ثقافات مقارنة / مفهوم الخصوصية

Posted: الإثنين,16 مارس, 2009 by Nourlight in إجتماعية

احترام الخصوصية من الصفات الاجتماعية التي تتميز بها المجتمعات التي سبقت في ارتقاء سلم الحضارة وبدون تخصيص فان مجتمعاتنا العربية عامة ومجتمعنا السوداني من ضمنها…تفتقر الي هذا السوك الذي يحفظ للافراد الكثير من الاحترام الذي هو حق جائز لكل انسان. نجد في المجتمعات التي يكون مستوي تعليم الافراد عالي او التي تتميز بحضارة راقية ان الانسان منهم يحترم خصوصية الاخرين فلا يقتحمها الا باذن او داع لذلك ..فلا زيارات بدون موعد ولا اسئله تطفلية. وتجد اول سؤال في مكالمه هاتفية عن اذا كان الوقت يسمح للمتحدث وهل هو توقيت سئ؟

مفهوم الخصوصية او ال “privacy”ليس جديدا علينا نحن معشر المسلمين فقد وصانا رسول الله (ص) بان نستشعر الانس من اهل البيت قبل ان ندخله و ان لا نكتفي بالاستئذان فقط وجاءت آية كريمة في سورة النور يقول محتواها … يا ايها الذين امنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأنسوا وتسلموا علي اهلها… والاستئناس مرحلة ابعد من مجرد الاستئذان فقد يأذن لك الشخص بالدخول لكن قد لا يكون مستانساً اذا كان فعلاً غير مهيأ لاستقبالك فأمرنا الله سبحانه ان نستشعر الانس قبل ان ندخل. كذلك قال الرسول (ص) حديثاً بما معناه ان استعينوا علي قضاء حوائجكم بالكتمان… وكفل لنا حق ان نحتفظ لانفسنا بما يخصنا ولا يخص غيرنا. وحذرنا الاسلام من السعي وراء معلومات لا تهمنا ولا يفيدنا الاطلاع عليها كما شُجٍّعنا علي ان نقف بتفكيرنا بحدود معينة حين يكون التساؤل والفضول غير ذا نفع لنا ..وقد ورد في القرآن الكريم ما معناه ان لا تسالوا عن اشياء ان تبدو لكم تسؤؤكم.

نجد الفرد منا يعاني لكي يحتفظ بخصوصية حياته وفي معظم الاحيان يضطر للكذب او اللف والدوران لكي يتفادي اسئله كثيرة يواجهه بها الناس من شاكلة “ما مرض فلان بالضبط؟” او “ما حقيقة الاشكال بينهما؟” “مالك زعلان من ناس فلان؟” وغالباً ما يعقب السؤال بعض النميمة والخباثة حتي يطمئن قلب “المُقتحمة خصوصيته” فيبدأ بالحديث عن ما في نفسه. هناك اشياء لا يحق ابدا لغيرنا سؤالنا عنها الا اذا كانوا من ذوي القربي مثل الوضع المادي واوضاع العمل واسراره والوضع الصحي والحياة الزوجية. أتاح الله الخصوصية للانسان حفظ لكرامته وماء وجهه ان يكون له مساحة خاصة لا تراقبه فيها عين الا عين الخالق …اتصور ان حياة الفرد منّا تكون اسهل بكثير اذا اتاح له المجتمع ان يعالج اموره الخاصة بدون اسئلة وملاحقات ترهقه فيكون في وقت الازمات يتعامل مع مجموعة مشكلات بدلا عن واحدة.

نشغل انفسنا بما لا يهمنا ونتسلط علي غيرنا ونقتحم خصوصيتهم ويا ليتها كانت من النوع المفيد بالعكس فغالبا ما يبني الانسان احكام خاطئة عن غيره من الناس بناءا علي معلومة اخذها من شخص قد يكون لا يعلم الحقيقة بالكامل فتكثر الشائعات والقيل والقال ويختلط الحابل بالنابل. نفوّض انفسنا بما لم يفوضنا الله به و نحكم علي غيرنا بل وننفذ الحكم بمقاطعة شخص او شن حملة علية لمجرد شائعة ناهيك عن الاسئلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع معرفة اجاباتها. الله هو المحاسب وحتي الله سبحانه وتعالي لا يحاسبنا اول باول بل يحاسبنا علي الحياه كلها مرة واحدة في آخر المطاف ويُسمح طبعاً بالتوبة واصلاح الخطأ فتوازن الحسنات السيئات… لكن حساب الناس مستمر ولكل موقف حساب.حتي القاضي حين يحكم… يسمع المتهم ومكفول له حق الدفاع اما الشائعات..فقضاء الناس فيها ليس عادلاً ولا يُتاح للفرد ان يدافع عن نفسه الا اذا تخلي تماماً عن ستره وخصوصية حياته…

وكذلك يعطي الكثير من الناس الحق لانفسهم في اعطاء النصح والارشاد لغيرهم بل وفرض اراءهم علي غيرهم ارادوا ام ابوا. طبعا من الجميل ان ينصح واحنا الاخر ويكون مرآته التي يري بها نفسه واخطاءها فالدين النصيحة كما قال احسن الخلق (ص) وحين يكون الشخص مشوشاً تغطي عينيه غشاوة نتيجة غضب أو حزن او انفعال اياً كان فمن الجميل ان يجد من يري له بعقل واع وروح صافية لكن النصح ياتي من قريب اصطلاحاً ومعني وليس من فضولي او جاهل او متهور اتاحت له الظروف ان يطلع علي اسرار غيره.

تبدو لي بعض المواقف مقلوبة فكما هناك اقتحام خصوصيات الغير مباح غالباً…يتوقف البعض عند أمر بيّن علي انه مُصنف عنده بأنه خصوصية آخرين لا يجب اقتحاهما وكأنما يذكرونها لتبرير العجز عن القيام بشئ او للتقاعس عن اداء واجب ما…. ففي المدرسة مثلاً التلميذ يسلك سلوك غير صحيح يؤذي به نفسه والآخرين والمجتمع…ومن الممكن ان يصحح اذا تم تداركه مبكراً ولكن تجد المدرسة (مثلاً) متخوفة من ان تقوم بواجبها في التدخل واشراك الوالدين وتقول ان هذا خصوصية اهله وطريقتهم في تربيته وانا لا اريد ان احشر نفسي!!!

التدخل هنا ليس اقتحام وليس املاء طريقة تربية للوالدين. وفرض علينا وجودما بمواقع المسئولية ان يقوم الواحد منّا بواجبه في حدود المتاح. لو عدنا الي ديننا وتاملنا فيه واخذنا مناسكنا عن رسولنا الكريم لكنا اصبحنا مثال لادب التعامل. لو اننا اتبعنا ديننا حق الاتباع لكنا أرفع الامم خُلقاً وكنا احسن المتحضرين وارقي المجتمعات.

مشكلتنا ان حتي المتعلم والمتحضر والراغب بالتغيير منا لا يمكنه تنفيذ ما يؤمن به لان المجتمع لا يتركه..لوم وتقريع وربما سخرية وامتهان…مثلا “شكله موهوم” أو “الزول دا فاكر نفسو منو؟” وربما يتعرض لعزلة اجتماعية ترهقه.
الأفكار الجيدة موجودة عند الكثيرين منّا لكن يخطر ليّ احياناً ان التغيير عندنا وكأنه مصنف علي انه عيب من الدرجة الثانية؟؟

للمجتمعات سطوة شديدة علي افرادها لذلك رواد التغيير لابد ان يعانوا لكي يحققوا تغيير لفائده المجتمع…فهل نصمد؟
و الظاهرة “ان جاز لنا تسميتها” ليست هي المصدر وانما هي عرض او نتيجة لوجود مشاكل اخري كالفراغ والفضول وعدم احترام حق الغير و الغيرة عند النساء…

ولنلقي نظرة علي أحد اهم مشاكل النساء..ما الذي يجعل وقت امرأه فارغاً الي حد ان تضطر ان تملأه بتافه التفاصيل؟ ما الذي يدفع امرأه الي الغيره من نساء اخريات بدال ان تحسن حالها وتنجز ما تقدر عليه وتحس برضي عن حالها وعن جهدها؟

نحن لا نستطيع ان نعالج الاعراض ونترك الاسباب..فمثلاً اذا ذهبت الي الطبيب وشكوت له الحمي والصداع وتنميل الاطراف..فان اول ما يتجه اليه تفكيره هو التساؤل والبحث عن المرض الذي يمكن ان يسبب هذه الاعراض الثلاثة مجتمعة… و يعالج المرض فتنقطع الاعراض…لا يفكر الطبيب ابداً ان يعطيك علاج للحمي و اخر للصداع وثالث لتنميل الاطراف… لان الاعراض يمكن تسكينها فقط ولكنها تعود طالما ان مصدرها وسببها موجود ..اذاً الاجدي ان نستأصل المرض فتختفي الاعراض بدلاً من ان نعالج الاعراض ويتكرر ظهورها لان مبعثها موجود ولم ينتهي.

علينا الان ان نفكر بالداء الذي سبب الاعراض التي نراها..وان نجد طريقة ما لاجتثاث الداء فتغادر الاعراض
وأتمني لمجتمعنا الخير والأمان وراحة الافراد فيه ونجاحهم…

حاشية: الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة التي جاء ذكرها بالمقال وردت فيه محتويً وليس نصاً.

التعليقات
  1. البشاوى كتب:

    النور المشع
    سلامات واحترامات
    المقال اضافة جميلة ويمس داءا اعجز المداوى زمانا طويلا
    كما تفضلتى الامم التى نالت حظا وافرا من العلم والتطور لايوجد بها هذا الداء
    بل يتناسب طرديا حسب نوع المجتمعات من بدوية الى قروية الى مدنية عالم
    ثالث ويبدو هذا الداء جليا عند حواء (عواطف )(يمكنك الرجوع لارشيف الفاتح جبرا بوست حنة عواطف) حتى توضح لديك بعض الالفاظ المتداولة فى المدونة
    فى هذه المجتمعات المذكورة بعض غباء يعتقد اصحابه انهم اذكياء يعرفون
    الاخبار (الشمارات ) وهى طازة ويتلذذون بروايتها بعد سكب التوابل عليها
    حتى تبدو اكثر اثارة هذا يتم بالطبع بعد الاعتداء على الخصوصية المنتهكة
    ودائما تكون الخصوصية ضحية ظرف قاهر لايحتمله صاحب الامر ويقع فريسة
    لاول منتهك يجلس امامه فلو تنبه الناس فى لحظات الضيق التى يمرون بها
    وصبروا حتى تهدأ الهواجس والنفوس لحظتها لن يجدوا حوجة لبث النفس
    الساخن الذى تذبح معه الخصوصية ولما وجد المتربصين بها فرصة يغتنموها
    ولعل الامر فى مجمله يمكن علاجه بجرعات لطيفة تبدأ من سن الطفولة
    وفى المدارس (اظنو الكبار فات فيهم الفوات) حتى تنشأ مجتمعات تحمل
    جينات حصانة للخصوصية

  2. نيام كتب:

    نور لايت:
    نورتي علينا و الله مستوي من الفهم و الوعي و الادراك في زمان تعتبر الخصوصية واحدة مما يلي ( متعجرف ، منطوي ، كتوم ، دغيل ، غامض )…وعلي كل لسان تسمع ناس فلان ديل تغيانين شديد..
    اذكر في اجازة شقيقي الاصغر انفتح باب الحوش فجأة علي مصارينه لان مصراعيه وحدها لا تكفي..ودخلت نساء من الجيران و اطفال و مظاهرة فعلقت بنت شقيقي (منا) وقد تربيت خارج الامزونة ..
    – هي عان ديل بدخلوا ساكت
    وقد تملكني حرج شديد فمن ناحية لا اريدهم ان يسمعوا رأي (منا) فيهم..ومن ناحية اخري لا اريد ان تفهم منا بانا كأنا ما كأنا..
    وفي الحقيقة ان انعدام الخصوصية و العشوائية في التعدي علي الاخرين قد اطاح باسر كثيرة و كثرت المشاكل و كبرت ..والغريب ان هذا المتطفل الذي ربما بحسن نية يريد حل الاشكال فتجده يفاقمه لسؤ ادارة المشكلة او التدخل في الزمن الغلط..

  3. aflaiga كتب:

    نور لايت : حبابك تانى وتاكيدا لكلامك مشهد سغنتوتى :
    وانا اقود عربتى مع سمسمه والشفع حدث ان نامت العجله الشمال الاماميه ونزلت لاجراء اللازم وبينما انا اجتهد فى ذلك وقف احدهم !! ودار الحوار التالى :
    الزول : يا شاب انشاء الله عافيه اللستك بس ولا حاجه تانيه ؟؟
    افليقا : اللستك بس والله كثر خيرك ..
    الزول : لكن شكلك مشيت بيهو مسافه طويله وشكلو بيكون الانبوبه اتقرضت ولا هو تيوبلس ؟؟
    افليقا : لالا تيوبلس لكن بسيطه كتر خيرك واصل انتا مشوارك .
    الزول : طيب الشفع ديل ما تخليهم ينزلو يستنوك فى الضل بتاع النيمه داك لانو التغيير بياخد زمن بالمناسبه عندك اسبير ؟؟
    افليقا : وهنا علمت ان الرجل من النوع الصعب التتفك منو بالساهل ولم ارد عليه ..
    فجاه قام الرجل على اثر تطنيشى له بفتح باب العربه والتحدث مباشرة مع سمسمه والشفع :
    الزول : يا اخت انزلو اقعدو فى الضل داك واسقى الشفع ديل مويه من المزيره البارده ديك بيكونو عطشانين اصلو انتو نسوان الزمن ده ما بتتذكرو تسقو الشفع قبل المرقه ..
    قبل ان ارفع راسى قامت سمسمه بتنفيذ توجيهات الزول وساقت الشفع للضل وبدات فى سقايتهم من المزيره وهنا ادركت ان الرجل لا يحده حدود وقمت بسرعه بتغيير اللستك والهروب من المكان والنفاذ بجلدى ..
    كسره : طبعا لو استنين شويه مع الزول ده كان غير لى عبودى البمبرز وغير للعربيه الزيت وما معروف ممكن تانى يسوى شنو !!!!!!!!

  4. نيام كتب:

    افليقا:
    كان غير الكربرتير و ردف سبيكة وغير شمبر زيت وفور اولاد الحرام و نقل الشدرة بعد تغيير الجربوكس..لانو الخواجة ما بفهم ركب ليك الخلف محل نمرة خمسة..تعرف يا افليقا جارنا الظاهر موصي بناتو الصغار انو لو واحد قال ليهم تعالو اركبوا أوصلكم او بيت ناس افليقا وينو ما تمشوا ليهو ..فالشفع راجعين من المولد مكتحين و تعبانين لاقاهم صاحب ابوهم سايق ركشة ..
    – انتو بنات فلان
    – ما عارفة
    – تعالو اركبوا أوصلكم
    – لا لالالا
    – تعال ياولد انت الصغير دا
    – هوي يا زو ل انت قول ايز تسلقنا (عايز تسرقنا)..

  5. حاج أحمد السلاوى كتب:

    الأخت نور لايت .. وبقية الإخوة الكرام ..
    طبعن يا جماعة الخير ديننا الإسلامى الحنيف لم يترك شاردة ولا واردة إلا وضمّنها فى التعاليم إمّا فى القرآن الكريم أو ما تم تفسيره وتوضيحه من خلال السنة النبوية المطهرة . إذن المسالة و تكمن فى مدى إنحيازنا وتطبيقنا لتعالم ديننا.. فعلى سبيل المثال لا الحصر لكم أن تتخيلوا الحرص حتى على تبيان دخول الأطفال ( الذين بلغوا الحلم ) على والديهم وتحديد الأوقات لذلك ومضى ابعد من ذلك وأوضح لنا دخولنا للخلاء وقضاء الحاجة ( هل هنالك دين اشمل من هذا .. لذا سُمّى دين الفطرة التى يولد عليها الإنسان ) فحرى بنا أن نعود ونتبع اتعاليم ديننا الحنيف ونربى أولادنا ونعودهم على هذه التعاليم منذ نعومة الأظفار ( اخوكم البشاوى صرح أعلاه أنو الكبار فات فيهم الفوات ..وقرّب يقول ما منهم فايدة.. تقصد الكواشف ..ولاّ حاجة تانية ؟ )..لأن كل الأمثلة التى ذكرها الإخوان أعلاه ( الزيارات دون موعد مسبق ..التطفل فى شئون الآخرين دون إستئذان ..وكثير كثير من الأشياء التى لو جلسنا لتعدادها لما سمح لنا المجال ) كوووولها تعود إلى الجهل والذى لا مجال له فى زماننا الحاضر حيث أصبح باب المعرفة متاحاً على ( مصارينه ) مصراعيه لمن أراد أن يعرف ويتعلم..
    الشىء الآخر ومزعج فعلاً وموجود مع الأسف الشديد فى مجتمعاتنا السودانية عموما هو تغليب العُرف على الشرع أى البعض يعتبرون أن العادات أعلى درجة من الشرع ..وتسمع الرد دائماً : والله نحنا قمنا ولقينا أهلنا ( يقصد الآباء والأمهات وما فوق ) بيعملوا كدة ..والناس كووووولها بتعمل كدة ..وكلنا عارف الكلام دة عشان كدة ما عاوز أتبحر أكتر من كدة .
    لذا نجد إنعدام الخصوصية فى حياتنا واختلط الحابل بالنابل ( النابل عرفناها لكين الحابل معناها بالضبط شنو ..غايتو ما عارف )..بس أنا متأكد إنو الأمور حتتصلح وممكن تتصلح ..يعنى الحالة مش ميئوس تماماًكما يقول إخواننا الأطباء الكرام..
    ختاما ..وليس آخراً…إلى الله أيها الحائرون…و علموا أولادكم محبة رسول الله وكوووولو حيبقى تمام التمام .. ساعتها ما حنكون محتاجين ننتظر عشان نشوف آخرتا شنو .. لأنها حتكون معروفة لو عدنا إلى الله واتبعنا رسوله…

  6. مُخير كتب:

    الأستاذ نورلايت
    الأعزاء ود الخلا، البشاوي، شاعرنا نيام ، والدينمو أفلايقا
    السمار الكرام سلام وإحترام
    حسناً فعلت أستاذ نيام بذكر الواقعة الطريفة فالطفلة يحفظها الله بعفويتها البريئة حكت قصتنا برمتها مع الخصوصية، إذ يدرك جلنا غياب مفهومها في مجتمعنا، والمؤسف أن تحس بعجزك عن فعل الكثير لتغيير هذه النقيصة المخزية، فكما تفضلتم يستاء الجميع إذا سعيت للإحتفاظ بمساحة خاصة، وصدق أستاذ البشاوي حين قال هذا هو الداء الذي أعجز المداوي، فبعد الخروج من الفضفضة وتعديد المساوئ غير المحدودة ماذا نحن فاعلون ؟؟؟
    في الزمان الجميل كان معمار المنازل يحفظ قدر من الخصوصية، بمعنى حوش النسوان له باب منفصل ولا تدخله إلا بصفقة ونحنحة ويا ساتر….. والدوواين الكبيرة مفتوحة تسمح للرجال بالدخول والخروج كيفما شاءوا ؟؟.
    غير أن الآن أصبحت القصة معقدة فمع إتساع الأسر وإنخفاض الدخول صغرت المنازل ولم تصغر القلوب ومع ذلك يأبى المجتمع إلا وأن يواصل السلوك القديم في الواقع الجديد !!!
    حقيقة الذين يعيشون لفترات طويلة في الخارج يندهشون لكم العشوائية التي نمارسها في سوداننا ويعجبون لما يتكرر من إنتهاك للخصوصية دون رمشة عين؟؟ ولتدليل على تأصلها في سلوكنا تجد البعض يصر على ممارستها في الخارج، شخص تلتقيه لأول مرة فإذ به بعد سؤال أو إثنين لا يتورع أن يسئلك كم راتبك ؟؟ أو هل زوجتك قريبتك أم غريبة ؟؟ وعجايب أسئلة من هذا القبيل، فتحتار في الرد وحتى الإجابة ببرود أو إقتضاب لا توقف سيل الأسئلة !!!
    إنها مشكلة مجتمع بأسره وهي بالجد عويصة وأتمنى أن لا نكتفي بتسليط الضوء على مضارها فحسب بل أتعشم أن يسهم هذا البوست في إيجاد بعض مشاريع الحلول للتغيير. والله أسأل أن يصلح حالنا

  7. نيام كتب:

    الاخ / الاخت نور لايت:
    حدد الجندر بسرعة .. وفي الحالتين مرحب كتير

  8. aflaiga كتب:

    مخير ثرو نيام بعد اذن نور لايت : شفت الادب ده كيف ما زول جديد ما دايرين نديهو فكره سيععه !!
    يعى عاوزين من ناس اتربو خمسه فى اوضه وسبعه اسر فى حوش واحد الحمام مشترك والدوره مشتركه والصالون مشترك والهدوم بتتشد بين الاعضاء مع انو عمر البشير مشى امبده منع الشده قال اى وحده تلبس حقا !! عاوزين من ناس زى ديل يتعلمو الخصوصيه كيف ؟؟؟ واسمحو لى ان اورد هنا نكتة المسطول الجات لقى مرة جيرانم بترضع فى شافعا قام قال ليها :
    مبااالغه حصانى جراى بشكل !!!!
    اها الزول ده الخلاهو يسوى كده شنو ؟؟؟ مش انتهاك الخصوصيات .؟؟؟؟

  9. حاج أحمد السلاوى كتب:

    أفليقا .. الدينمو ..
    يبدو إنو صاحبك المسطول دة سمع بفتوى إرضاع الكبير وما صدَق … تلك الفتوى التى أثارها أحد علماء الأزهر الشريف فى مصر العام الماضى..وأهو برضو خصوصية ..

  10. مُخير كتب:

    شاعرنا نيام: من البوست الأول عرفنا أنها الأخت نورلايت والله يرحم والديك بلاش تفتح لينا أبواب جندر الأخت ماشة كويس خليها معانا في مشاكلنا المشتركة.

    افليقا… يا فردة وقف الرندوق الأخت أوضحت أنها ما فهمت كلام الزوووووووول يعني كيفن حتفهم كلامك وأنت فصيح فما تحوجها لترجمة وتفسير بوستاتك

    السلاوي: إنت يا أبو الحجاج قلت الحل في رجوعنا للدين الحنيف،،، دينا الحنيف ياتو ؟؟؟ بتاع شيخ الأزهر ده ؟؟ …ولا مجلس الإفتاء والدعوة والإرشاد السعودي؟؟؟؟….ولا مجلس الإفتاء السوداني بتاع المطيار ؟؟؟…ولا مجمع الفقه الإسلامي بتاع منظمة المؤتمر؟؟؟،،،،ولا،،، ولا…؟؟؟؟؟؟ ولا ؟؟ أهة الكلام ده براهو عاوز ليهو كذا بوست،،،

  11. والله يا عزيزى مخير اخدتها منى – الموضوع بتاع الفتاوى ده – وانا بجهز فى بوست كارب عشان الموضوع ده

    ومتظر فيهو زووووول وودالخلا يجونى فيهو

    بتاع مشاكل انا شكلى كده

  12. نيام كتب:

    مخير:
    العزيز مخير ..كلو منك..كيبوردك رجالي اوي..
    ” الأستاذ نورلايت الأعزاء ود الخلا، البشاوي، شاعرنا نيام ، والدينمو أفلايقا”
    افليقا:
    انتو سايبين البيت كلو و عايشين في اوضة..

  13. مُخير كتب:

    عزيزنا الشاعر بوجعنا نيام: لك بالغ أسفي وإعتذاري، الجمل ما بشوف عوجة رقبتو لقيت روحي أنا الضللتك خاطبت الأخت بـ (أستاذ) والخطأ مطبعي والعتب على النظر ، والله الكُبر حصل عل مرة مرة بنتخفف ونكتب ونشوف من غير نضارة وأهو النتيجة زي ما حضرتك شايف، فلك العتبى حتى ترضى.

    استرايكر: ياخوي الله يكفينا شر المشاكل، من قلها يعني ؟؟؟ كدي قبل ما تنزلو راجعو كويس وخليك في النهج المتزن أطرح الموضوع للحوار وما تفتح لينا أبواب معارك في غير معترك، شايف حبيبنا الباشمهندس ده كهربتو عالية.

  14. الغبشة كتب:

    مرحب بالاخت نور معليش جات متاخره……………….
    شعبنا الامزونى اعجب شعب ماتقدر تحدد نحنح شعب متساهل ولا متسيب عشان كده بنكون مرات لا عارفين البنعمل فيه ده صاح ولا غلط ,يعنى مثلاً لاقاكم شعب غيرنا ممكن تمشى لزول فى بيتو وتفتح الباب من الخارج الا عندنا,اى زول معلق سلك فى باب الشارع يعنى اتفضل ادخل((الكلام ده ما عند ناس المقرن ولا عندكم سلك برضو؟))اى مكان تانى تلقى الباب ما يتفتح الا من جوه وبعد ما يعاينوا من العين السحريه ويشوفوا منو,اها نقول نحن كريمين وبنحب الضيوف ولا متسيبين وعلمنا غيرنا يدخلوا فى خصوصيتنا؟
    فى حلتنا وحينا جوه العاصمه مافى حاجه اسمها تدق الباب لانك لو دقيت معناها انت بتعتبر نفسك ضيف والحله شايفه انهم كلهم اهل اها زى الحاله دى نعمل شنو؟
    ما بنقول انها ما بتتغير لكن زى ما قلتوا التغيير صعب
    والى لقااااااااءءءءءء

  15. محنك كتب:

    الخصوصية
    كل ما يؤثر عليك بصورة مباشرة او غير مباشرة يخصك ولكن دعونا نقسم هذه الخصوصية ونرى هل هناك ضرورة لمعرفة اشياء وغياب اخرى

    اولا خصوصية العلاقة الزوجية وقد احيطت بسياج من السرية فى جميع جوانبها والصحيح عدم التدخل ابدا الا فى حالات الضرورة القصوى الشرعية بالاصلاح بينهما اذا تعدت المشاكل محيط الزوجين
    ثانيا : خصوصية الابناء والبنات وهى خاصة بالابوين والقوامة فيها للرجل وتشمل كل ما يختص بالتربية السليمة فعليك عدم امر الطفل بشئ الا ان تكون معلمه . او ان يكون الشئ به خطر عليه ، فى غير ذلك تتحدث مع وليه منفردا اذا همك الامر .
    خصوصية العلاقة بين الابناء والاباء والامهات ( عكسية ) وهى لما توجبه من رحمة او عذاب وكون الابن او البنت بالغا للرشد التدخل بعد مراحل كثيرة وفى اضيق نطاق بالتذكير الذى ينفع المؤمنين

    خصوصية مرتبطة بكل افراد الاسرة من الناحية الاقتصادية والصحية والتربوية قد يشترك فيها اشخاص اخر ولكن يجب الا يتقدم دورهم على دور الاولى فالاولى .

    اما ما يتصل بالسلوك خارج البيت ومكا يؤثر على الآخرين فهو ليس خاصا . فوقوف افليقا خاصا به الا اذا اغلق الطريق امام سيارتى فساحاول ان اعينه للانتهاء بسرعة او دفع عربته عن الطريق . الا اذا طلب عونا او كان الشخص مريضا او ضعيفا وطلب المساعدة .

    ثم ياتى تدخل الحاكم بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر واقامة القوانين فليس من الخصوصية انتهاك القوانين

    ولكل حقه الاولية للاباء والامهات . ثم المعلم المربى فى كل المراحل ثم الاسرة . فمن كان ابوه موجودا فامره اليه وليس لى الحق فى ذلك حتى لو كنت عمه الا ان اخبر اخى بلطف الى ان ينصح ابنه

    طيب يا جماعة ادونا من عندكم شوية ومتاكد انى حاولت فقط والناقص كتير فمن ياخذ عصا المداولة

  16. Nourlight كتب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الاخوة والاخوات الاعزاء …اشكركم جزيل الشكر علي القراءة والاهتمام بالمقروء والرد والتفاعل…

    ود الخلا…
    احيك يا اخي علي الجرأة والاقدام كونك كنت اول القراء المعلقين ..وقد جاءت اضافتك لمادة المقال طيبة و قد اعجبني الحديث الشريف الذي اضفته والذي كان متوافقاً مع الغرض وافاد كثيراً في دعم الفكرة…
    طبعاً اتفق معك ان الثقافة الغربية غزتنا دون توقف عند حد الخصوصية …وصدروا الينا من ثقافتهم السلبي فقط ولم نحظي بالاستفادة من تجربتهم في تبني المفاهيم الاجتماعية المثمرة…

    البشاوي…
    اعتقد صادقة “صححوني ان كنت مخطئة” ان هناك من يمارس هذه العادة “الرذيلة” عامداً وبدافع من داء نفسي او علة…بالنسبة ل “عواطف” فهي “اسلوب حياة” او life style
    وكم اسعدني اقتراحك ببدء بناء المجتمع من جديد …بدءاً من الاطفال…

    ولي عودة بالطبع لمواصلة النقاش الذي اصبح في منتهي التشويق والاثارة…

  17. البشاوى كتب:

    نور لاايت
    التفاعل الراقى الذى صاحب مداخلات الاخوة المدونون يعكس بقوة حجم المشكلة التى تناولها البوست وأهمية العلاج
    فلنكن كلنا يدا واحدة فى حماية خصوصياتنا كل منا يبدأ من بيته ومن ثم محيط
    عمله ومحيط سكنه – نعم لانتوقع استجابة فورية ولانتعمد احراج المتطفلين
    ونصبر

  18. الأخت نولايت
    (ولي عودة بالطبع لمواصلة )
    فكيها شوية عزيزتي انت ما بقيتي ست بيت ادينا شويت دارجي انشاء الله أميريكان

    قالوا واحد من طلاب جزر القمر البقروا لغة عربية للناطقين بغيرها في جامعة افريقيا العالمية في الخرطوم كان راكب في حافلة (أي بص صغير) و قام عاوز الباقي من الكمساري
    فقال له: لقد أعطيتك عشرة جنيهات و لما كنت سوف اترجل من المركبة في المحطة التالية أرجو أن تعيد لي متبقي قروشي البالغة تسعة جنيهات مع الشكر
    قام الكمساري استغرب لكن بخفة دم قال ليهو: صدق الله العظيم

  19. Nourlight كتب:

    السلام عليكم او كما طلب الاستاذ عزت..ازيكم 🙂

    وابدأ معكم من جديد بالرد علي المداخلات والتعليقات …واعاود الاشادة بود الخلا الذي لم تزعجه المادة “الجافة” للمقال بل ربما استفزته وجاد علينا ببعض الملاحظات عظيمة الفائدة…وأبدأ به مرة اخري…

    ود الخلا المقدام…

    انا لست ضليعة بالسياسة واحاول ان اتجنبها واعتقد انها امر يجب ان لا يتدخل فيه من لا يفهمه وانه هناك اناس بعينهم يصلحوا لان يكونوا سياسيين لصفات فيهم بالفطرة واخري اكتسبوها…لكن ما يحدث لنا وللعالم في الفترة الاخيرة اجبرنا علي الاهتمام والتفكير ومتابعة السياسيات المدهشة التي ظهرت علي ساحة الاحداث…وتكونت لدينا آراء وانتقادات ربما لما يحدث..بالطبع فان هناك انتهاك خصوصية بشع..خصوصية شعوب …ولكن “ان كان ذلك يجعلنا نحس بالعدل” فان شعوبهم ايضاً تعرضت للتجسس علي مكالماتهم واُنتهكت خصوصيتهم و لكنهم احتجوا علي ذلك…واتفق معك انها معركة ثقافات بما في ذلك الدين والعرق..و لم تجد الاخلاق ولا العدل مكاناً فيها وصدق من قال ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة…ومتي تكون السلطة مطلقة الاحين يركن المحكوم الي الضعف والاستسلام والتخلي عن حقه.

    نيام…
    والله كلما تتبعت علة او مصيبة وصلت الي الجهل في آخر المطاف!
    والشخص “او المجتمع” حين يتسع افقه يمكن ان يعالج مشكلته بكل وعي..يعني هناك مشاكل صحيح وليس هناك من هو معفي من المشاكل ولعلل..لكن التعامل معها يتم بدراية ومن ثم تُعالج وتختفي ..اما مشاكلنا فهي قائمة من زمان ولن تنتهي الا اذا اردنا لها ان تنتهي…ما زال وراءنا الكثير من العمل..اتشوق فقط لأن نبدأ..

    افليقا…

    بكل اسف فان هذا “المتطفل” لن يكون ابداً بمستوي آمالك منه…لاحظت انه لا ساعدك بتصليح العجلة ولا جلب ماء ل”سمسمة” ولا حمل عنها “عبود” ولذلك هو عديم الفائدة الا في التطفل والثرثرة فهو مبدع كما استعرض عليكم مقدراته…و في تقييم عام لاداءه اثناء ازمة العجل “محل الدراسة” كان اداءه ضعيف واثبت انه عديم الفائدة مزعج!!

    حاج احمد السلاوي…

    صحّ لسانك يا شيخ!
    بالفعل فان احد اهم مشاكلنا والتي تتفرع منها مشاكل اخري كثيرة ..هي مشكلة اعلاء العرف علي كل ما غيره من المفاهيم…العرف يعلو علي الدين عندنا..وعلي الحق ان اردت وعلي العلم وعلي التجربة الانسانية ان لم تتفق معه…والمشكلة انه قدييييييم وحرام ان تُسجن امة في تاريخ عفي عليه الدهر…

    مخير…
    اعجبتني الروح العملية عندك وكونك “جبت من الآخر” وتريد حلاً” اكثر من نقاش..وان كان الحل “ينبع” من النقاش…عندي اقتراحات وربما يتفضل الآخرون الكرام فيشاركوا ببعض الاقتراحات..

    1. الايمان بحق الخصوصية “لنا ولسوانا”
    2. الحرص علي خصوصيتنا والغيرة عليها و الحفاظ عليها بكل ما نستطيع فهي قيمة انسانيتنا …
    3. الحفاظ علي خصوصية الآخرين كذلك والكثير من الناس قد يشعر بانه لك قناعات معينة و “ربما” لن يتجاوزوها معك.
    4. توضيح حدود الخصوصية للمتطفلين بكل وضوح..مثلاً ..”لو سمحت دا موضوع خاص وانا آسف ما هاقدر اتكلم فيه فاعذرني” وحتي ما تتخيلو انه انا بقول كلام نظري..انا مريت بموقف مماثل من حوالي شهرين تقريباً و كان هناك شخص اراد ان يناقش معي موضوع سمعني بالصدفة اتحدث فيه مع شخص آخر..فقلت بالحرف الواحد “هل وجهت لك انا كلاماً بهذا الخصوص؟” فقال لا بس سمعتك تكلمي فلان..فقلت له كلامي مع فلان كان يفترض ان يكون كلام خاص …وان كنت قد سمعته ..ودا خطأ جسيم ..لكن كان يفترض ان يكون خاص ..وعلي اية حال انا آسفة لاني ما هاقدر اناقش معاك شئ خاص ..وما زال بالنسبة لي رغم انك سمعته عفواً…فقال ذلك الشخص..انا لم ا”اتصنت” فقلت له “انا لم اتهمك” لكن طبعاً المعني ربما وصل عبر الموقف نفسه..
    انا بيني وبينكم احسست بحزن من الموقف الذي وضعته فيه برغم اني لم اظهر التعاطف …لكن اكيد انه الموقف كان فرصة كبيرة لتلك الشخصية ان تتعلم منها شئ هام جداً كموضوع الخصوصية…وان كانت نفس الانسان عزيزة فلينأي بها عن مثل تلك المواقف التي قد تعرضنا لمواقف ربما لا تتناسب مع كبريائنا الداخلي.

    وراجعة..

  20. Nourlight كتب:

    يا ناس المدونة ازيكم وان شاء الله كل الامور تمام …

    نيام…
    لو ناس سعيد محتاجين لزيادة عدد ما في مشاكل…لكن الجندر عواطف…وشكرن

    افلايقا…
    القصة التي اوردتها جعلتني احس انه المشكلة دي ميئوس من حلها …لانه ما جاء فيها ما كان اقتحام خصوصية وبس..كان معاها صفاقة ودا هو الغالب عند من لا يحترم حق غيره…وعامل نفسه ما عارف وين حده!!!
    انا كنت قد توصلت بذكائي “الفوق المتوسط” الي انه هناك لغة متعارف عليها بينكم “الراندوق” هي طبعاً شكلها لطيفة وانا تعلمت منها بعض الامور زي “عواطف وسعيد” لكن هي تُشعر الجديد بينكم بالغربة وعدم احتواء المكان له…لو تكرمتم بتنويري بها …حتي طبعاً اتمكن من التواصل معكم بشكل اكثر جدوي…

    مخّير…
    انا شخصياً “ان كانت لتجربتي الحياتية كبير قيمة”..لم ادرك المعاني الكبيرة من الدين وفيه حين ركنت الي الشيوخ و ندواتهم ومحاضراتهم وبرامجهم…وجدت الدين قريباً مني لما قرأت القرآن والحديث وحدي وحاولت ان افهمهما بفهمي العادي البسيط..وما التبس عليّ قرأته في كتب التفسير ..لكن النأي عن التعقيد من اهم ما قرب الدين وجعله اسهل تطبيقاً بالحياة اليومية…ويبقي القرآن اهم ما نأخذ منه ديننا..ثم الحديث وسيرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام…

    الغبشة…
    تحياتي لكي يا عزيزتي ..
    هو بالفعل تختلط المفاهيم والمسميات مع بعضها ..وبعض الناس يفعلونها عمداً حتي يعم نوع من ال confusion وهذا مخيف بالنسبة لي لانه من عمل الشيطان الذي يبدع في تسمية الامور بغير اسمها حتي لا ينتبه العبد الي ما يفعله ويصيبه نوع من التشكك حول بعض الامور التي هي معصية بيّنة…فنجده يسمي الخلاعة حرية شخصية …والرقص فن مثلاً ..والمجون تحرر والتعري جمال يليق بمخلوق جميل كالمرأة والذي لا يري هذه المعاني السامية في المعاصي لابد انه مهووس يبحث عن السوء في الجميل من الاشياء… فيسكت العاقل خوفاً من النقد والهجوم ….لكن ان كانت الرؤية واضحة في اذهاننا فلا يمكن ان تشوش علينا مثل هذه الاشياء والخطط المكشوفة…سواء من ابليس او غيره..
    فالتطفل شئ مزعج وليس مفيد و المتطفل يستغل هذا التشوش ليمارس هوايته ..لو يفعل ذلك شخص طيب النية و ” حقّاني” معترف بأن لغيره حقوق كما له.. وامين..سيشعر بالذنب حتي وان كان جاهلاً لا يعرف كيف يقرأ ويكتب…فاهماني؟؟

    محّنك…

    مرحباً بك الي النقاش الذي استنار بوجودك…
    واشكرك باسم جميع الحضور علي اضافتك للتصنيفات واضافة التسميات…
    واتمني واننا قد اتفقنا علي مذمة هذه الظاهرة و “شجبنا وادّنا” المتطفلين ان نسعي لحل هذه المشكلة بمجتمعنا وان لا نكتفي بمجرد الشجب والادانة والشعور بالاسف …ويدنا بيد بعضنا البعض…واتمني ان لا يكون مجرد شعار برّاق..

    البشاوي…
    انا فعلاً سعيدة اني وجدت هذا المجتمع الذي فيه من يقول فلنغير ولنصبر…
    و فيكم الآباء وفيكم العلم والمقدرة علي اظهار القبيح قبيح…لنبدأ بأطفالنا وننفرهم من هذه العادة ولنعلمهم كيف يصونوا خصوصيتهم ومساحتهم الشخصية بكل شراسة وايمان بالقضية…

    وكلمة السر في القضية “محل النقاش” هي “الصبر” لأن للمتطفلين اساليب كثيرة و “جبانة” كلها مضادة للصبر وتؤدي الي فلتان الاعصاب…وكما قلت لنبدأ من مجتمعاتنا الصغيرة …و موفقين ان شاء الله…

  21. Nourlight كتب:

    افرد مساحة خاصة للرد علي اخي عزت بقي ريتش…لانه اثار نقطة تهمني واعاني منها وربما يخدمني الكلام عنها معكم…

    حين يغيب الشخص عن السودان “ان شاء الله شهرين” يرجع يلاقي الناس بتستعمل مصطلحات جديدة وعليه ان يجتهد “ليلحق” بسرعة ويتابع ويكون قادر يستوعب علي الاقل ما يدور في الحوارات…انا فشلت في المتابعة و اصبحت في غالب الامر ..بكل اسف لا افهم ما يقوله بني جلدتي..ولذلك تجدني شديدة التمسك بالفصحي خصوصاً حين اكتب..حتي لا ابدو كالبلهاء اسمع واتلفت ولا ارد او اسأل كالطفل عما يقوله الكبار او اضحك واسكت بكل تخلف!!!…ولو انه يبدو اني ابدو زي بتاع جامعة افريقيا في قصتك..لكنه احلي الامرّين علي كل حال…

    طبعاً دا بعيد عن قصة تنوع اللهجات في السودان وعدم وجود ضوابط علي الدخيل منها ..يعني الانكليزية مثلاً “شايفين الجرأة في المقارنة” …هناك ضوابط دقيقة علي ما يدخل علي كلام العامة علي انموذج اللغة الاساسي ومهتمين بشدة بتصنيف المصطلحات ومتي يتم استعمالها “سياق رسمي ام مع الاصدقاء او في الشارع بشكل غير رسمي” وكذلك اللغة الفرنسية اكاديميتهم صارمة التشدد بخصوص الدخيل علي اللغة…طبعاً انا هنا اتمني ان تبقي اللهجة السودانية كما هي مستمدة من اللغة العربية “بحيث يسهل علي اللما فهم انه يخمن”…لأنها الان مليئة بمصطلحات لا اعرف لها لا راس ولا رجلين!!!

    واعذروني….

  22. عذرك معاك و انشاء الله يا نورلايت “تتعلي ما تتدلي”

    دا الكلام….مرة مرة يستطيع الدارجي أن يعبر لك تماما لما تريد قوله … لكن بالطبع اللغة العربية لغة جميلة و حلوة فهي لغة القرآن و تناولوها الشعراء الما كانت عندهم شغلة وقتها شي “جناس” و شي “طباق” و لكنهم برعوا و استعملوا أحلى العبارات لوصوف ما يريدون … من فرس امرؤ القيس لي مشية هريرة…

    هسة أحلى التعبير دا:

    و جيت في شارعك أتمشى
    لقيتك عايمة زي قشه
    تماثيل تضوي في قلبي
    وحنة تشيل علي الهبشة

    و الا دا:

    وقــــد أراهــــا وســـط أتـرابـهـا ** في الحي ذي البهجةِ والسامر
    كــدمــيــةٍ صــــــوّر مــحــرابـهـا ** بــمـذهـبٍ فـــي مــرمـرٍ مــائـر
    أو بـيـضةٍ فـي الـدعص مـكنونةٍ ** أو درةٍ شــــيـــفـــت تـــــاجــــرٍ
    يـشفي غـليل الـنفس لاهٍ بـها ** حـــوراء تُـصـبـي نــظـر الـنـاظـر
    لـلـيست بـسـوداءَ ولا بـعـنفصٍ ** تـسـارق الـطـرف إلــى الـدّاعر
    عــبـهـرةُ الــخـلـق بــــلا خــيّـةٌ ** تــشــوبـهُ بـالـخـلُـق الــطـاهـر
    عــهــدي بــهــا قـــد سـربـلـت ** هـيـفـاء مـثـل الـمـهرة الـضّـامر
    قـد نـهت الـثدي عـلى صـدرِها ** فــي مـشـرقٍ ذي صـبـحٍ نـائِـر
    لــو أسـنـدت مـيتاً إلـى نـحرها ** عــاش ولــم يُـنـقل إلــى قـابـر

    بالطبع لكل حلاوته

  23. Nourlight كتب:

    بروفيسر عزت بقي ريتش..وان شاء الله دائماً ريتش
    شكلك مصّر علي العامية..بل ومعجب بها… وسقت دليل لا يمكن رفضه…
    وانا من جهتي ما عندي مانع…لكن المهم افهم
    يعني اخاف اني اتورط في حاجة انا ما فاهماها…
    و يا ريت تسمحوا ليّ بالاحتفاظ بحق الاحتجاج لو ما فهمت 🙂

  24. Nourlight كتب:

    سلام من جديد برواد البوست و ارحب من جديد بود الخلا…

    واشكرك اولاً علي الرؤية الواعية للقضية…وعلي اقتراحاتك لحلها وعلي تأمينك علي ما ورد من الاقتراحات…وعلي اهتمامك بها كواحدة من الامور التي تؤثر سلباً علي المجتمع و افراده دون ان ينجح احد في الاشارة اليها بشكل مباشر نسبة لحساسيتها..

    ومن بين ما ذكرت واثرت من نقاط…تقفز الي ذهني جزئية هامة اود التعليق عليها…

    وهي انه في سعينا للاصلاح الاجتماعي وفي ظل الظرف الحالي والذي كما تعلموا فيه ان المنهج الدراسي يخلو من و متخلي تماماً عن مواد تسهم في بناء الطفل نفسياً او تطويره من ناحية الشخصية وتدعيم الاخلاق المثلي أو حتي التقويم..وايضاً فاننا نعاني من تناسي الدولة لمدّ الآباء والامهات باي مواد تنويرية تعليمية توجيهية تربوية يستفيد منها الوالدين في تربية الابناء ..والدولة في الاساس لا تتبني منهج معين او لها اهداف معينة ومطروحة بوضوح في مجال تربية الاطفال ..بمعني انه لا نعرف بالضبط كيف تريد منا الدولة تربية ابنائنا وما هو توجهها ونهجها في ذلك..والاهم ماهو اسهامها…و اصبح يُعتبر امر التربية موضوع و خيار شخصي علي كل والد ان يختار بشكل كامل و فردي ماذا يريد لابنه وكيف يريد تنشئته رغم ان هذا الامر بالذات من اهم واول مهام وزارات التربية والتعليم وحسب رؤية الجهة التي يفترض انها تقود الريادة الاجتماعية والتربوية في البلد…
    في ظل هكذا وضع…تكون مهمتنا عسيرة …وربما نتخبط كثيراً حتي نصل لكيف ومتي وماذا ولمّ…

    لكنه تحدي وعلينا اجتيازه رغم الصعاب…
    وهو كما أراه طوق نجاتنا من ما يعصف بنا من ريح عاتية…في يمّ لا يرحم..

    ولا اسكت الله لك حساً…

أضف تعليق