عضو بارز

لا أحد يعرف اسمه الحقيقى أو ماهيته … حتى المدرسين بمدرسة كوستى الثانوية الحكومية (القوز) ينادونه ود السكة (هل المقصود بها السكة حديد ام الشارع الله اعلم) …. شهرته تعدت جدران المدرسة وداخلياتها مع أنه لم يكون (الفاضل الهاشمى)  تاسع السودان أو (عادل صديق) افضل مقلد لود الامين وعازف للعود فى الدورة المدرسية بل لم يكن أحد افراد كرة القدم الممثلين للمدرسة بالدويم فى تلك الحقبة …  يحثك عن معلم الرياضيات (الطيب) ويحدثك عن استاذ الاحياء (بله) مثلما يحدثك عن استاذ الجغرافيا وصاحب (الاسبوتنج) الذى لا يجلى (ابوضراع)  ويزذيك حيرة عندما يحدثك عن ابن النهود استاذ الفرنسى (دفع الله) ولا ينسى  قفشاته مع الاستاذ الامريكى معلم الانجليزى (استيفن) فتحتار هل ود السكة يدرس بانب رشد ام اين الهيثم ام ابن خلدون اهو ادبى ام علمى .  تجده اينما حللت فهو عضو بالحزب الجمهورى وعضو بالحزب الشيوعى وعضو بالاتحادى الاشتراكى وفى حلقة نقاش سمع احدهم يقول (نحن كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) فقرر أن يكون ذلك العضو الهام .

لم يجد صعوبة فى العضوية اذ ان الاحزاب يهمها الكم وليس الكيف …. بعدها صار عضو فى اتحاد الطلاب وعضو فى اللجنة الشعبية وعضو فى مجلس المحلية وعضوا فى المجلس التشريعى ثم عضوا بمجلس الوزراء …. وبدأ ظهوره بوسائل الاعلام واسمه مسبوقا بحرف (د) مع أنه ليس هناك من يذكره كزميل بعد المرحلة الثانوية بل الكل يعلم أنه لم يتحصل على (بوكسن) يدخله جامعة او احدى المعاهد المتوفرة آنذاك …

لم يتخل عن عادة الخوض فبعد أن كان يخوض المياة الراكدة مابين المدرسة وسكنه بدأ يخوض كل تجارب الارتباط من عرفى الى مسيار وسرى لا أحد يعرف عدد زوجاته او طليقاته بل حتى ابنائه عدا حافظ اسراره ومدير مكتبه (حافظ) والذى لايتاون فى بيع بعض من المعلومات التى لاتسمن ولا تغنى عن جوع لزوجة مرؤسيه (أم الحسن) وام ابنيه  (وائل وقصى) الموثقين رسميا ….  ابتهل ود السكة الى الله شاكرا لانه لم يرزقه ببنت خوفا من التقاء الاخوين واختلاط الحابل بالنابل دون دراية بصلة القرابة ….  

نادى ود  السكة على ابنه وائل بعد جلس هو وأم الحسن فى الصالون … خرج وائل متذمرا طالبا من والده الاختصار فى كلامه لآن اليوم خميس وكلك نظر يابابا (قالها مع غمزة ذات معنى)  …. حدثهم عن نيته باعتزال السياسة والتفرغ لاعماله بعد أن اختار قصى العيش بولاية كاليفورنيا  الامريكية وعدم مسئولية وائل  … صرخت الأم (دا معناه انا ما ح اظهر تانى فى التلفزيون ؟) وأرجأ وائل رده الى حين محادثة أخيه قصى …. اتصل وائل على قصى الذى لم يستبين شيئا مما قال أخيه سوى ان والده قد يتخذ قرارا ا لا يصب فى مصلحتهم .. كاد وائل أن يطير من الفرح عندما علم أن قصى يوافقه الرأى فى الحجر على والدهم كلما عليهم أن يستشيرو المحامى عن تبعات ذلك الاجراء وتأثيره على مستقبلهم …

انتفض ود السكة مذعورا على صوت (الصلاة خير من النوم) وتمنى أن يكون ذلك كابوسا  ولكن كيف يكون كابوسا وهو الحريص على الا يبنى ايا من فلله قرب جامع أم ياترى أن معجزة قد حدثت ونفذت الحكومة احدى وعودها وبنت بين كل جامع وجامع جامعا آخر …. لالالا لقد استجاب الله لدعائة مرة أخرى انه كابوس وتذكر أنه جاء البارحة لاداء فريضة الحج مع القافلة السياحية استعدادا للتوبة النصوحة ….. بعدها  اتصل على سكرتيرته الحسناء والتى كان قد وعدها بالزواج قبل قرار التوبة  ( جهزى المزة والذى منه الليلة السهرة عندك صباحى)  واستقل طائرة خاصة عائدا الى الخرطوم … 

بعد اسبوع امتلأت وسائل الاعلام بخبر عودة العضو البارز فى الحزب المتسيطر من اداء فريضة الحج بسلام تقبل الله وكل عام وانتم بخير ….