شراكة عاطفية-قصة قصيرة

صاغت بسمة الخطاب بمهارة , ابتسمت وهي تطالع اسمها في التوقيع واسمه في اعلي الصفحة تفصلهما كل السطور لقد بات الانفصال عنه وشيكا لكنه فقط لا يعلم بعد .
بعد وجبة الافطار في يوم الجمعة نظرت له محاولة مطالعة طقسه الداخلي . مازالت تراعي مشاعره ولو قليلا . بادرته بالحديث عن امور الحياة عموما مقدمة يعرفها جيدا لاخبار قد لا تسره .
– وانت عارف طبعا انو بقاء الحال من المحال
– بسمه ادخلي في الموضوع
– اتفضل
و مدت يدها بالخطاب .

تمطط وجهه من الدهشة و انهمر سيل من المشاعر طغي عليها الغضب ..فصرخ

لأ طبعا ما علي كيفك ..
العقد ينص على مده 4 اشهر و نصف انذار مبكر وانا مستعدة لها
لأ يعنى لأ انتهي النقاش
البلد فيها قانون
بتهددينى
لأ يا محسن ..بالعكس انا عايزة الموضوع يتم بهدوء

غادر محسن مصدرا اكبر قدر من الازعاج يمكنه صنعه .

اتم دورة كاملة حول المدينة وهو يفكر كيف تسنى لها ان تفكر في تركه ..مبررها الذي صاغته في الخطاب يقتله كيف تمكنت ان تجد من يوفر لها حياة افضل بشروط معيشية ارقي و متطلبات اقل . كيف يمكن ان يكون هنالك من هو افضل منه و لمن !!! لها هي !!..

تذكر كل المشاكل التي تواجهه و عجزة المستمر من الوفاء بالديون و كونه الشخص الغاضب الساخط الحزين دوما ..لكن رغم كل ذلك لا يحق لها ان تنسحب تاركه له ادارة هذة الشركة وحده ..

استقر اخيرا في مقهي و بعد كأس شاي هدئ و تأكد ان الحل يكمن في طلب ودها لا الصراخ فالقانون في جانبها .سأحسن من مصروفها و اقلل من واجباتها سيدللها و سيمنحها اجازة سنوية مدفوعه الاجر ..سيشاركها في التخطيط لاول مره ربما هذا ما تريد سلطة اكثر ..لابأس اذن .

اتصلت بصاحب الشركة الجديدة .

استاذ اسامه كيف حالك
الحمد لله ..طمنيني
والله كلمته خلاص
طيب نقول مبروك
هو طبعا ما موافق
حنخليه يوافق هدديه
لا محسن طيب ما بستاهل محاكم وانا ما عايزة وجع راس
علي كيفك ..طيب متين تجي تجهزى الشقة و ترتبي اغراضك
انت ناسي فتره الانذار
عارف عارف 4 شهور ونص بس دا ما يمنع انو لو عايزة تغيري الديكور و تختاري عفش و كدا
كلو في وقتو حلو
اتأكدي انو قرارك دا حيكون افضل قرار اتخذتيه في حياتك
اتمني ذلك

مر يومين و محسن يحاول ان يفتح الموضوع مره اخري دون ان يثور فيها .بسمه تعرفه جيدا فتكفلت بالامر

يا محسن صدقني الوضع حيكون افضل للجميع
اي وضع
لو حتستهبل بلاش نتكلم من الاصل
لا بالجد اي وضع وضحيلي كيف فض الشراكة بالسهولة دي افضل وحمودي
حمودي حنسجله باسم الشريك الجديد وانت حتخلي مسؤليتك عنه
طيب و البيت
حنعمل معاينات و حاساعدك و حاعمل handover مناسب
في حلول تانية اكيد ممكن احسن لك عقدك انا كنت بفكر ازيد مصروفك واديك علاوة ولاده
صحي النوم علاوة بعد سنه من الولاده
معليش حطي نفسك مكاني انتى عارفه دخلي وامكانياتي
ما عشان انا عارفه متأكدة انو انت بطموحك المحدود مستحيل توفر ربع العرض الي قدم لي
و الحب
حب ..انت جادي ..انت اخر مره اتذكرتو متين ..ما دايما بتصرخ وتتنرفز بسبب وبدون سبب
يعني مصره
للاسف ايوه

حاول محسن ان يشوه سمعتها فكره شريرة ولا تشبهه لكنه مضطر هكذا اقنع نفسه ..اطلق اشاعات عن كونها شخص بغيض و ربه منزل سيئة و ام مستهتره ..صار يردد هذا الحديث في كل مجلس مؤكدا انه يحتملها لانه صبور .

بسمه اصيبت بخيبة امل شديدة و توجهت لمنزل ابيها و رفعت قضية الطلاق وواجهته في المحكمة . لماذا يتمسك بها لهذا الحد انه حب التملك لا تستطيع تذكر محاسنه و لا تظن ان الحب يدفعه لاذاءها بهذا الشكل .

استخدم حمدوى كسلاح و قال انه لن يتنازل عنه للشريك الجديد وانه لن يسمح بتركه مع ام مستهتره .

استدعت المحكمة الجارات كشهود لحسن حظ بسمه افادتها علاقتها الجيدة بهن شهدن جميعا انها ربه منزل ممتازة .

زادت التعقيدات حين تدخل الشريك الجديد كشاهد استغله محامي محسن ليشوه صورة المرأة المخلصة كيف تعرفت عليه وهي تحت عهد الشراكة مع موكله !

مر عام تلو عام و المحكمة تنظر في القضية و بسمه تخسر صحتها و كل ما تملك و محسن يتحول لمجنون في اخر المطاف حكم القضاء لصالح بسمه و انتقلت هي وحمودى لشقة الشريك الجديد ..

وضعت بسمه شروط اضافية في عقدها الجديد جعلت ترخيص حمودي مسجلا باسمها وحدها و ضمنت حقوق ما بعد الخدمة في حاله اختلافهما او في حاله وجود عرض افضل .

محسن يزعجها من وقت لاخر بحجه انها يجب ان تعلم شريكته الجديدة اداء احد المهام ..رغم انها قامت بتعليمها كل شئ كانت تذهب فقط لتجنب المزيد من الخلافات .

استيقظت بسمه صبيحه احد الايام و فوجئت بوجه محسن ماذا يفعل هنا ؟ نظرت حولها وجدت انها في شقة محسن ظلت لدقائق تفيق جيدا من حلمها ثم انفجرت ضاحكه

مالك من الصباح تضحكي
احمد ربك انو في دين و انو الزواج دا ما شركة
انت هسترتي خلاص
هههههههههههه احمد ربك بس
الحمد لله عالعقل ارجعي نومي شكلك لسه ما صحيتي
————————————————————————————–
http://moshahidah.wordpress.com/