يارب انقلاب عسكرى

فى احدى زياراتى لرفقاء الغربة مررت على رفيق غربتى الأولى أسعد والذى كان منهمكا فى شرح مادة الرياضيات لصبية فى مشوارها الى امتحان الشهادة السودانية.  لم أكن أتوقع ات يفاجئنى أسعد بعبارة يارب انقلاب عسكرى !!!! كيف ذلك وأسعد معروف بحبه للاشتراكية وهو حامى الديمقراطية بل من مناصرى الجمهورية المنتخبة فى كل مجالسنا ولمعرفتى به لم انبذ بكلمة تاركا له حرية الصفاء الذهنى وقد ساعدته على ذلك برسم  صورة استفسارية بلهاء على وجهى  … فبدأ غير منتظرا منى تأييد او متابعة لما يقول :

فى اوائل الثمانيات من القرن الماضى دعوت صديقتى الاسبانية روسا على الغداء فى منزلنا بالحلة الجديد (سبحان الله حتى فى اسبانيا هناك حلة جديدة – بيوبلو نويفو   ) امتد الغداء حتى مغارب الشمس حيث رنا الهاتف (لم يكن هناك هواتف نقالة) وجاء صوت والدتها على الطرف الاخر هل روسى عندك ومع الخوف لأنها كانت قاصرا  (17 عاما) كدت أنكر لكنها لم تمهلنى بل واصلت ارجو ألا تدعها تخرج حتى ياتيك اشعار آخر منى وأعطنى اياها كى احدثها !! بعدها علمت أن الكولونيل مقص ( تيخيرو  ) قد احتل المجلس الوطنى وحجز كل الحكومة فى محاولة لتغيير النظاموبما أن الطريق الى منزلها يمر بالبرلمان فمن الأجدى ان تبقى حيث هي تنفست الصعداء وفى اليوم التالى كعرفان اصطحبتها الى والدتها سالمة غانمة وبدورها كافاتنى ب(طورتة) كانت بمثابة الطبيب لجراح طلبة لا حول لهم ولا قوة .

عندها أدركت ان اسعد لم يتغير ولم يأثر فيه شيبه الذى علا ماتبقى من شعره فقلت له ان ماتحتاجه ليس انقلاب عسكرى بل انحراف امة 175 درجة لكنك للاسف فى المكان الخطأ وأنصحك بالتخلى عن تدريس طالبات الشهادة السودانية .