بينونة صغرى….

لقد جهدت ان انأى عن الكتابة والخوض فى حادثة الانفصال وما سبقها وما يترتب عليها,,ولكن تشاء ارادة الله ان الم ببعض التفاصيل الموجعة والمؤلمة التى تقض المضجع وتثير الحفيظة وتجرى المدامع عند التمعن فيها..

اولا لا اجد شبها لما حدث وما يحدث هذه الايام بين حكومتى شمال السودان وجنوبه الا بحادثة طلاق! اى نعم,هو طلاق كما نعرفه,ففى الطلاق يختلف طرفى النزاع وقد يسبان بعضهما وتصدر منهما افعال تجعل كل طرف كاره للآخر,ومن ثم يطالب احد الطرفين بالطلاق او ينفرد بالقرار من بيده العصمة,,ثم بعد وقوع الطلاق يبدأ التفكير فى ضم او قسمة الابناء ورعايتهم والنفقة والزيارة وتاتى معضلة المدرسة والجامعة ……..الخ..
انفصال بلدنا هذا يشبه الى حد كبير حادثة الطلاق اعلاه,فرغما عن وجود 5 سنوات انتقالية كانت حافلة بالمؤشرات التى ترجح كفة الانفصال الا ان اى من طرفى الحكم وشريكيه لم يفكر فى كيفية فك الارتباط وفض الشراكة بسلاسة! وكأن الامر تم بليل,,وهو قد تم جهارا نهارا..لم يفتح الله على اى من الطرفين بمناقشة مشاكل كالجنسية والجواز والرعاة والارتباط التعليمى والتجارى وحقوق المواطنة …الخ قبل وقوع الكارثة,,بل صبوا جل اهتمامهم بالبترول وابيي!

القى من اللوم اكثره على المؤتمر الوطنى,فالحركة الشعبية حزب سياسى غض لين العريكة لم تقو شكيمته بعد وهو مشغول بتكوينه السياسى وتكوين دولته الجديدة ولا عهد له بمثل هذه التعقيدات السياسية,لكن ما بال هؤلاء المتشدقين بالحكم والسياسة ذوى الجيش المهول من المساعدين والمستشارين والوزراء والنقباء والمجالس العليا والمفوضيات الساميه والهيئات المهيمنة!؟؟ اين  المجلس القومى للتخطيط الاستراتيجى؟واين وزارة التعليم العالى؟؟واين واين؟؟بل اين الحاكم الانموذج؟؟ها…

شد ما آلمنى ودفعنى الى الكتابة مشكلة فك الارتباط الاكاديمى,,فهناك حوالى 10 آلاف طالب من شمال السودان لا يعرف مصيرهم! فمع اغلاق جامعات (جوبا-بحرالغزال-اعالى النيل) من غير ما معالجة لاوضاعهم,,صاروا فى حكم المشردين,وهناك عدد لا باس به من طلاب جنوب البلاد سيواجهون نفس المصير,لكن معضلتهم اخف وطاة,فهم قلة ودولتهم لن تتخلى عنهم يوما,,لكن انظروا الى دولتنا الرشيدة التى صرح احد منسوبيها بانهم سيفتتحون جامعة جديدة لاستيعاب هؤلاء! بغض النظر عن تخصصاتهم ونسبهم واختلاف كلياتهم ,,هكذا اعتباطا سيفتح جامعة كما يفتتح سوبرماركت! والادهى انه قال ان الخيار للطلاب فى الانضمام لها! وهل خيرت الطلاب عندما اخترتم الانفصال بممارساتكم وسياساتكم الرعناء!؟ اف لك ولمن تبعك..بل تبا لك عدييييل كدة..

ولا يفوتنا ان هذا العدد الضخم كان يدرس بمدينة الخرطوم,فلو حاولوا استيعابهم بجامعات اخرى فستكون معضلة ان يتم توزيعهم جميعا بالعاصمة,ولا ننسى المستوى الاكاديمى للجاماعت التى جففت مقارنة بما يمكن ان يذهبوا اليه..

يا اهل السياسة هلا اعتركتم بعيدا عن التعليم؟؟فهو ما تبقى من وطن جريح,ويحضرنى هنا قول الرائع حميد (والبشتوفوا يوم اطلال,,كان ذات وطن حلّال)..لك الله يا وطنى الجريح..

كسرة: قال مدير هيئة المساحة السودانية انه يستطيع القول ان السودان لا يزال بلدا شاسعا! ففهمت انو لسه فى فرصة تقسيم تااااااانى! عليك الله قوم لف كدة…

كسرة بالبامية: غايتو طلاقهم دا نعتبرو بينونة صغرى,واكيييد ما برجعوا فى مسماهم لكن يبقى الامل فى ظل خكم افضل وسياسة ارقى وجيل اوعى وزمان غير هذا الزمان…

كسرة دينية: اقول لمن يرى ان الجنوبيين عبيد وانهم لا يدينون بالاسلام لذا وجب فراقهم وحرم جوارهم,,الم يكن سيدنا بلالا اسودا ومملوكا بصك !؟؟هل تجاوزه الاسلام؟وهل تأفف عنه خير البرية الرسول الخاتم عليه صلوات الله وصحابته؟ام دعوه ومن شابهه الى الاسلام والسلام؟فاستجاب وصار فيهم حيث صار الى ان قال فيه الفاروق عمر بن الخطاب: ابوبكر سيدنا واعتق سيدنا..اتقوا الله فى انفسكم يا هؤلاء..

كسرة اخيرة: رغما عن عنصريتى المتوارثة,الا ان غصة بالحلق ودمعة على الخد من فراق جيران واصدقاء كانت لنا معهم ذكرى طيبة,وعاشرناهم بالمعروف وعاشرونا بالخير..مواطنين اصيلين لعبت بهم يد السياسة القذرة..كوال..اقوق…نجامبيج..دينق…قرنق..نجارياك..ماتيت..بويا….ياى…لهم جميعا اقول: ان سلاما عليكم من الله ورحمة ما حللتم..

                                                                                            و,,,,,,نتلاقى فى الاحساس…