زول داقس

يعد الزواج كانت المدام في إجازة ورأت أن تأتي لي بما يفرح القلب من السودان ومن خيرات السودان ما لم يوجد في بلاد الخليج وسألت وعرفت أن ثمرة القريب فروت فقط هي الوحيدة الغير متوفرة بكثرة هنالك وفي التفتيش في المطار عندما فتحوا الشنطة الكبيرة في صالة المطار القديمة هربت ثمار القريب فروت في كل الإتجاهات , بعضهم بالغ وقال أنه رآها تجري في شارع أفريقيا ( ثمار القريب فروت طبعا وليس حرمنا )!!!

لا بد أن حرمنا كانت داقسة

منذ صغري وأنا زول داقس والعلامات التي يحملها وجهي ولم تستطع السنون من محوها تثبت ذلك وتظهر أنني مثل جلمود صخرة إمرؤ القيس وهي نازلة تضرب في الأشياء يمين يسار فتحدث دويا وتحدث أثرا إلا أنها تستمر في التدحرج غصبا عنها فإما وجدت فجا في الأرض مرملا وذو تربة إستقرت في وداعة فيه أو وجدت جلمودا آخر كسرته أو تكسرت عليه .

في إمتحلن الشهادة السودانية الذي يحدد أي طريق يسلك الإنسان إخترت أن أتخذ مسارا يوازي مسار آبائي وأجدادي فإخترت أولا المجال العلمي أحياء ولكن أول حصة كانت عناوين المقرر وما زلت بعد ثماني وعشرون عاما أذكر الهيدرا والكلاميدوموناس حتى هربت فور إنتهاء الحصة لفصل الرياضيات وتركت زراعة آبائي وأجدادي وراء ظهري , والحقيقة أن الضحوة والسربة ( زولا سرب سربة خت الجبيل عربه) والعينة والصبنة  أهون على النفس والجسد من تشريحات الشيخ بن سينا ونظريات داروين وكان حسابي واحد زائد واحد يساوي أثنين يؤدي مباشرة ألى الهندسة وما جاورها وعلي مستمعينا في الويب العالمي مراعاة فروق الزمان والمكان . وفي الهندسة إكتشفت أنني زول داقس.

بالله عليكم ما فائدة أن أسهر وأحسب وارسم وأبني ويكون هناك عسكري يرسم بطرف السونكي في ليلة واحدة مصير بلد وطريق أمة ؟؟؟؟؟ ومن ثم يأتي صاحب دكتوراة في شعر أبي نواس الداعر أو في تكفين الموتى فيصعد على سطح دبابة العسكري وما زال يمطرنا ليل نهار بما نعمل أو بما لا يحق لنا أن نفعله وغير كل أفكارنا وقادنا وقاد أمتنا بالدبابات والخطب إلى 9 يناير 2011 , فتبا له طريق الهندسة.

لا شك أنه طريق زول داقس

عندما هربت من بلدي والسماء ملبدة وتنبئ بشر مستطير وقلت لنفسي : ياهو سنة واحدة والواحد يحسن ظروفه ويرجع ثاني لبلدو خاصة وأنو بعد ستة سنوات من التخرج وجدت نفسي أسكن في سكن عزابة في مدينة ليست مسقط رأسي وأصرف راتبا فوق الثلاثمائة جنيه بقليل لا يكفي ثمن وجباتي فما بال أسرتي وأهلي … لا   …   لابد من الخليج وإن طال السفر ……

وأعرف الآن بعد واحد وعشرون عاما أنني زول داقس.

وأكاد أجزم أن ناس جمارك مطار الخرطوم وجوازاتها الذين يفتشون شنط السودانيات اللاحقات بأزواجهن في دول الخليج ناس داقسين فأحيانا يخرج منها ( دبايب مرعي ) من حطب وكول ومرس وكجيك وسمك معتق بمختلف الأنواع

ولا شك أن من قنن أن السوداني لا يستطيع أن يخرج من بلده إلا بتأشيرة زول داقس وأصبحنا نحن المغتربين نزيد على كل السودانيين بأننا لا نستطيع الذهاب لبلدنا والرحوع لمناطق عملنا في نفس اليوم كأن تكون عندك وفاة وتريد أن تلحق الدفن وترجع تاني بعد بكرة  أو خلال يومين أو ثلاثة فلا بد لنا من زيارة وزارة تأديب المغتربين فتدفع لكي تغسل عنك عار الغربة ولا بأس من أن تنالك وتصيبك أمراض مثل الضغط والسكري والوسواس القهري والجهري لايهم  فهنالك موظفون في المغتربين في الصحافة الخرطوم  أختيروا خصيصا ليحقنوك هذه البلاوي نظير السماح لك بتعاطي الغربة والهروب من الوطن في زمن لا يقل عن اليومين التامين الكاملين شريطة أن يبدأ اليوم من التاسعة صباحا وإلا دخلت في اليوم الثالث وأصبت بمتلازمة (صم بكم )

لا شك أن كل المغتربين داقسين

أحد أمراضنا الإجتماعية في السعودية هو ما يدعى بزيارة باب شريف ويطلق عليه الحجاج الركن السادس ومكتوب على كل سوداني يعيش بالسعودية مع أبنائه زيارته في كل المناسبات السعيدة وهو بالإضافة  ثقله المادى ومساهمته الفعالة في هدم الميزانيات فهو كابوس ثقيل على الأزواج فعند الذهاب إليه عليك أن تكون في حلم إياس وكرم حاتم والأهم في صبر أيوب فمن مسؤولياتك مراقبة الأولاد حتي لا يضيعوا في الزحمة  فتحمل الصغار وتجر الذين يستطيعون المشي و ( تخت) عينك على الأكبر منهم وحمل الأكياس والمشاركة في إختيار الألوان  والأذواق الذي لا يتأتى بسهولة وينتهي بك أحيانا الأمر بأن تهز رأسك بالموافقة فقط وتدخل يدك في جيبك وتدفع ثمن البضاعة قبل أن تمنح الأمم المتحدة ( متعة التفاوض في السعر ) إعلانا منك بأنك خلاص قد وصلت الحد

في أحد المرات وانا أقوم بعملي على أكمل وجه فإذا بي ألتفت ولم أجد أصغر أبنائي فهو ليس من أمسكه بيدي وهو ليس مع والدته فأين هو فصحت في رعب في زحمة باب شريف (تامر وين ياولية) فزعرت وهرعت إلي من داخل المحل ثم ما أن وصلت إلى حيث أقف حتى إنفجرت بالضحك فقد كنت أحمله ولكنى نسيته في تلك الدايلما الإنسانية وياليتها كانت لوحدها فقد كانت معها والدتها وزوجة أحد زملائي .

لا بد أن كل من يذهب لباب شريف مع العائلة هو زول داقس

غير أن القدر اراد أن ينصفني تلك الليلة , فقد كنا نأتي للتسوق من مدينة ثانية وننزل عن زميلي وصديقي الذي شهدت زوجته هذه الواقعة فذهبنا لمنزلهم بعد التسوق وعند خروجنا كانت لصديقي إبنة في سن أبني الذي دقست فيه ونحن نودعهم تناولت حرمنا إبنة المضيف بدلا عن أبني الذي سبق أن أنزلته للسيارة لأنه كان نائما وصارت هنالك معركة في الباب بين زوجة صديقي والمدام  فهذه تريد أخذ إبنتها وتلك تحلف عليها أن لا تتعب نفسها وتنزل مها السلالم لكي تودعها حتى تدخلنا لحل الخلاف وأن الالتي تحملها حرمنا هي إبنة المضيف وليست إبنها .

لابد أن من بضحك في أخيه يعافيه الله ويبتليه  ولا شك أنه زولة داقسة

زوجة صديقي هذه عند حضورها من السودان أحضر لها زميلنا في الخضار ليمون كبار ضخم لأنه لم يجد الصغير فحسبته برتقالا أو يوسفي وقطعته أنصاص وأتت به مع التحلية .

لا بد أنها زولة تانية داقسة

في تبريرهم لإضافة بند حق تقرير المصير أنو جون قرنق قال ليهم أنا زول وحدوي ولكن ختو الفقرة دي عشان نرضي بيها الجماعة الإنفصاليين .

لا بد أن من يوافق على هكذا طرح زول داقس

في زمن الويكيليكس والعولمة يحق لك أن تملك المعلومة وأن تتاجرفيها ولكن لا يحق لك أن تنشرها ولذلك أسانج الأسترالي في السجن بتهم الإغتصاب لأنه زول داقس وقام بنشر الغسيل  كما أوضح الدكتور ثروت قاسم في موقع الراكوبة في مقال بعنوان ويكليكس السودانية في مقال من أروع ما قرأت غير أن مقالات الأخ قرن شطة في ( ساخر سبيل هي التي أوحت إلي بالكتابة عن ( الزول ) بمختلف ألوانه والحقيقة أن الرجل في كتاباته وإبداعاته فالتحية لهما جميعا  .

الكل يعرف أن الإيثانول هو الإسم العلمي للكحول وبالعربي السوداني هو عرقي القصب أو المولاس والكل يعلم أن حكومتنا الراشدة عندما غلبها الأمر وقامت بتصدير أول شحنة من ( الإيثانول ) تحت هتافات التهليل والتكبير بوصفها إنجازا من إنجازات الحكومة الأسلامية الراشدة في الخرطوم  لكن الصحفية لبنى لم تراعي ذلك فلحقها ما لحق صاحب الويكيليكس من السلطات السويدية.

الميثانول والإيثانول هما نوعين من الكحول واحد يصنع من المواد الطبيعية مثل سكر القصب أو البلح أو من الذرة والثاني يحضر من مواد صناعية وهو تقريبا سام فقد مات أو أصيب بالعمى بعض الذين تعاطوا خمرا محضرا منه في مصر ومن بينهم بعض السودانيين في الثمانينات ولا أدري أيهما الطبيعي وأيهما الصناعي ولكن من المؤكد بتاع كنانة طبيعي مية المية ولذلك تم تسويقه بالسرعة الممكنة بالحمد والتهليل والتكبير وهي لله وهي لله لا للمنصب والجاه.

الذي يخلط بين الإثنين قطع شك زول داقس

هنالك كثيرون يودون لو يعملوا ولو بالمجان في مصنع كنانة للإيثانول هذا !!!!!

وقطع شك لن تتأتي لهم هذه الفرصة ومن يحدث نفسه بإختراق هذا الحظر من الذين عاصروا أوائل الثمانينات وفي نفسه شئ من لعاعات الماضي قطع شك زول داقس .