ظنى ……

قبل فترة طويلة وأنا صبى صحيح مليح كتبت قصيدة ، وهى كما سوف يُلاحظ لاحقاً ليست جيدة الصياغة ومتماسكة السبك ، وكنت قد دونتها فى مفكرة. وقد إندهشت ايما إندهاش (وانخلعت أشد الإنخلاعات عندما اعدت قراءتها لنفسى .. المطلع يقول:

أقسمت أنك لن تخنى

وصدقتك ياحبيبى ولكنى

عند المساء أذكر البعاد

فيضيع حبى منى..

والحقيقة لا أذكر هل كُتبت لإمراة؟ وهذا أغلب الظن والإحتمال الوارد …ولكنى الان عرفت وبطريقة يقينة غامضة انها لم تُكتب فى إمراة عادية تاكل الطعام وتمشى فى الاسواق…بل كتبت فى إمراة آخرى كمريم….إمراة اسمها السودان!! مع ان اسم السودان يبدو مذكراً وهو ليس كذلك!!

والان وقد خرجت من البلد مجبراً واظن فى رحلة ستكون طويلة الامد ومجهولة المالات، اعود واكد لنفسى ان الحروف كانت للبلد…البلد العجيب والذى دارت به الدوائر الخبثية منطلقة من معاقل الضلال والجهل…لا اعتقد ان بلداً ما قد وصل لما وصلنا له ، لا صومال (ولاجن احمر) فساد خرافى ومقنن وموثق بايات قد ظنوها بينات…عناد كيزان غلاظ شداد على شعب صبور على الكوراث…حكام جهلة خائنون وقد وتدوا فى هذه الفانية الاوتاد ، وظنوا ان لا احداً قادر عليهم….طيب والحلل؟! الغريب فى الامر أن الحلل يكمن فى المسالة نفسها والقضية ذاتها بذاتها….هذا كلام يبدو نوع من الطلس والغمس أو فلسفة عبثية! ولكن اعزائى هذا طريق – واقصد النهب المنظم والظلم البائن- قد ساره من قبلهم حكام كثر..اما ترى كيف فعل ربك بعاد؟ ثم انك اذا حرمت الاخرين من كل شىء واستوليت على كل شىء ما ذا تتوقع ان يحدث حيال الوضع المحير!! انها قصةالقط الذى يحاصره شخص بنية القضاء عليه ، فلما يعلم علم اليقين بحسه الحيوانى انه هالك لامحالة فسوف يدافع عن نفسه بشراسه وقد يقتل من يعترض طريقه.

ويرجحن فوادى الكسير..

ما بين الشك والظن

واهيم فى العدم

واعود تعباً وكانى…

.. اعتقد جازماً – وقد ذكرت ذلك كثيراً فى السابق لبعض الاصدقاء ، وقد ظنوا بى حينها الظنون ، وسموا ذلك جلد الذات واغتيال الانا…والفكرة تقوم على اننا اصلاً شعب “مضروب” بفيروس قديم وقاتل…فيروس سوء ازلى وفساد كامن فى دواخلنا الجمعية…هذا الفيروس يظل كامناً لايسبب مرضاً فتاكاً او حتى لاتبدو أعراضه احياناً ، ولكن أذا هيئت له البيئة المناسبة فانه يظهر جلياً ، والكيزان وفروا البيئة الصالحه ليتفعل الفيروس الضار…شعب مضروب ياناس!!

أترى أنا منك؟

وصحيح انت منى؟

وقسم عظيم يرن فى اذنى…

وصدقتك ياحبيبى ولكنى..

وقد يقول قائل أن كل البشر هكذا ، تتنتازعهم الاهواء والرغبات ، وهذا صحيح…قد يكون اننا ورثنا من الافارقة اسوأ جزء منهم ومن العرب كذلك وجاءت الجوائح كحاضنة فاصبحنا كما ترى!! ربما التعليم والقانون ربما يخففان من اثار الفيروس الضارة! ولكن من ين لنا هذا ، وبلادنا فيها جامعات مزيفة (ومضروبة) وانا اعرف مااقوله!! لاتعليم هناك ولامعرفة تكتسب.. بل شهادات تمنح من قبل من لا حق له الى من لا يستحق… واذا الموضوع رسا على جلد الذات فيكون كذلك فنحن شعب يُجلد منذ أن خرج المستعمر منه ، وبالمناسبة جلد الانجليز كان أرحم…ثم جاءت أفواج التتر وطوائف أبن تاشفين من حيث لايدرى أحد…يوسف ابن تاشفين الذى اسهم فى انهاء حكم اعظم الحضارات فى دولة الاندلس المجيدة..

والتقينا ونظمت فى عينيك شعرى وفنى..

وعزفت على قيثارة الهوى الهوى الحانى ودنى..

وتكلم صمتى فكان لسانى عنى…

وتحثت عيناك ذات السناء ..

حديثاً سمعته بعينى واذنى..

رجعت واتهمت نغسى…

وعرفت أنى ..

قد ظلمتك ياحبيى وبالغت فى ظنى..

الان عزيزى القارى اضيع معك فى هذه الجزئية ، لم استطع ان افهم تماماً او ادريها حتى تقريباً…ربما مجرد كلمات لمراهق اضناه لج النمو المتسارع… ربما لاشىء اطلاقاً … ولكن تبقى حبيسة فى دفاترى القديمة..

ودمتم.