الشعب يريد تغيير المدام

Posted: الثلاثاء,19 أفريل, 2011 by monimdeef in ادبية

دخل عبد الصبور على زوجته محاسن بعد يوم عمل طويل ومنهك للغاية ، ولكن رغم ذلك جاءها وفاجئها على غير العادة في ذلك اليوم شامخاً ومليئاً بالعزة والعنفوان و” رافع نخرته ” في السما وفي نظرات عينيه رسالة ما وفي نفسه شيء من حتى ، ما أن رأته هكذا حتى بادرته مستغربة حيث تعودت أن يأتيها ” منتهي ” والشحن بتاعه مخلص ” وما فيه فايدة تب ” بادرته بنبرة حادة وعدم مبالاة !! مالك الليلة خير يا راجل في شنو ؟ ، واصل في تماسكة ورباطة جأشه وقال لها بكل جرأة وقوة وعزيمة وفي ” وشيها ” وبطريقة حاسمة ومباشرة ” الشعب يريد تغيير النظام ” ، قالها وهو في داخله يتوجس خيفة من ردة فعلها وقال مخاطبا نفسه ” الليلة قيامتك قامت ” .
نظام شنو يا راجل ، نحن لسنا تونس ولا مصر ، وإياك من التقليد وهذا الكلام الغريب والفاضي الذي تقوله ” ما بمشي معاي ” ، وكلامك ده تاني ما تقوله وأسكت عليه وامشي استعد عندي مؤتمر مهم للحزب لاستقطاب الشباب وسأتلقى بيعة الشعب الذي كل يوم يزداد حبه لي وتمسكه بي وما فاضيه أساساً للكلام الفارغ ده ، وكما تعلم أنني أعمل وفق الشرعية الدستورية والتفويض الممنوح لي من الأولاد اقصد من الشعب ، ” مش كله ماشي بأمر الحكومة ” ، أنت عاوز تعمل لي بلبلة وفوضى في البلد ، أنت فاكر الفيس بوك بتاعك الكاسر ضهرك فيه ده بخوفني  . يلا يا ولد البقالة جيب حاجات المؤتمر بسرعة ريثما جهزت الشاي.

استمر عبد الصبور في رفع شعاره دون خوف من محاسن أو مهادنة ، لم يكن يطلب تحسين مستوى الوجبات ، ولا رفع مستوى الاهتمام بالنظافة والترتيب بالمنزل ، ولم يعد يهمه قضية  ” فرتكة ” المال العام في الأكل الجاهز أو التسوق الكثير فسقف طموحاته أصبح اكبر من ذلك بكثير،  قضيته هذه المرة قضية كرامة ورد اعتبار أمام نظام أمني قمعي سيطر على مقاليد الأمور لأكثر من عقدين بوتيرة واحدة وفاشلة لم تحقق أي تنمية أو رفاهية للمواطن ولمستقبل الأجيال .
أحست محاسن التي تحكم دولة غير نفطية متوسطة الموارد بخطورة الموضوع وجدية عبد الصبور في مطلبه بالتغيير فقامت ببعض الإصلاحات البسيطة وغير الجوهرية علها تنهي هذه الحالة تمثلت في :
المبادرة بعمل قهوة عبد الصبور فور وصوله من العمل وليس بعد أن تفور أعصابه وتمرق من مزاجه .
القيام ” بكوي ” ملابسه بنفسها بدلاً من ربطها في ” بقجة ” كي يأخذها وهو نازل للمكوجي .

بدأت تنتظره صاحية وفايقة وغير متابعة لأي مسلسل تركي ، مبدية بعض اللين في ترك أي شيء سوى كرسي القيادة.
تذكرت بعد طول غياب أن هناك وجبات شعبية كثيرة يفضلها عبد الصبور وحرم منها لسنوات طويلة وكانت تفرض عليه وجبات غريبة تتعبه صحيا ومادياً ونفسيا ، عاودت عمل هذه الوجبات بعد طول غياب.
قللت معدل عدد مرات شراء رصيد على حسابه من البقالة .
وافقت على عمل الحرجل في شاي الحليب .

لم تثني هذه الإصلاحات المحدودة عبد الصبور عن مطالبته بالتغيير والحرية ، ولكن الست محاسن ليست سهلة ولديها وسائل قمعها لمثل هذه الظواهر الغريبة التي تصدر من شعبها

المغلوب على أمره وياما قمعتها في مهدها ولكن هذه المرة على ما يبدو أنها خرجت عن السيطرة وواصل عبد الصبور ثورته من اجل الحرية والكرامة ، وبدأت محاسن ” ترخي ”  وبدأت أجهزتها الأمنية تعجز عن كبح ثورة عبد الصبور ، هنا لاحت في الأفق مبادرات حل للازمة بعضها من المجتمع الدولي الذي له توازناته ومصالحه المرتبطة بمحاربة القاعدة وإيقاف المد الشيعي لكنه نصح محاسن باحترام حقوق شعبها، وأخرى من بعض الأنظمة الصديقة تحدثت عن الخروج الآمن ومراعاة التضحيات والخدمات التي قدمتها محاسن خلال مدة حكمها الطويلة كإيقاف حرب الجنوب وتوقيع اتفاقية السلام الشامل وصد قوات حركة العدل بعد أن توغلت داخل امدرمان وفصل الجنوب ، وتم فعلاً خروج محاسن بشكل سلس ضمن لها سلامتها وسلامة أرصدتها وثروتها ، والوعد بعدم ملاحقتها قضائيا هي وأبنائها وتم تفويض صلاحياتها للقوات المسلحة التي أثبتت قدرة غير متوقعة على تسيير أمور البلاد لفترة انتقالية مدتها ستة أشهر ، تلملم فيها الأحزاب نفسها وتظبط علاقاتها كي تنزل الانتخابات بثقة وقوة خلال صيف العام الجاري وصار المشهد السياسي خلال الفترة الانتقالية  كالتالي :

صار بإمكان عبد الصبور السفر في إجازة لبلده في أي وقت شاء وبمفرده دون أن يتحايل بأنه ماشي ” يبني ” ودون أن يقضي معظم الإجازة مع نسابته.

أصبح بإمكانه أن ” يفسبك ” على مدار اليوم دون أن يخضع لمراقبة النظام وأجهزته الأمنية  ” حرية تعبير ” .

لاحظ معدل انخفاض الدين العام والاستدانة من صندوق النقد الدولي ” البقالة ” حيث ألغت الحكومة الانتقالية كثير من البنود الغير مهمة .

قل ذهاب أبناء وبنات الشعب المبالغ فيه للمكتبة والبقالة بعد تغيير نمط سياسة الشراء المتعمدة الذي كان سائدا بشكل فيه ” افتراء ” .

بدا يشتري ملابس وعطور لنفسه بعد أن كان موهوما بأن الأولاد هم الأهم ومافي داعي يفكر في نفسه . وعاد مرة أخرى للباس بنطالين الجينز والتي شيرت بعد أن كانت محرمة عليه بحجة أنها لا تناسب عمره .

ألغى الباسوورد من جواله وصار ” يجدعه ” في أي مكان دون خوف من مراقبة المكالمات والرسائل الواردة في انصاص الليالي المرة في حضن العذاب.

صار ممسكا بزمام ريموت التلفزيون ” يتجدع ” بين الجزيرة والعربية ، بعد أن كان بيد غيره ومخصص للمسلسلات التركية والأمريكية فقط وممنوع تعاطي السياسة.

مع تمنياتنا لكل صابر وصابرة بالحرية والديمقراطية والسلام .

 

عبد المنعم الحسن

ابريل 2011-04-19

التعليقات
  1. قرن شطة كتب:

    الاخ عبدالمنعم
    مساك خير..
    قرأت بإستمتعاع مسالة عبدالصبور ومحاسن..إعتقد ان سقف مطالب عبدالصبور الذى صبر على المر ثلاثة وعشرين عاماً يجب رفع سقفها عالياً وهذه المرة ماينفع المباصرات الآنية والحلول الوقتية بل يجب إزالة النظام (اى تنقلع محاسن نهائياً ووتتنحى) بُكل وبالمرة…نحيا ونشوف رجالة عبدالصبور بتقدر على جنس ده؟
    تحياتى يامبدع

  2. التركي كتب:

    سلامات أخ عبدالمنعم
    ياخ جهجهت راداراتى …. مرة أحن على محاسن ومرة أقيف مع عبدالصبور … طيب ياخ مافى طريقة مباصرة يعنى محاسن يطعموها بحسان شباب (أحزاب) لأنو بعد النعمة دى كلها التنازل بصعب عليها ولو قالت اتنازلت وصدقتها بتلقاها تسرق من جزلانك وتشترى الرصيد عشان تشمشر مع جارتها الجنوبية لمن يجيبو أجلك …. غايتو الا الشعب يوما يريد الحياة … لك التحايا

  3. dakeen كتب:

    سلام
    انتو عبد الصبور زمان ما كان بحب ميري وحارب عشانها ،،، ناس الجودية وين ،،، يحلو مسالة سقف المطالب دي . فمحاسن ممكن صابرة عليه وبمجرد ما تلقى ليها فيهو فرصة بتطين عيشتو عشان كدي اخير ليه يعمل حسابو محاسن دي خبيثة ومكارة وبكرة بتجي ليها بي فكرة جديدة من قعدة الجبنة مع صاحباتها

  4. عزت كتب:

    قيل يا مونديف الراجل في ليلة من ذات الليالي بدأ يتحسس زوجته النائمة بقربه من ذات اليمين الى الشمال فتوقف فجأة….
    لم توقفت قالت الزوجة…؟
    لقد وجدت “الرموت” قال زوجها….

    أها شحدت الله الأزواج ما يلقوا الرموت كلو كلو…
    بعدين يا منعم “رموتن” بنعرفوا أخير من واحد جديد أزرارو كتيرة…..

  5. يقطع حريشك شو هالمسخرة ياعبد الصبور ؟ أصبر كمان حتى يعجز الصبر عن صبرك ,, محاسن دى شديدة ولضيضة وبتلعب بالبيضة والحجر .

  6. تحياتى لك ولقلمك الرائع ,,,,,,,

  7. عبد المنعم كتب:

    عبد الصبور فتر من الصبر وكتر عليه عايز يتنسم الحرية والكرامة

  8. لمى هلول كتب:

    الاخ عبد المنعم
    تحياتى لك قصة رائعة ..تغيير المدام دا ساهل وشرعى كمان ممكن كمان اربعة مادمات موش واحدة بس…..

  9. ياسين شمباتى كتب:

    الحبيب عبدالمنعم..سلام…
    امانة ما اتلومت! جهجهت باكاتنا وعذبت خلايانا الرمادية,,قول كه..
    تحياتى يا رايع…

  10. ودالفتيحاب كتب:

    لكن مبالغه عديل كده هذا الخيال الرائع ، التحيه لك والي هذا الابداع

  11. الغبشة كتب:

    راااااااااااائعه

  12. AFLAIGA كتب:

    منعم الراقى اب خيالا واسع بالله قاعد تغشى وين المغربيه اوع يكون نفس محل قرنشطه ؟؟
    مشهد سغنتوتى :
    حمودى : انت يا بابا الايامات دى مش ايام ثورات وحركات انت ساكت على ماما دى مالك ؟؟
    افليقا : والله يا حمودى خايفين عليكم من البديل يفرق بيننا وبينكم .
    حمودى : بالله ده حنكك انحنا امورنا تمام بس انت انتفض
    افليقا : لكن يا حمودى باقليك امك دى بتفكها بالساهل انا خايفا تقصفكم وتستورد مرتزقه من ناس حبوبتك !!
    حمودى : يعنى رايك يكون انقلاب سلمى ؟؟
    افليقا : والله سلمى بدون خسائر كويس
    حمودى : طيب اقول ليك شيئ ما تعملو اصلاحات
    وهنا دخلت سمسمه : انتو بتوسوسو فى شنو ؟؟
    حمودى : لا ابدا يا ماما كنا بنناقش التجربه المصرية
    سمسمه : التجربه المصريه بتاعة شنو ؟؟
    افليقا : لالا ما تاخدى بكلامو التجربه المصريه فى الدراما واثرها على المجتمع المسرحى المصرى ..
    حمودى : ما قلتو نوبا والله انت سلمى ذاتو ما بتقدر ..
    ههههه

  13. aflaiga كتب:

    مشهد سغنتوتى معاد من تعليق على مقال للاخت طراها الله بالخير فنجان قهوه يتحدث عن الجمال جمال الروح اثرنا اعادته لارتباطه بشنو ما عارف لكن اقبلو الاعاده تانى :

    لماذا يحاكم – الانسان – من مظهره الخارجى ؟
    فهو ثلاث اقسام :
    * لماذا يحاكم : والسؤال هنا لماذا المحاكمه ؟ ومن يملك الحق فى الافرار بشان الناس فمن منحى دينى لم يكن الله ظلاما للعبيد فى توزيع الجمال وعليه لايمكن الحكم على الجمال من المظهر !! وعليه لاسلطة لاحد فى الحكم على اخر مخلوق مثله فى اى منحى .
    * الانسان : وهو محور كل التقييمات وهو موصوف من رب العزه وليس بواصف حتى الذين اشتهروا بالوصف وطلب الوصف من قوم صف لنا ما هى ؟ وصف لنا ربك ؟ فقد باءوا بخسران مبين – والاصل فى الانسان انه موصوف من قبل رب الناس بان الله قد خلقه فى احسن تقويم ثم ردده اسفل سافلين بسلوكه اللاانسانى الذى ينتهجه .
    * المظهر الخارجى وهو نوعان مظهر مادى ومظهر جوهرى فالمادى هو ما ترتدى او كيف تمشى او كيف تمارس حياتك وهى صفات اما مكتسبه من مجتمعك او موروثه من اسلافك وقد حددها الشرع بنوع المشية وطريقة التادب فى الكلام والممارسه – وجوهرى وهو ما يصدر من الانسان من حركات وسكنات تدل على شخصيته كالابتسامه واريحية التعامل وغيرها من المحسوسات – ولعمرى انها ما يمكن الحكم عبره على الناس !!
    عموما نحن لاندرى من هو الشخص الديكتاتورى الذى فرض علينا ان البيضاء جميله والسمراء شينه والطويله جميله والقصيرى شينه ووووو لكننا بالطبع وانا شخصيا لا اكترث بمثل هذه الاوصاف مش عشان مصنف شين !! لكن لانها كلها زائله ويبقى جمال الروح . طبعا احيانا يقال ان هذه مبادئ الشينين كما القناعه مبادئ الفقرانين . ولولا اختلاق الاذواق لبارت السلع .
    شباب : سميحه بت البوشى بتاعين العماره الفى حلتنا بقدر ما حباها الله من الروقه والترطيبه الا
    نها تعانى من عاهه فى الرجل الشمال تجعلها مصنفه بانها عرجا رغم ان مراحا مراح ترطيب وعلى قدر متوسط من الجمال قووول شينه عديل شنو يعنى مش مرطبه – يوميا يكطرق بابهم مجموعه من الشباب طالبين يدها واعينهم على دكاكين الاسبيرات والشاحنات البتسافر الغرب وتاتى محمله والقروش الفى البنوك وكلهم يتعللون بان الجمال جمال الروح والاعاقه دافع قوى للنجاح فى الحياه ويكون معظمهم لم يروا سميحه اصلا وبعضهم اكتفى بسماع جزء من قصتها وخاصة الجزء المتعلق بالمال والترطيبه – سببت هذه الظروف نفسيات لسميحه حيث انها تصطدم كل يوم باصرار اخوتها على ان يزوجوها زول يكون عاوزا عشان جمال روحا لمن روحا طلعت وما لقو زول فى النهايه تقدم ذلك الشاب المرطب من اسرة حسن مطاحن وختف البنيه من الشباب وزيادة الخير خيرين والقروش بتجيب قروش – بعد فتره عادت سميحه من المانيا تمشى الهوينى كما يمشى الوجى الوحل مستقيمة الساقين وبجمال باهر – على شمارات كان دوما ما يضحك على شباب الحله مخاطبا اياهم شفتو القروش لمن تتلمى مع القروش بتسوى شنو ؟ اسى والله كان عرسا واحد منكم كان كراعا التانيه ذاتا بطلت قومو لفو فقرانين انتو احسن حاجه تكوسو ليكم عريس مش عروس قال جمال الروح هاك جمال الروح ده !!

أضف تعليق