تمرد الحروف

Posted: الثلاثاء,3 أوت, 2010 by sobajo in ادبية

كانت زخات المطر تعانق اديم اريزونا عناق عاشقين بعد طول فراق . بينما جبالها الشامخة تشهد بمتعة بالغة ميلاد اول ايام سنة الفين و تسع وعبر الاثير ينساب صوت مصطفى سيد احمد كما البشارة حاملاً بين اعطافه الدفء والفرح والانشراح ومضيفاً لهذا المشهد البديع اطاراً زاهياً من الاناقة والبهجة والجمال حينما يردد:

الصباح الباهي لونك وضاحة يا فجر المشارق

ها انذا أنفض عني غطاء الشتاء الثقيل مطلاً من وراء نافذتي الزجاجية نحو الافق الممتد امامي بعينين قد اعياهما السهر واسهدهما الارق. الوحدة والوحشة وسني الغياب الطوال تلبس جدران اللحظة لوناً حزيناً رغم احتفالات الطبيعة البهيجة. ريح خفيفة محملة بدعاش المطر تصافح اوراق الشجر محدثة قهقهة بين الفينة والاخرى كأنها تدعوني للخروج من قوقعة وحدتي وشجني الى بر الفرح والتفاؤل ويدعم الرائع سيد احمد هذه الدعوة حينما يلح في بشارته مردداً من اعماقه:

شيدتي في جواي صوامع للفرح
وفتحتي في دنياي مسارح للمرح
وبقيتي لي سكة وعيون
لا قدرت اطولك شان اجيك
لا قدرت من غيرك اكون

وفي لحظة جارفة من شلال الحنين والشوق الدفاق تشتاق اذناي الى تغريد طيور وطني الحبيب وتفتقد عيناي تلك الوجوه السمر التي تكسو ثغرها ابتسامات صادقة نابعة ليس من مستودع الزيف ولا من بئر المجاملة والتملق.  وفي خضم هذا الزخم من الشعور تجتاحني حالة فريدة من الالهام فأهيئ اقلامي واوراقي وحروفي واستجمع بنات افكاري المبعثرة هنا وهناك واستنفر كل ادبياتي واحفز ملكة تعبيري المتواضعة لكي ارسم لك لوحة اشواقي وامنياتي لكن تأبى الحروف بكل جرأة ان تنداح عبر صفحاتي المنتظرة على أحر من جمر وتتداعى صومعة أشعاري وجميل كلماتي ويتمانع قلمي من الانطلاق وتضطرب خواطري وتتراجع تعابيري من المضي قدما.  اما حمائمي الحبيبة فتضرب بدورها عن حمل باقات اشواقي اليك رغم توسلاتي والحاحي الطفولي.

الكل يتمرد علي الا صورتك البهية المنحوتة في وجداني تأبى وبكل اصرار وعناد الا أن تسجل ذلك الحضور المنقطع النظير.  صورتك الزاهية التي هزت شموع فرحي فأحيت عنقاء اريزونا ونفخت روح رماد خرافتها الابدي.

صورتك الحبيبة التي ايقظت ” تيتانك ” عشقي الغارق في بحار السنين والنسيان . صورتك المنبعثة كما الشعاع الذي الذي انقشعت له ظلمة ” فينيكس ” وانتعشت له شجيرات صبارها الصامدة ابداً. صورتك ذلك اللحن الراقص الذي غازل نخيل المدينة ففقد وقاره في لحظة فرح ونشوة فرقص حتى النخاع رقصة الخلود الخرافية.  صورتك التي داعبت شموس ” فينيكس ” وحواريها واقمارها بل حتى جبالها ووديانها.  صورتك التي دغدغت آمالها واوتار حنينها جبال اريزونا الشامخة فطفقت تفتح صدرها الدافئ في شوق عظيم يسابق الزمان وكل شوق مرددة في نشوة وطرب مع ابي السيد:

لا السكة بيك بتنتهي
ولا معاك مليت طواف
يا ريتني لو اقدر اكونك
وضاحة يا فجر المشارق
الصباح الباهي لونك

التعليقات
  1. nono كتب:

    لك التحية sobajo
    وأنت تختار لنا هذا الألق الذي أضاء ساحات الغنا في ذلك الزمن الصعب . .الفنان مصطفي سيد احمد
    التحية موصولة للشاعر الذي أبدع وما تواني في بذل المزيد الأستاذ/ الرائع أزهري محمد علي ..
    الجميل في كل هذا تفصيل كلمات الاغنيه

    كسرة/
    صورتك الحبيبة التي ايقظت ” تيتانك ” عشقي الغارق في بحار السنين والنسيان .

    تاني كسره/

    صورتك التي دغدغت آمالها واوتار حنينها جبال اريزونا الشامخة

  2. عزت كتب:

    كلام جميل بلحيل يا سوباجو….
    و الاطار منقة بس أصلو مصطفى سيد أحمد دا كان حاجة مختلفة و (جنى فراق زي ما بقولوا)

    كسرة:
    انتو مرض حامد دا برضو بيجي في الاستيتس..!!

  3. قرن شطة كتب:

    الاخ سوباجو ..ليك التحايا وقد قرأت القصة وهى جميلة وملىء بالحنين والاشتياق…ولكن ياصديقى أحسن الحنين والمشاعر الجميلة والكلمات الحلوة تكون قاعدة قبلها هناك فى اريزونا مش هنا فى أزونا وظلمونا ..تحياتى

  4. sobajo كتب:

    رد nono
    لك التحية sobajo
    وأنت تختار لنا هذا الألق الذي أضاء ساحات الغنا في ذلك الزمن الصعب . .الفنان مصطفي سيد احمد
    التحية موصولة للشاعر الذي أبدع وما تواني في بذل المزيد الأستاذ/ الرائع أزهري محمد علي ..
    الجميل في كل هذا تفصيل كلمات الاغنيه

    كسرة/
    صورتك الحبيبة التي ايقظت ” تيتانك ” عشقي الغارق في بحار السنين والنسيان .

    تاني كسره/

    صورتك التي دغدغت آمالها واوتار حنينها جبال اريزونا الشامخة
    /////////////////////////////////////////////
    شكراً نونو على المداخلة المعتبرة
    والكسرتين ودمت بخير وعافية

  5. sobajo كتب:

    عزت
    كلام جميل بلحيل يا سوباجو….
    و الاطار منقة بس أصلو مصطفى سيد أحمد دا كان حاجة مختلفة و (جنى فراق زي ما بقولوا)

    كسرة:
    انتو مرض حامد دا برضو بيجي في الاستيتس..!!

    ////////////////////////////////////////
    لك خالص التحايا اخي عزت
    ورحم الله سيد احمد ذلك الفنان الفلتة
    اما مرض حامد فموجود في كل مكان
    قاتله الله اينما حلّ – اقصد المرض وليس
    حامد – بالمناسبة ما سبب قصة هذا المثل
    ولماذا حامد بالذات ؟؟؟

  6. sobajo كتب:

    قرن شطة
    الاخ سوباجو ..ليك التحايا وقد قرأت القصة وهى جميلة وملىء بالحنين والاشتياق…ولكن ياصديقى أحسن الحنين والمشاعر الجميلة والكلمات الحلوة تكون قاعدة قبلها هناك فى اريزونا مش هنا فى أزونا وظلمونا ..تحياتى

    ////////////////////////////////////////////
    شكرا لك استاذي قرن شطة
    كلامك في محلو والله يأذي الاذونا !!!

  7. عزت كتب:

    التحية ليك يا سوباجو و انت تذكرنا بمرض حامد الذي تعافينا منه قبل سنين عددا علة مرات كدا بيتاورنا… و بيتاور ناس الزووووووول كمان… نرجو أن يبلغ الجميع العافية كان من مرض حامد و الا من غيرو….

    ما قالوا يا سوباجو حامد مرض شديد و احتاروا فيهو أهلوا و لكن يبدو أن حكيما في القرية أشار اليهم بتزويجه عل في الزواج راحة له….
    فقاموا عرسو ليهو فقام فتح و نشط و بقى عال العال…
    قامت أختو مرضت…
    و قعدت تتمارض و تدلع…
    فسألها أبوها “مالك يا بنية” سلامتك
    فقالت باستحياء”الظاهر دا مرض حامد”

    كسرة:
    زمان كان عندي صاحبي ما ألاقيهو في حتة الا و يشكي لي؛ الحتة دي واجعاني، و مرة عندي نفاخ و مرة تخيل قال لي انا شاعر انو دايرة تجيني ملاريا…
    ياخ قلت ليهو اديها فرصة لمن تظهر…. عموما لاقيتو مرات و مرات بعدما عرس… جنس شكوى من بتاعت زمان بقى ما قاعد يقولها…
    الخوف بعد كم سنة كدا يسأل من “سنافي”

  8. عبدالرحمن أحمد كتب:

    سوباجو
    نحن الحروف بتاعتنا ضاعت تب المتمرد دا ممكن باتفاقيه بسلطه بثروه يرجع لكن الضاع يجيبوه كيف؟؟

    دكتور عزت
    سنافي بتاع الواجبات برضوا

  9. ياسين شمباتى كتب:

    الحبيب سوباجو..سلام…
    حقيقة بدأت النص ولم استطع اكماله,,لانو الفينى مكفينى..لكن باذن الله ارجع ليهو بعد هدأة النفوس..

    عبدوز..
    انت ما تريح عمك دا شوية؟؟ واجبات واجبات..

  10. سوباجو كتب:

    اخي الكريم / شمباتي
    نحمد الله على سلامة رجوعك .
    مقدر ظروفك تماماً وسنلتقي ان
    شاء الله تعالى .

  11. ياسين شمباتى كتب:

    الحبيب سوباجو..سلامات..
    وجيتك تانى..النص من غير شك متكامل ومترابط وموصل ممتاز للمشاعر والاحاسيس,,ما ابعدنى ومنعنى من المواصلة هو ذكريات طافت ببالى ايضا وانا اقرا كلمات مصطفى التى طالما غنيناها صغارا فى اوائل ايام سكنانا فى جبرة :
    شيدتي في جواي صوامع للفرح
    وفتحتي في دنياي مسارح للمرح
    وبقيتي لي سكة وعيون
    لا قدرت اطولك شان اجيك
    لا قدرت من غيرك اكون

    وهيجت فينى ذكرى الشقيقة التى رحلت وكانت من عشاق مصطفى ومحبيه ومحبى الرومانسية..الحمدلله وشكرا كثيرا للامتاع والربط..وخليك قريب..

أضف تعليق