أمانى الروح….

Posted: الأربعاء,10 سبتمبر, 2014 by قرن شطة in ادبية

اليوم ذكرتك ياعزيزتى ومصائب الدنيا نواهل منى ، ومع ذكراك والتى لم أعرف ما هو طعمها تاكيداً ..تدفقت الى ذهنى التساؤلات الدائمة والابدية.. ولانى وفقط لانى مريض بك ومتمرغ فى ذكرياتك ويائس من حضورك أو حتى إستحضارك ، اكتب بحروف مرتجفة وجمل واهية وأنامل واجفة وذهن ذاهل ومشتت...أنا لا أعرف هل انت كنت حقيقة  ماثلة ثم هذه الحقيقة تأولت الى شىء غريب لا يمكن إدراكه وحصره! أم أن تأويلك أمر عويص وربما حتى قاس فلم تدركه وتتقبله ذاتى الاخرى! أعرف إنفصام الشخصية واعراضها ومع ذلك إدراكى للمرحلة انه لم تكن هناك شخصية لتنفصم أو تنقسم ، بل أنه شىء صلب يتعارض فى مسارب النفس ومجارى الدماء..إنه الخير والشر معاً والحضور والغياب مجتمعان والوجود واللا وجود يتلهيان بالفكرة…أنت وأنا لم نكن نعرف اى شىء وعرفنا كل شىء يوم أن تلاقت أعيننا فرايت ذاتى تتجول فى بؤبوك الوردى ورائحتك كظن غريب يتسلل الى قلبى ، وأسراراك والتى لم تبوحى بها عرفتها معرفة اليقين السرمدى ونهاية الامور المادية…معاً تظاهرنا بأننا نعرف حقائق الاشياء البسيطة ولون السماء الصافية ورائحة الماء الرقراق وإتجاه مسار الكون…تراءى لنا تلك الليلة المظلمة شديدة القتامة بأن الغموض وضوح وان الوجود سراب والسهل ليس المنبسط وأن الله لايدرك باى حال…أغمض عيننى المتعبتان بظلال الهزيمة ثم ثورة النصر لانك تتملكيننى ولاتملكينى…صرخت يالله ماهذا الشىء الذى فى صدرى ولا أعرفه…ما بالى أترجح بين السماء والارض كقطرة ماء أو زفرة مظلوم انتهكت حقوقه وخصوصيته..النجوم تبتسم بغموض من يعرف ولايبوح والكواكب سالكة فى طرق أبدية ، والناس تسعى صغيرة كالنمل تكدس أشياء لافائدة منها..أنا أكدس ذكرياتى وأزمانك..أجمع قطرات أنفاسك ورائحتك لصنع منها ذات  أنيقة ومقبولة.. ذات أتكلم معها وأخاطبها بوجد لم يعرفه أحد سواى…شوق ضارب فى جذور عقلى الغائب والحاضر وشفافية لم يعرف النور لها  تعريفاً…سالتيننى يوماً عن الروح ولم أدرى وكنت أدرى فقط أنك أنت الروح…هذا الشىء الى لايغيب ولايموت..يتلاشى زمناً ثم يعود ليًكون بدايتك وبدايتى..تساليننى وانت تعرفين فلماذا السوال؟  فالاجابة إحتمال بسيط لايفسر شيئا ..فالذرة لاتفسرها  الكلمات العادية ، والكون سما عن الاحاديث السوقية ، وأنت ياذاتى وقفت بصدرك البض والرحب مابين الشروق والغروب تهمهمين بالتعاويذ السحرية..ترددين الاغانى

المستحيلة وتتطلعين الى موسيقى الخلق والوجود وإجتماع الأضداد وإنفلات الاشياء والحدود الوهمية بين الذى يكون أو لايكون…بين الذى بنفس صعوبة الإستحالة صار الإمكان والتحقق…تعرفين اننا أمر قد لايكون له فحوى وسر نعجز عن معرفة شفرته وفك طلاسمه..ثم تجلسين قبالتى وقد تلبسك الصباح وضياءه ..تبتسمين بوهن وتمدى يدك نحوى فاضمها لنغرق فى النقاء والبهاء ونتقاسم لذة غير معروفة المنشأ ثم تستفيقى حيناً وافتح عيننى لاجدهم فى مساحات حدقاتك الكحلية…يساورنى الشك فى يقظتى وفى نومى ومع ذلك أدرى بان حلمى وحلمك هما الحقيقة التى سوف تكون فى يوم ما..الان نرى جانباً منها فى تجوال الانفس الليلى وخفقات القلوب بالاحاسيس الصادقة والامانى العذبة..الان تحررت منك يها الليل البهيم وانطلقت الى رحاب الصبح البديع.. أحدق الى النجوم الزاهرات  والمسافات العصية والفراغات الرهيبة والتى لايملؤها الا حلمى بك وتحنانى اليك وفنائى فيك ايتها المرأة العظيمة..

اسامة عبدالحفيظ محمد

الدوحة 16 – 6 – 2014

قطر

التعليقات
  1. ياسين شمباتى كتب:

    الحبيب النسيب / اسامة ,, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
    زادك الله شرفا وعلما ورفعة وجمالا وبهاءا ,,
    ياخ انا ذبت جوة النص دا !!
    واستميحك فى اقتباس بعضا منه مع الاحتفاظ بحقوق النشر وكدة ,, ما بقدر على الجنايات انا ,, هههههههه,,
    حبى وتقديرى ….

  2. قرن شطة كتب:

    اخى وصديقى ياسين شمباتى
    السلام…..
    زادك الله رقة ومعرفة وإخاء
    ده مقال انكتب فى لحظات شوية ماعادية وبالرمزية يتكلم ويتنفس
    الامر الثانى هو انو مكاننا هذا اصبح مؤسفا وافتقدت فيه الاخوان والاحباء الذين كنا نجادلهم ونتحدث اليهم ونتبادل الافكار معهم
    السودان اصبح كل يوم يتصحر ووصل مرحلة (الربع الخالى) افهم ذلك ولكن اريد من اصدقائنا ان يعودو للكتابة والجدل حتى..
    دمت اخى شمباتى
    ولك تحياتى

    • ياسين شمباتى كتب:

      صدقت يا حبيب ,, لقد جفاه اهله واحبائى , من كنت آنس لنظمهم ورسمهم واستمتع بمناكفتهم ,,,
      حتى من اختلف معهم سياسيا وفكريا ,, لانهم يبينون لى اوجه نقص وقصور فى رؤياى ,,,
      ليتهم عادوا كما كانوا ,, ليت

أضف تعليق