايسر وفيه الامور المنطقية والعقلانية وايمن فيه الامور الحسية والمشاعر والتخيل… العين لاتكذب وإن كذب صاحبها فراقبها جيدا مع معرفة بعض المفاتيح يستبين لك الامر جليا..الانسان عادة تتحرك جفونه (يرمش) بمعدل 6 – 8 – حتى 20 مرة فى الدقيقة (فى الاحوال العادية) واذا زاد على ذلك فهناك مشكلة عصبية أو نفسية وتعنى الخوف والتوتر والترقب..الرئيس الامريكى كلينتون كان يرمش بمعدل 35 -120 مرة اثناء استجوابه حول علاقته بمونيكا لويسكى..الرجل كان متوترا ويكذب… وعموماً يمكن كشف الشخص الكاذب بطرق عديدة منها: أنه يعطى تفاصيل كثيرة وغير لازمة لحدث ما يحكيه..أنه وفى اثناء السرد إن كان هناك مايُضحك فهو لايضحك حتى يضكىحك المتلقى ، ذلك ان سرد شىء قد حدث فعلا يجعل بالضرورة تذكر الانفعالات التى صاحبته ، والرواية الكاذبة خالية من الانفعالات لانها جديدة ومصطنعة وليست حقيقية.. ثم حركة الكاذب الدائمة اثناء السرد وإشغال نفسه بالعبث باشياء وتغير نبرة أو طبقة الصوت أو استعمال مصطلحات غريبة..وكما قلنا سابقاً قد يضع يده على فمه أو يلمس المنطقة بين الانف والفم ثم أن تعابير الوجه لاتنسجم مع الكلمات او الرواية فالانفعالات قد تكون خاطئة أو متأخرة.. والكاذب بمجرد أن ينتهى من روايته يغير مسار الموضوع بسرعة وذلك خوفاً من إكتشاف اى تناقض فى روايته المفتعلة حديثا.. وهذا التناقض قد يقوده الى كذبة آخرى فيجد نفسه محشورا فى منطقة لايستطيع الخروج منها وقد ترهقه نفسيا فيعترف! فكذبة تقوده الى آخرى هكذا الى ما لانهاية وهذا أمر مقرف وصعب! وعلى كل كشف الكذب ليس صعبا ، مع ملاحظة أن كبار الكذابين اصبحوا يتقنونه لدرجة يصعب كشفها بالوسائل النفسية العادية. فقط توجد ملاحظة صغيرة ان هؤلاء الناس لكثرة اختلاقهم امور غير حقيقية أصبحوا يعيشون فى واقع إفتراضى وغير موجود ، فهم اصبحوا يصدقون كذبهم الدائم والمستمر، لذا يبدون كالمجانين المعتايه اكثر من الكذابين العاديين.

لغة النفس والتى يقوم بادائها الجسد لغة دقيقة وإشارتها صادقة .. فطريقة تحية التاس لبعضهم تحوى معانى كثيرة فيها التحفظ والحميمية وتظهر فيها العقد النفسية الكامنة والمركبات الطفولية المخفية عميقا فى دهاليز النفس… حركات الايدى لها معانى كثيرة ومتنوعة يستخدمها الشخص أحياناً بطريقة لاشعورية ليعبر عن حالته النفسية فمثلاً: التربيت على الصدر باليد يدل على أن الشخص لايحس بالامان مع الاخر ويحاول عزل نفسه منه.. عندما يضع الشخص دقنه على راحة يده وأصبعه السبابة على خده وبقية الاصابع تحت الفم فهذا يدل على أنه تتولد لديه أفكار سلبية تجاه محدثه. وضع اليدين على الجبين مع تشبيك الكفين وضم اصابع اليد الى الداخل هذه الحركة تدل على الخداع وهكذا…. إن طريقة الجلوس وحركات الايدى والحواجب كلها غنية بالمعانى والاشارات وحتى الرغبات المكبوتة والمكظومة التى تنتظر التاويل الصحيح لتقودنا الى فهم المكنونات والوجدانات التى تعتعمل فى النفس البشرية..وقد قرأت لاستاذة نفسية جامعية مؤخرا مقالا ممتعا ذكرت فيه ان اكثر الحركات النسائية إثارة هى حركة المرأة وهى تقوم بتحريك شعرها الى الخلف اثناء المحادثة ذلك لانها تتواجد فى وضعية خاصة حيث ترفع رأسها قليلا وبذلك تظهر عنقها ومعصمها وهذا يعنى – حسب الدكتورة – قبولها بوضعية الخضوع والله اعلم.

التعليقات
  1. ياسين شمباتى كتب:

    اممممممم ,,, عذبتنا وجهجهتنا وكشفت سرنا !
    هههههههههههههههههههههههههه

أضف تعليق