((عينيك علّموني احب))

سمعتُ وقرأتُ كثيرا عن مثل عينيك ولطالما تخيلتُ كيف تكون امثال عينيك ولكني  لم اكن اظن حتى مجرد الظن ان المشهد الحي لمثل عينيك يملاُني بمثل ذلك الفيض من المشاعر الا بعد ان شاهدتك ونظرت في عينيك … استغفرتُ ربي وذكرته كثيرا .. وابحرت في عينيك طويلا واحسستُ بما يلامس شغاف قلبي وبما يحس به المحبون ووجدتني اسبح في ملكوت بلا نهاية والصور الجميلة تترى في مُخيلتي وقصص واخيلة تجمعت ورأيت مصدر الحب واخترقتُ بقلبي حُجب المادة وسافرتُ بعيدا بعيدا الى حيث الحياة حياة ورايتك في قصر لا يشبه  ما رأيتُ من قصور وجدرانه مزدانة بالنفائس من الجواهر والاستبرق واللآلي..اكُلُّ ذلك لك انت وحدك يا صغيرتي؟.. استغفر الله من زلاّت قلبي ونفسي … ولكني قصدت كيف وصولك الى هناك؟ احيانا تلمُّ باحدنا (تهويمات وتحليقات) تذهب به بعيدا بعيدا ولكن لاننا نمشي علي الارض (ونتأثر بالجاذبية الارضية والدنيوية وغيرها) فنُكَذِّب اعيننا وخيالنا حتى وان كان حقيقة .. صِحتُ في نفسي وانا لوحدي في غرفتي وانا اتذكر في مشهد عينيك :هل كنت في حلم ام حقيقة؟ … الذي مر بي وشاهدته بقلبي لا يشبه ما يُروى عن العشاق والمحبين ..انه شئ مختلف ذلك الذي رأيته في عينيك .. واسرتني ابتسامتك ولم ادر بما ارد علي ابتسامتك فوقفت كالمشلول او كالمذهول .. وفي تلك اللحظة تذكرتُ حبيبي وحبيبك   فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { والذي نفسي بيده لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل, ثم أغزو فأقتل, ثم أغزو فأقتل} أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما..

وتذكرت قول ربنا جلَّ وعلا: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بلأحياء عند ربهم يرزقون} الاية.

نسيت ان اجيب علي سؤالك وطلبك ان احدث قومي ونفسي ان نلحق بك , قلبي معك اسيرا لسر عينيك ولكني وقومي نفوسنا ضعيفة (ولم نتخلص بعد من الجاذبية الدنيوية) وليتنا نسمو بارواحنا لنلحق بك فسِرُّ عينيك يملاُني رهبة ورغبة في اللحاق بك واسأل الله ان لا اكون من الذين قيل فيهم (أثّاقلتم الى الارض) وعزائي ان (عينيك علموني احب)

اسأل الله ان يتقبلك ويتقبل من معك من مَن اخلصوا لله تعالى في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. وحسبى الله ونعم الوكيل..