إلى متى تستمر المعاناة ..ايها الناقل الوطنى ..سودان إير ؟

إلى متى تستمر المعاناة مع الناقل الوطنى … سودان إير ؟؟؟

أحبتى الكرام .

.ما كنت أود ان اخوض وأتعرض لهذا الموضوع لحاجة فى نفسى ولا من أجل النقد الهدام الذى لا يحل مشكلة بل من أجل الصالح العام..ولكنه الألم الشديد الذى يعصرنى لما عايشته بعد كل هذه السنوات فى رحلتنا الأخيرة التى تحمل رقم 227 والقادمة من مدينة جدة الساحلية مساء الجمعة الموافق الثامن عشر من شهر سبتمبر 2009 مع ناقلنا الوطنى .. ومسئوولونا وولاة أمرنا ( أيدهم الله بنصره) يبشروننا  فى كل عام أن عامنا هذا سيكون خاتمة لكل معضلاتنا الأزلية ( ولكن الواقع المُعاش يقول ..أنكم فى كل عام ترذلون )  والتى من ضمنها خدمات ناقلنا الوطنى الذى تم تخصيصه وصار إسمه شركة الخطوط الجوية السودانية وكنت أفضّل أن لو أطلقوا عليها إسماً آخر لا يحمل إسم السودان العزيز على قلوبنا .. لأننا لازلنا نقول .. بلادى وإن جارت علىّ عزيزة ,اهلى وإن ضنوا علىّ كرام ..

فقد كانت رحلة شاقة بكل المقاييس وكنت أشفق كثيراً على أهلنا كبار السن والعجزة من الرجال والنساء  وهم  يعيشون الماساة المُرة .

فقد بدات رحلتنا ..اقصد مسلسل المعاناة منذ وصولنا إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة فى الساعة التاسعة مساءاً حسب الموعد المحدد لنا من موظف الحجز الذى  طالبنا الإلتزام بالموعد  ..ولم يلتزم هو وإدارته الموقرة بالموعد المضروب… ولم نجد أياً من موظفى الخطوط السودانية.. وظللنا نذرع ردهات المطار المزدحم بكل أشكال خلق الله جيئة وذهاباً علنا نجد احداً يدلنا على كاونتر ( منصة ) وزن أمتعة المسافرين السودانيين تلك الليلة …  ولكن باءت كل محاولاتنا بالفشل الذريع ( لا أعرف كلمة كلمة تعطى معنىً اكثر من الفشل الذريع ) ..وفى الحادبة عشرة مساءاً حضر إلينا أمن المطار وأفادونا بأنه لا توجد رحلة للخرطوم فى ذلك المساء وعلينا إخلاء الصالة لوجود رحلات أخرى .  فتساءلت هل وصل بنا الحال أن تتم إفادتنا من قبل أمن المطار وليس من إدارة شركة طيراننا المحترمة  بإلغاء الرحلة .؟.وكيف بتسنى لنا أن نتأكد من ذلك ولم نقابل اياً من موظفينا الأماجد ..واتصلت هاتفياً بأحد الأقارب له صلة ومعرفة ببعض الموظفين أستنجد به أن يتاكد لنا من صحة إلغاء  الرحلة من عدمه   فافادنى أنهم ( موظفى الخطوط السودانية ) فى طريقهم إلى المطار وكان ذلك حوالى الساعة الحادية عشرة والنصف مساءاً ..لماذا طلبوا منا الحضور فى الساعة التاسعة  إذن ؟؟ ..المهم والشاهد فى الأمر أتممت ( شخصى الضعيف ) مهمة وزن الأمتعة حوالى الساعة الثانية صباحاً دون معرفة موعد إقلاع طائرتنا صوب  الديار …ودلفنا إلى صالة المغادرة نلتمس الراحة  جلوساً على المقاعد بعد أن بلغ منا التعب والإرهاق حدا لا يطاق..ولكن خاب أملنا فى معرفة موعد إقلاع طائرنا  الميمون  ..و لم نجد من يخبرنا بموعد إقلاع الرحلة الجديد بعد أن تعدينا الموعد الأول وكان الساعة الواحدة من صباح السيت . عند الخامسة صباحاً حضر أحد موظفى الخطوط السودانية فسالناه عن موعد الإقلاع الجديد  فقال أنه سيكون فى الساعة السادسة صباحاً وأن الطائرة يجرى تعبئتها بالوقود ( لا تنسوا أننا فى داخل المطار منذ التاسعة من مساء الجمعة – الحزينة – ) ….بدأنا فى إجراءات دخول الطائرة عند الساعة السادسة والربع.. صباحاً .

وبدأت حلقة مسلسل العذاب الثانية ..وكانت معاناة من نوع آخر ..نوع من سؤ الإدارة فمن المعروف عالمياً أن كل مسافر حجز مسبقاً على أى رحلة.. له مقعد محدد سلفاً ببطاقة صعود الطائرة لكننا فوجئنا يمسافرين  معنا وصلوا إلى الطائرة  ييطاقات صعود بدون أرقام جلوس ( تذكرت حينها بصات الديم والعُشرة والحاج بوسف ) وحدث هرج ومرج بين الركاب وكاد أن يحدث ما لا يحمد عقباه ..كيف حدث هذا الأمر ؟ الله أعلم . ولا أدرى كيف تمت تسوية الأمر .. ..( يجب معاقبة الموظف الذى اصدر هذه البطاقات وفصله من الخدمة ) واكتشفت أيضاً أن طاقم الضيافة عاجز عن تقديم يد العون للمسافرين فى حالات الطوارى وذلك حين سقطت أحدى المسافرات ( من كبار السن ) عند بلوغها مدخل الطائرة ( من شدة التعب ) ووجدت طاقم الطائرة يتحلقون حولها وهم فى حيرة   من أمرهم فيما عليهم أن يقوموا به.. فقمت وبمساعدة الركاب الآخرين من مساعدة الراكبة من النهوض من على أرض الطائرة … حينها تنفسوا الصعداء …؟ واقلعنا فى السابعة إلا خمس دقائق صباحاً من مطار الملك عبد العزيز الدولى ووصلنا الساعة الثامنة والربع إلى مطار  أمازونيا الدولى  .

.وبدات الحلقة الثالثة من مسلسل العذاب  مع موقع إستلام الأمتعة ..التى كنا نخشى فيها عدم وصولها معنا على نفس الرحلة وكان لزاماً علينا الإنتظار متحلقين حول الحامل الكهربائى للأمتعة وهو يدور بيننا فى حلقة مفرغة حيث يتم فحص الأمتعة إلكترونياً بجهاز واحد فقط ( تخيلوا كم من الزمن يستغرق الأمر !! ..ولحسن  حظى جمع الله شملنا مع أمتعتنا بعد مرور ساعة ونصف من الزمن ..وغادرنا المطار فى الساعة العاشرة  صباحاً ..وانتهت رحلة  دامت إثنا عشرة ساعة بالتمام والكمال كان نصيب الطيران منها ساعة وعشرون دقيقة فقط .

والأن وبعد ان أطلت عليكم  بالتفاصيل المملة .. بدأنا نتساءل ( مع  بعض من الأخوة المسافرين ) من هو المسئول  عما حدث ؟..وإلى من يمكن تقديم  شكوانا ؟ ( افاد البعض الذين فقدوا الأمل فى الإصلاح انه لا فائدة من تقديم شكوى .. يعنى هو الماشى صاح شنو داخلياً حتى ينصلح الحال خارجياً..فالشكوى لغير الله مذلة ) ..البس مجرد حجز مقعد وشراء  بطاقة سفر بمثابة  عقد بين طرفين يتحمل كل طرف فيه واجباته .. ولا يحق لأى من الطرفين الأخلال به  ألا بموجب إتفاق وتراض بينهما ؟ لماذا مُنعت  خطوط  طيران الشرق الأوسط والخطوط الكينية والخطوط الإثيوبية وغيرها من خطوط الطيران الأخرى من العمل بجانب الخطوط السودانية  فى نقل المواطنيين السودانيين من مدينة جدة إلى الخرطوم وشركتنا الوطنية غير فادرة على سد الفجوة ؟ وجميع المسئولين يعلمون أهمية محطة مدينة جدة بحكم وضعها الجغرافى والدينى … هل  هو الحسد أم  تخطيط  من قبل إدارة الشركة بزيادة معاناة المواطن المغلوب على أمره ؟ .. ولسان حالهم يردد ..وراكم وراكم حتى وأنتم خارج حدود الوطن والزمن طوبل .. ويريدون منا أن ونرد عليهم بقولنا عذبنى وتفنن فى الوان عذابى ..ولكن إلى متى  تستمر المعاناة ؟ وما فائدة عملية التخصيص مادام أن الوضع كما هو عليه  حين كانت مؤسسة حكومبة ( ميرى ) ؟ وما هو دور الشريك الأجنبى فى مسلسل المعاناة .. أم أصابته عدوى التسيب  هو الآخر ؟ وجوابى على ذلك أنه ما دمنا ننتهج سياسة عفا الله عما سلف ..وغياب سياسة الثواب والعقاب فى تسيير امور حياتنا… فلن بنصلح حالنا  وسنظل ندور  وندور  فى حلقة مفرغة إلى يوم الدين .. لقد آن الأوان أن بطالب المواطن بحقه كاملاً  طالما هو ملتزم بواجباته .. ولا ارى غير أن ندير لهذه الشركة ظهرنا ونعلنها مقاطعة تامة ( وها هو الفقير إليه تعالى يعلنها أمامكم مدوية ..معلناً بداية المقاطعة ..) حتى تستقيم الأمور وتعود إلى نصابها فى تقديم خدماتها بصورة  افضل ..

أم هنالك حلول  ووسائل أخرى ينبغى علينا إتباعها .. أما آن لمثل هذه المعاناة أن تتوقف..؟ نرجو المساعدة ..