هـــجـــرة رجــــل

Posted: الأربعاء,28 أكتوبر, 2009 by التركى in إجتماعية

حاتم الابن الأوسط لاسرة أثرت بعد امتهانها الاغتراب بشتى سبله . وجيه الى حد ما درس

      وتخصص باوربا  متزن ومثقف لحد بعيد محبوب من كل المعارف والأصدقاء لطيبة قلبه

      وحلاوة لسانه . 

ايمان فتاة من اسرة متوسطة الحال والابنة الوحيدة بين خمسة أخوة. قليلة الكلام كثيرة الاهتمام تأثر

       كل من جالسها بدقة تعابيرها وعمق كلماتها تخفى دائما آلاما وراء ابتسامتها المصطعنة

       باتقان وأدبها الجم.

عثمان الابن الأكبر الذى ضحى من أجل تعليم أخوانه الستة ورعاية والديه اللذين اهلكهما تعب

 السنين دون طائل يذكر. جمعت الجيرة بين عثمان وايمان مثلما جمعت الغربة والعمل بينه وبين حاتم. لم يكن يدرى عثمان أن زواجه من عطية قريبته سمحة الخلق مقبولة الهيئة سيغير حياة واحد من أعز اصدقائة. بل لم يلاحظ اهتمام حاتم المفاجئ بمشاهدة فيديو فرحه حتى ضبطه يوما متلبسا فى اندهاشة محدقا على الصورة الظاهره أمامه وكأنه قد أوصى مصور الحفل بالتركيز عليها. انها هى ايمان لاغيرها, بقدرما فرح عثمان للحدث بقدرما حذر صديقه لأن ايمان صعبة المراث وقد صدت كل من حاول التقرب اليها بشكل جعل الكل يعمل ألف حساب قبل أن يتجرأ ويخطو على هذا الدرب .

كانت فرصة سانحة لحاتم وهو يغادر الى السودان محملا بالهدايا من اسرة عثمان لعائلته ومعارفة المقربين فحاول كثيرا حتى حظى بمقابلة ايمان لأكثر من مرة وبتخطيط من عثمان وأخواته, بالرغم من ابدائه حسن النية والدخول من الباب ان ارتضت ايمان الا أنه لم يحظ منها بأكثر من رقم هاتفها ووعد بالنظر فى الموضوع مما أذهل الجميع بما فيهم عثمان كيف لا وايمان التى لم تكن لترضى حتى الحديث فى مثل هذى المواضيع قد أعطت الضوء الأخضر لحاتم أهى براعة وحنك حاتم أم آثار سنين عمرها التى شارفت على الثلاثين.

عاد حاتم مزودا برزمة من الآمال ورقم هاتف يطوى المسافات ويبل الشوق, تكررت المحادثات وتطور الأمر الى مسنجر وفيس بوك وكلما خطا حاتم خطوة الى الأمام ارجعته ايمان خطوتين الى الوراء فيزداد شوقا وهياما وتزداد شفقة وخوفا. وفى احد ليالى السمر الماسنجرى طلب منها حاتم تحديد يوم لأنه ينوى الحضور والزواج فورا على سنة الله ورسوله. عندها لم تتمالك ايمان نفسها وأخبرته بأنها طيلة الفترة السابقة حاولت جاهدة أن تكون طبيعية وتحبه مثلما يفعل غيرها من بنات جنسها لكنها لم تشعر نحوه سوى عاطفة  الأخوة والصحبة الجميلة وأنها منذ عرفت نفسها لاتشعر بعاطفة نحو الرجال بل أنها تحب بنات جنسها مثلها مثل أى رجل فى الوجود.

لم ييأس حاتم بل حاول شتى السبل لاقناع ايمان بأنه كفيل بأن يجعلها تشعر بكينونتها وأن يعيدها الى طبيعتها كأى  فرد من بنات جنسها  وان تطلب الأمر مراجعة الأطباء بانواعهم لأن حالتها فى نطره ماهى الا كابوس خيم عليها نتيجة تربيتها وحيدة وسط جيش من الاولاد. تحت هذا الاصرار والأعجاب الذى بدأ يطرأ على ايمان بمصداقية وحلو مشاعره مع منطقه الذى تتمنى أن يكون صحيحا قبلت بعقد قرانهما بشرط أن يمهلها حتى تشفى تمام .

تم الزواج وسافر العريسان الى شهر العسل الذى قضياهو بين عيادة الأطباء ومعامل التحاليل والتى اظهرت أن ايمان لديها خلل بالهرمونات . رجع الزوجان من شهر العسل وتحت اصرار حاتم المستمر غادار الى امريكا قبل أن يبدأ سؤال المتطفلين (مابقيتو تلاتة؟) ….

 أظهرت التحاليل الأخيرة أن هرمونات ايمان غير متكافئة وأن جراحة تحويلها الى رجل أسهل بكثير من بقائها كأنثى والذى يتطلب عمليات جراحية معقدة أيضا …   فى ذلك اليوم اتخذ الاثنين اصعب قرارين فى حياتهما …. حيث طلق حاتم ايمان رسميا ودخلت ايمان (عفوا أيمن) غرفة العمليات وكانت لحظة سعيدة وهو يفتح عينيه ليلقى آخر نظرة على حاتم والذى ما أن اطمأن على صحة أيمن غادر الى ولاية أخرى ليبدأ حياته من جديد وأنتظر أيمن أكثر من شهرين ليبدأ حياته الجديدة …

الوقوقف بين لافتتين :-

+ أتمنى الا تركز التعليقات على الجانب الدينى .

+ هناك اسر كثيرة على علم بحالة ابنائهم منذ الطفولة لكنهم يتغاضون عنها (خاصة اذا كان التحول

    من ايمن لايمان) مما يولد عواقب وخيمة.

+ اولادنا المغتربين هووى خلو زواج الصور والفيديو دا وتعالو بعضمتكم … ياقسيم الريد تعال لى

    تعال ليا وتعال.

التعليقات
  1. الزهراء كتب:

    التركي: لك التحيه
    عارف الجميل والممتع في القصص دي انو يصعب علي الانسان التنبؤ بنهاياتها

    لله درك يا رجل

  2. د.ياسين شمباتى كتب:

    الحبيب التركى..سلامات يا زول يا رايع..

    ما ادق وصفك واجمل سردك والدرر التى تختبئ وراء الكلمات وتفاصيلها..انها كلمات متجاورة مكانا ومتجاوزة زمانا…

    اجدنى من اشد المشجعين للعمليات التى تقطع الشك باليقين وتعيد التوازن النفسى الداخلى,,ولا تعارض بين العلم والدين هنا,,حيث ارجع الفقهاء الامر للفحص العلمى والهرمونات والتشريح الداخلى وغيره من اداوت العلماء..

    الكلام كتييييير وبنجيك كان حيين وما متنا..

  3. الزهراء كتب:

    التركي: انا ما واجعني في الموضوع الا ام ايمان قصدي ام (ايمن)
    صفت على 6 اولاد بعد ما صارت وحيدتها ابنا سادسا لها
    ويا لحسرة ومرارة حاتم الذي زرع احلامه وسقاها ورعاها من اجل فتاة احلامه

  4. nono كتب:

    التركي

    احيك بس نهاية الافلام الهندية ده !!

  5. سماسم كتب:

    التركي منتهى الروعة

    بس نقول لي حاتم تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن……

  6. محمدحسن كتب:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السَلامُ عَليكمُ يا أحباب
    وَ فائقُ التحِيـَّة وَ الإحترام لهكذا قلمٌ وَ فِكرٌ وَ اسلُوبٌ وَ ابدَاع
    أخونا التركي
    وَ مَا شاء الله
    وَ كما أضاف أخي ياسين لا تـَعارُض بينَ العلمِ وَ الدين هُنا
    بلَ بحمدِ الله وُضِعت تـشارئع مُحَدَّدة لِعلاج تِلكَ ( الأوضاع المَصيريَّة )
    عَلى حَياة الفردِّ منـَّا.
    فلا خـُوف إن انساقَ المَوضـُوعُ عَنهُ إلى حُكم الدِين هُنا فـُهُوَ ما كان ليخرجُ بهِ
    بل سَيُضِفُ إليهِ الكثير.
    ^

    وَ أعودُ إلى حقيقة بالغِة الأهميَّة
    خـَاصَّة وَ قد عَايشنـَا ( أوضاع مُحزنة ) لأفرادِ منـَّا وَ بينـنـَا تـَاهُو فِي تـَحديد ( الهَويَّة ) أذكرٌ أم أنثى في أقسام جراحَاتِ المَسالِك البَولية وَ التناسُليَّة !
    وُ كــُنــَّا نــَتــَعَجَّبُ في حَالات كثيرَة أن كيفَ لمْ يَلحظِ الأهلُ تلكَ الدَلالاتِ الجَسَدِيَّة الظـَاهِرَة عَلى أطفالِهمُ وَ ذاكَ ( الخـَلل ) فِي نـُمُوِّ أجسادِهمُ إن ـ فقط ـ قـَارَنـُوهـَا بالأطفال في أسرهمُ وَ حَولهم !
    مُوضـُوعُ خـَطرٌ مَصيريٌّ وَ هَام
    وَ عَلَّ الذِي أفسدَ أمرهُ حَولنا
    هُوَ طريقة تـَدَاول أهل الإعلامِ وَ الصَحافة لهُ
    مَواضِيعَ سَاخنة حَمراء
    فأفسدُوا عَلى المُعانين مِن تِلكَ الأوضاع الإعترافَ بها فعِلاجهـَا

    ^

    وَ تبقى أحرُفك التِي صَاغتـُهُ لنا قِصَّة تـُوجزُ مَآساة كادَت أن تـَقعَ
    لولا ستر الله وَ حِكمَة وَ طيـبَة وَ صَبرَ وَ شـَهامَة ( رُجُولة ) بطل القِصَّة الحَقيقيَّ هُنا ( حَاتِم ).
    🙂

  7. د.ياسين شمباتى كتب:

    الحبيب التركى..جيتك تانى..

    كمان ذكرت ليك نقطة مهمة الا وهى زواج المغتربين عن طريق الفيديو او الصور او حتى الترشيح فقط من المعارف,,حتى المقيمين بالداخل يقعوا فى مثل هذه الحفر..المطلوب من الزواج غيرر اكمال نصف الدين والشرائع الربانية,مطلوب السكينة والامن والطمأنينة والمودة,,ودى نااااادرا ما تجى من شخصية غريبة عنك او انت غريب عليها,,ولا ننكر انو فى بعض الزيجات تمت بنجاح ولكنها نسبة قليلة مقارنة بتلك التى تنتهى بالطلاق والكوارث الاجتماعية..

    محتاجين نراجع نفسنا شديد فى حتة اختيار الزوجة دى..

    الحبيب محمدحسن..سلام..اشارتك لشهامة (حاتم) مهمة وبتودينا على حتة الاصلاح المجتمعى واحتياجنا لزيادة الوعى الاخلاقى والدينى والاجتماعى وتقبلنا للواقع ومحاولة معالجته لا تجاوزه فحسب..ليتنا كلنا (حاتم)..

  8. طارق أب أحمد كتب:

    عندما خرجت الآلهه القامبتى لقتال الأعداء ومعها المحاربون الأشداء تخلف بعض الجبناء و إستقروا فى العراء لا هم مع العسكر ولا هم مع النساء

    وصل الخبر للآلهه القامبتى فدعت عليهم أن لا أنتم رجالا كنتم ولا مع النساء صرتم ,,,, ومنذ ذلك الزمان صارت مهمة من لا هم و لاهن قرع الدفوف و نفخ المزامير عند خروج الجيوش أو عند الأحتفالات الدينيه الهندوسيه

  9. التركى كتب:

    الزهراء : شكرا على المرور … الأم ح تتألم طبعا خاصة لو
    كانت عارفة حالة ايمان منذ الطفولة … الكلام على
    الخوان المنتظرين اختهم تجيب ليهم ولد جاتم هى
    ذاتها ولد ..

    شمباتى : أهلا بيك ياغالى, كلامك فى محله والقصد اننا
    نتطرق للمجالين مع التركيز على النتائج
    الاجتماعية.

    نون : شكرا ليك والنهاية اصلها كانت تركية لكن مع لخمة
    المغارب ديك الفكى لخبت البرطمانيات ..

    سماسم : حاتم هنا كان مثال لنكران الذات وعمل بمبدأ, اذا
    كنت تحب فعلا فأفعل مابوسعك لاسعاد من تحب
    وان ادى ذلك الى فقدانك له … (أنا البى كله
    هين أريتك تبقى طيب) .. تسلمى

  10. التركى كتب:

    محمد حسن : شكرا ليك ياذواق, المشكلة بتكون لما
    (الضحية) مايكون فى شئ بارز منه لتحديد
    هويته التانية أو يحاول الأبوين اخفاء الحقيقة
    دى وكم من مآسى انتهت بالانتحار أو القتل
    أتمنى انو تكون فى حملات توعية من طلاب
    الطب فى جولاتهم الطبية على الارياف
    وتوعية شاملة من شتى وسائل الأعلان دون
    التعرض للتجريح أو الحرج بين للمشاهدين ….
    فعلا حاتم كان رجلا فى كل شئ .
    د.شمباتى : اهلا بيك تانى, أشاركك الرأى النفوس لو
    مااتآلفت بتكون الحياة الأسرية اشد
    قسوة ,اعتقد أن من أعجب بك فى صورة او
    لقطة ماهو الا اعجاب بجسد غير واضعا فى
    حساباته صفاتك الأخرى وأتعجب لمن تقبل
    بمثل هذه المعيار لبناء اسرة (مع احترامى
    لفكرها وأسبابها). الاسبوع الماضى فى
    واحد شاف صورة بتى الصغيرة تصور قال لى
    عرسها ليا ؟؟؟ أديتو عنوانها قلت ليهو لو
    اقتنعت بيك ألف مبروكة عليك من هسع..
    أب أحمد : الف مرحب بعودتك الحميدة وشكرا على المرور
    ياغالى .

  11. مُخير كتب:

    الأخ الأستاذ التركي
    الحبان في كل مكان
    1) دعني بداية أن أثُمن عالياً الفكرة والدقة والعمق في هذا النص، وأقنعتنا بأن هكذا هي نصوصك دوماً، ونُحي سعيك الجاد لطرق غير المألوف وحتى الغريق البيخوف والما بنهبش والمسكوت عنه، وقمة الجرأة أن تتناول القصة في محورها حالة الخُنثى، وأن تقدم الحل العادل في الخاتمة وهو المعالجة الطبية للحالة وإحالتها إلى الجنس الأقرب دونما حرج ليس وفقاً للميول النفسية أو الجنسية للمريض، بل بُناء على التحليل الطبي.
    2) لاحظت حماس كُتاب القصة ومن محاسن الصدف أنك والدكتور شمباتي نشرتما كلاً على حدة وفي يوم واحد قصتين مختلفتين في المضمون والتناول وفي ذلك إثراء للحوش الأدبي في دانقتنا، ونأمل أن لا يفتر الحماس، ففي بلادنا إحتفاء بالغنايين وبرامج تلفزيونية تُشجع على الغناء والطرب ففقست وأفرخت العشرات إن لم يكن المئات، لكن هناك نُدرة في الأدباء وكتاب الفصة والرواية والنصوص الدرامية المتميزة الأمر الذي ينعكس جلياً في حالة الفقر الدرامي والتي يلجأ الشعب الفضل إلى إشباعها عبر الأعمال العربية (مصرية، شامية وخليجية) بل وحتى الأجنبية المعربة ومدبلجة (تركية، مكسيكية …الخ).
    3) نتطلع إلى المزيد من النصوص الجيدة المتعوب عليها ونأمل أن يحظى نجوم دانقتنا بالتقدير على مستوى أكبر وأوسع من حوشنا الصغير الكبير.

  12. التركى كتب:

    الأخ الزميل مخير شكرا على المرور والمساهمة بما يضيف الى الحكاية بعد أعمق وحقيقة أتمنى أن يتناول الشباب المشاكل الاجتماعية خاصة المسكوت عنها, وكما ذكرت فالأخ الدكتور شمباتى لا يتوانى فى طرق أبواب جديدة وقصص معايشة بالاضافة الى مواضيع الزملاء وتعليقاتهم العميقة وهذا ان دل على شئ انما يدل على تميز المدونة بمشاركيها فى مجالات شتى … الحماس موصول ان شاء الله وفى انتظار مشاركاتكم الجميلة ونحن هنا كبقية الزملاء لاننتظر احتفاء أو اطراء ويكفينا شرفا فوز زميلنا قرن شطة بجائزة اديبنا الرائع الطيب صالح فى ظروف لاتكرم فيها الدولة حتى من قامت على اكتافهم … هدفنا مقاسمة الاخوان بعض مايجول بخاطرنا آميلن أن ننال رضاهم ولك منى ولهم كل تقدير .

  13. مستر راعى كتب:

    والله قصه جميله ضحكتنى نهايتها لكن اكيد عندها مغزى
    لكن الراجل حقو راح ساى فلوس وسفر وعلاج غايتو الدنيا محن وتجارب
    مبروك لايمن ومسكين زولنا بتاع الصور
    على فكره العرسوا كده غايتو واحدين اتغشوا وواحدين صبروا ورضوا بالمكتوب لكن الحياه حياه مش صوره جامده

  14. التركى كتب:

    مستر راعى : شكرا على المرور والتعليق … الراجل عمل دا كله عن اقتناع ورضا شخصى …. ضغوط المجتمع والجهل بالشئ هى اللى بتخلى البعض يسكت على زواج بالشكل دا … والحياة تجارب … لك الود

أضف تعليق