تباين اللهجات في الوطن العربي..موضوع للنقاش

Posted: الجمعة,13 مارس, 2009 by Nourlight in إجتماعية

موضوع تباين اللهجات فيما بين العرب امر ليس بالجديد حتي قبل ان تتفرق الدول. ففي وقت كان العرب فيه امة واحدة كان هناك تباين في اللهجات وكيفية استعمال اللغة. هناك قصة سمعتها وانا طفلة وساذكرها كما اتذكرها. قيل ان وفد من قبيلة من قدامي قبائل العرب جاؤا الي رجل يدّعي انه رسول من الله وهو واحد منهم بُعث اليهم برسالة. و بعد ان فشلوا في ان يجعلوه يغادرهم كانوا يريدون ان يثبتوا له انه ليس منهم في الاصل لانه يتحدث بطريقة مختلفه عن ‘طريقتهم. وبعد ان طرحوا القضيه بداوا يسوقون الحجج والبراهين والدلائل علي ادعائهم … فقالوا له انت تقول ” قسوّرة” ونحن نقول” اسد” وانت تقول “كٌبرة” ونحن نقول “كبير” ثم انك تقول “عٌجاب” ونحن نقول “عجيب” . فبعد مناقشة الامر والاخذ والرد سأل الرسول شيخ من وجهاء الوفد ان يقوم فقال “قم يا شيخ” فقام وقال “اجلس يا شيخ” فجلس فقال “قم يا شيخ” ولما قام الشيخ وجلس ثلاث مرات احس بالمهانة والغضب فقال مخاطبا الرسول :” اتهزأ بي يا رجل؟ يا بن قسوره العرب..و انا شيخ ٌ كُبّرة , ان هذا لشئ عجاب!” فضحك الرسول لان الشيخ كان في ثورة غضبه قد قال كل الكلمات التي جاء يستدل بها علي ان لغته تختلف عن لغتهم وانتفي خلافهم معه – اذاً فمسالة تباين اللهجات كانت قديمه , وبعد ان سقطت و تقسمت الدوله العثمانية بفعل الاستعمار نشات كثير من اللهجات المحليه وتباين استعمال الناس للغة العربية الام واصبح يصعب في بعض الاحيان ان يفهم العربي اخيه العربي!!

المعروف ان لكل لغة انموذج قاعدي اساسي او “standard form ” وهو اصل اللغة. ومنه تاتي اللهجات
“accents ” واللغات المتفرعة” dialects” واللغات واللهجات المحلية”local accents and dialects“.
السبب وراء نشوء هذه الفروع اللغوية هو تمازج الاجناس مع بعضها (وهنا يتدخل تاثير لغات اخري لان الاجناس المختلفه تتكلم لغات مختلفه) وتاثير البيئة علي استعمال الناس للغة. نجد في لغتنا العربية اثار واضحة للغات اخري فهناك كلمات في بعض اللهجات المحليه اصلها ليس عربيا. واحيانا نجد نفس الكلمة تستعمل بمعاني مختلفه من مجتمع الي اخر “مثلاً كلمة حار لا تعني بالضرورة نفس المعني في كل البلاد العربية”. واما تاثير البيئة فهو يؤثر بشكل مباشر علي طريقة استخدام اللغة للتعبير. فمثلا في مجتمعات الصحراء يشبه الشوق بالعطش فيقال:” اشتقت اليك شوق الزرع للماء” مثلا بينما عند مجتمعات المناطق البارده يشبه الشوق والافتقاد بشعور البرد وبالتالي يكون اللقاء دفئا. هناك ايضا عامل مؤثر وهو اختلاف نظرة المجتمعات المحليه للمفاهيم المختلفه…

وكثيراً ما يفرق العرب بين انفسهم بطريقة الكلام واختلاف استعمال اللغة العربية نفسها فاصبحت طرق الكلام المختلفة تدل علي اما قبيلة او مجموعة المتكلم ففي سوريا مثلاً ينطق العلويون حرف القاف قافاً بدال حرف الهمزة عند من سواهم من السوريين وبذا اصبح رمزاً يمكن الاستدلال به عليهم وفي الاسكندرية اصبح الكلام عن النفس بصيغة الجمع ككلمة “نسافروا- بدل أسافر” دلالة علي ان المتكلم من اهل الاسكندرية.

الشئ الهام في هذا الموضوع هو ان قسم كبير من وحدة المجتمعات بل واقواها هو وحدة اللغة. وبما انه لا مفر طبعا من تنوع اللهجات فاذاً من المهم ان نهتم بالانموذج القاعدي للغتنا وهي اللغة العربية الفصحي لكي نحقق نوع هام وفعال من وحدتنا العربية وكلما عز التفاهم عبر لهجاتنا المختلفة نلجا الي الي وجه اللغة الذي هو مفهوم لنا جميعا. يجب ان تدرس اللغة العربية في البيت وفي المدرسة ليس فقط من اجل تحقيق وحدة اللغة وانما ايضا لاسباب اخري مثل فهم وقراءة الموروثات الدينية والثقافية و المقدرة علي التعبير الصحيح وكذلك لان هناك مواقف لا يجوز فيها استعمال اللهجة المحلية وانما اللغة الاساسية مثل المواقف الرسمية. سبب اخر لتعلم اللغه الاساسيه واتقانها هو انه يسهل تعلم لغات اخري للشخص الذي هو متمكن من لغته الام بينما يتعثر الغير ملم باصول لغته. و قد اثبت علميا من بحوث “Cummins ” ان العلم والخبرات و المفاهيم اللغوية يمكن ان تنتقل من لغه الي اخري عبر خاصية ذهنيه تسمي الانتقال ” transfer ” فلا يحتاج متعلم لغة جديدة ان يتعلم خواص لغوية للغة اخري اذا كان قد تعلمها اصلا في لغته الام وانما تنتقل الخبره من لغته الام الي اللغه المراد تعلمها..ويصبح يستخدمها بكل يسر لانه قد سبق له ان استعملها في لغته.

من الاشياء التي لعبت دور كبير في تقريب اللهجات المحلية عند العرب (طبعا) ثورة التقنيات فاصبح الناس يميزون ان هذا من اهل كذا وذاك من اهل كذا لان القنوات الفضائية العربيه خدمت العرض او ال ”exposure “ و جعلت لغات الغير معروضه لنا من خلال تلك القنوات. و من خلال المسلسلات التي تعرض حياة الناس نتعرف علي مفاهيم بعضنا والسلوك الاجتماعي الذي هو ايضا يتباين من قطر الي اخر ومن مجتمع الي اخر. ولا ننسي الهجره بين الدول العربيه وبرامج الاعارة المختلفة وتسهيل وسائل الاتصال بين بلاد العرب .عالم الكمبيوتر والنت ايضا له دور لا يمكن تجاهله فقد تفاعل العرب مع بعضهم البعض عبر النت وتعرفوا علي لهجات و مفاهيم بعضهم ومشاعرهم ناحية قضاياهم المحلية والقضايا العامة التي تهم كل عربي.
في سعينا الحثيث لاستعادة وحدتنا التي كانت من اسباب مجدنا في السابق يجب ان نبدأ باللغة ونهتم اولا بتعلم واتقان لغتنا الاساسية ثم بالتعرف علي لهجات بعضنا البعض ولغاتنا المحلية وان نصر علي التواصل مع بعضنا مهما اختلفت طريقة الكلام وان لا تعزلنا تلك الاختلافات البسيطة من بعضنا البعض . برائي ان هذا هو الطريق الاسلم والذي يمكن تحقيق فائده عبره اكثر من الخطب السياسية ومن الشعارات البراقه و اللقاءات الرسميه بين رؤساء الدول لان للمجتمعات تاثير فاعل لا يقارن بتاثير الافراد بل واكثر من الغزو الذي كان ممكنا في السابق بغرض ضم الدويلات الصغيرة للدولة العربية الكبيرة او للدوله الاسلامية اما الان فمعظم العرب مسلمون ودم المسلم علي المسلم حرام.

هناك عامل جدا مهم وقوي بخصوص تسلل كلمات او تعابير من لغات اخري الي لغتنا العربيه وهو النظره التي ننظر بها الي هذه اللغات. مثلاً اللغه الانجليزيه او الفرنسيه تعتبران من اللغات الارستقراطيه وبالتالي فالتحدث بهما يشير الي امكانية الانتماء الي طبقه معينه وهو ما يجذب الشباب بالذات الي التحدث بلغه اجنبيه او علي الاقل ادخال بعض الكلمات او بعض التعابير منها علي لغته الام. هناك مصطلح في مجال تعليم اللغات الاجنبيه اسمه ” code switching” وهو يعني ان يدخل المتحدث كلمه او تعبير بلغه غريبه علي جمله مركبه بلغه المتحدث الام. ابناء العرب الان يمارسون هذه الخاصيه باستمرار ولكن احيانا حتي من غير ان يكون المعني مفهوم لديهم!!!!

– ماهو دور اللغة العربية الفصحى في حياتنا المعاصرة .
– وهل العامية تصلح اداة للفهم والتفاهم وتلبي الحاجات المختلفة لحياتنا المعاصرة.
قال طه حسين في احدا مقالته بأنه لم يؤمن ولن يستطيع أن يؤمن بان للغة العامية من الخصائص والميزات ما يجعلها خليقة بأن تسمى لغة وانما يراها ويراها دئما لهجة من اللهجات قد ادركها الفساد في كثير من أوضاعها واشكالها وهي خليقة بأن تفنى في اللغة العربية الفصحى اذا نحن منحناها ما يجب لها من العناية . …. (وماهي هذه العناية )؟

بلغ تدهور اللغة العربية الفصحي وخسارتها امام اللهجة المحلية العامية حد وصف اللغة الفصيحة في مصر بانها أجنبية وإن لم تكن اجنبية فهي قريبة من الاجنبية ، لا يتكلمها الناس في البيوت ولا في المدارس ولا في الشوارع حتى في الازهر الذي كان منبع المعارف …..
طه حسين تكلم عن اللهجة المصرية هكذا فماذا نقول عن الجزائر وتونس والمغرب وما يستعملونه من لغات اقرب للغة البربر والامازيغية منها الي العربية وانا بصراحة لا افهم من كلامهم الا القليل فقد كان للاستعمار تاثير كبيرا …..
ما نتكلمه اليوم في كل بلد عربي انما هي لهجات محلية علاقتها باللغة الام ضعيفة وفي بعض الاحوال تكون اكبر من ” pidgin , vernacular“ كونها مجرد لهجات او لغات محلية او وانما هي وصلت لمرحلة ان تكون لغة متفرعة من اللغة الام او ”dialect ” و لها قوانين لغوية تحكمها وتتبع بدقة من قبل متكلمي تلك اللهجة او اللغة المتفرعة …مثال علي ذلك ..في العامية المصرية مثلاً يتبع النفي حرف “ش” ملتصقاً بآخر الفعل فنقول “نام” و “ما نامش” وهذا القانون اللغوي متبع في كل حالة نفي وله تصريف معين في الحالات المختلفة ..اذاً فهو قانون لغوي جدي لم يكن موجوداً في اللغة العربية الام او الفصحي …ومع خلق قوانين لغوية جديدة خاصة باللهجة المحلية تصبح لغة اخري متفرعة من اللغة الام..وكما اري فان الموضوع كبير ولذا فان استمرارية النقاش فيه وحوله هامة جداً حتي نتبادل الاراء ونناقش المعلومات ونحللها عسانا نخرج برؤيا واضحة عن كيفية صون الذات العربية من التلاشي او الذوبان في ذوات اخري بل وكيفية خلق وحدة لها من خلال التوحد اللغوي.
الابحاث التي اجريت في مجال اللغات البشرية ان اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل وانما تحمل في داخلها ومضمونها الكثير ربما الاسهل ان انقل لكم النص بالانكليزية…ولي تعليق عليه لاحظوا ان حتي الطريقة التي يحس بها الانسان بالاشياء والمفاهيم انما هي مرتبطة ارتباط وثيق باللغة و من هنا جاءت العلاقة الوثيقة بين علم اللغات وعلم الاجتماع في المناهج الحديثة …
” researchers has come to a conclusion that language is not a mere way of communication, it rather has the culture, identity, believes, and feelings wrapped in it”

والعبرة ليست في هذا الاكتشاف البحثي وانما في ما يترتب عليه..فعندما تغزو حياتنا لغات اخري فان دخول هذه اللغات يعتبر من عوا مل النحت الثقافي ”Cultural erosion” مالم ننتبه الي تثبيت اللغة الام وجعلها هي المسيطرة علي فعالية العقل قبل او اثناء تعلمنا للغات اخري جديدة اتحدث هنا باعتبار ان العربي حريص علي عدم انطفاء موروثاته الدينية والثقافية وان من الخطير جداً ان نفقد هذه الموروثات. عن سؤال دور اللغة العربية فان كانت اللغة تمثل مشعل الموروث الثقافي والديني فبالتاكيد الحفاظ عليها حية يضمن لنا بقاء هذا الموروث والوحدة بيننا من خلاله.
بالطبع فان اول هذه الصعوبات هي عدم الايمان بقيمة الوحدة نفسها موضوع النقاش..فليقرأ العرب تاريخهم وليتفكروا فيما اعطاهم تلك القوة التي مكنتهم ان يصنعوا مجداً ما زلنا نعيش علي انقاضه ودولة وصلت حتي حدود الاندلس وادغال افريقيا…واهم الصعوبات ان غيرنا يعمل في اتجاه مغاير وهو ان نبقي علي حالنا وتفرقنا لان وحدة العرب لن تحسب مصلحة علي احد غير العرب انفسهم ويوم كان العرب دولة موحدة حصدوا الكثير من الخسائر ولانهم يعرفوا ان تشتتهم الذي ما زالوا يدفعوا ثمنه كان بسبب تلك الوحدة التي اصبحت تاريخاً ربما لن يُعاد يوماً…

ان وصلت الشعوب لهذا الشعور الداخلي بالوحدة فقد يكون من شأن هذا الشعور تسهيل مهمة الحكام للسعي لها بشكل اشمل وان كان الفرق كبيراً بين تفكير العربي المواطن والعربي الامير او الحاكم ..وربما يتوجب علينا ان نبدأ بالمقلوب لان الكثير من الامور تسير بالمقلوب في واقعنا فنسعي لتلك الوحدة اللغوية التي ربما فتحت الطريق لوحدة اكثر عمقاً يوماً ما…

دول القوة العظمي في العالم مثل اولايات المتحدة ودول الاتحاد السوفييتي “سابقاً” ما كانت لتكون لولا انها اتحدت والاقوي والابقي هو صاحب الاتحاد الاكثر صلابة…والذي يصمد امام اغراء التفرق والعصبية لما قد يفقده القوة…وطالما ان الموضوع في طور التمني فانا اطمح واتمني اتحاداً اقوي من الاتحاد الاوربي فنحن نملك ادوات ذلك الاتحاد من وحدة التاريخ و الموروث والعرق و المصير و اللغة …

التعليقات
  1. محنك كتب:

    ان كل صاحب لغة حية قديمة قبل الاسلام او بعد نزوله فى العصور الاولى … بعد ان اعتنق الاسلام تعلم العربية وبرع فيها … فكبار علماء اللغة ليسوا من العرب .. وكذلك كبار ناقلى الحديث من رواته الثقات … فليس عيبا ان تكون للانسان لغة ويكون مسلما متعلما … والعيب ان تكون صاحب البضاعة الجيدو وتبدلها بلغات قوم آخرين … فلذلك قبل اتقان لغات الآخرين عليك باتقان لغتك ومن ثم يتبين لك مدى فصاحتها ومميزاتها التى فضل اله بها العربية وجعلها وسيلة آخر الرسالات الى العالم … ولغة تخاطب اهل الجنة .

    اللهجات المحلية غير مزدراه ولا يقلل من شانها ولكنها ليست بديلا يكتفى به … وقد قرا القرآن على سبعة احرف اقرأه امين الوحى جبريل عليه السلام لمبلغ الوحى رسول هذه الامّة عليه افضل الصلاة والتسليم .

    اذن المرجو تعلم العربية … وعدم التعصب للهجات …. مع تعلم لغات الآخرين لما فيه من الفائدة لنقل التجارب العلمية والعملية المفيدة

    ان الاخت نور لايت تسلط الضوء على هذا الموضوع الهام ولكن دعونا نبدأ من السودان باختلاف جهاته وهو بيان مصغر ( بالعمل ) على دخول العربية وسط اللهجات وازاحة التعصب

    بعض قبائل الجنوب يتفاهمون بعربى جوبا .. وكل السودان اذا التقى وتحدث العربية يكون الفهم والانشراح والوضوح .. او هكذا احس .. وشدما يعجبنى حديث وزير الخارجية السابق الدكتور لام اكول اذا تحدثها .. ولا تنقص من علمه وكفاءته ونبوغه

    ايها الناس العربية ليست عرة .. وانما العرة فى العربى الذى يتشدق بما لا يفهم

  2. حاج أحمد السلاوى كتب:

    الأخت نور لايت ( وإن كنا قبل ذلك طلبنا التعديل إلى نور الهدى …)
    اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم الذى أنزله الله على رسوله الكريم ولذلك كان حرياً بكل مسلم أن يتعلم اللغة العربية حتى يستطيع فهم دينه فهماً صحيحاً حيث أن الترجمة فى كثير من الأحايين لا تأتى بالمعنى الصحيح المطلوب معرفته ..وهى ليست صعبة التعلم ..إذ أنها ليست أصعب من اللغة الصينية مثلاً ..
    وما يحدث اليوم فى دول الخليج كارثة حقيقية اصابت اللغة العربية إذ استطاع الوافدون للعمل من الغير ناطقين بها ( اللغة العربية ) من فرض لغة بديلة وهى شبيهة بلغة عربى جوبا عربى مكسر وصارت هى اللغة المتداولة الآن فى الشارع الخليجى وامتد هذا الطوفان وأصاب لافتات المحلاتلأن من يقومون بهذا العمل من الإخوة الأعاجم ولكن لغتهم تُكتب بالحروف العربية..بل أن الأطفال الصغار بدأوا يتعلمون لغات الشغالات اللائى جىء بهن من دول شرق آسيا من فلبينيات وأندونيسيات وغيرهن .
    فالأمر يتطلب العناية باللغة العربية وتعلمها جيداً ثم نعرج بعد ذلك على اللغات الأجنبية التى لا غنى عنها ايضاً للتواصل مع الآخرين ولكن المشكلة تكمن فى أن من يتعلم اللغات الأجنبية أولاً تصعب عليه اللغة العربية و من محاسن اللغة العربية أنها تجمع نسبة كبيرة جدا من مخارج الحروف فى كل اللغات الأخرى خصوصا تلك الأحرف الحلقية وهى الهمزة والهاء والحاء والخاء والغين والقاف .
    ونجد اليوم من يتباهى أمام الناس من أن أبناءه يدرسون فى مدارس أجنبية لتحسين لغتهم الإنجليزية أو الفرنسية وهم لا يعرفون من العربية إلا النذر القليل وبالتالى يجهل الكثير من أمور دينه وأولها قراءة القرآن الكريم قراءة صحيحة فمن تعلم بعضاً من أحكام التجويد فقد تساعده كثيرا فى فهم وتعلم اللغة العربية وخاصة مخارج الحروف التى نعانى منها فى كافة أنحاء الوطن العربى .
    ومما زاد الطين بلة سيطرة بعض إخواننا من الدول العربية على القنوات الفضائية التى تنعدم فيها اللغة العربية إلا فى نشرات الأخبار ..أما البرامج الحوارية فكلها تستخدم فيها اللهجات المحلية والغلبة فيها للقنوات الفضائية ومذيعاتها لمن حسرت الجزء الأكبر من ثيابها وأظهرت من الملابس الداخلية أكثر مما تلبس خارجياً ..
    والتآكل الثقافى ( وليس النحت الثقافى ) قد بدأ فعلا عندما تخلينا عن لغتنا العربية الجميلة وابتعدنا عنها وعن ديننا الإسلامى بحجة التطور والحضارة …وفى النهاية لم نحصل اللغة العربية ولا الأجنبية مثل المنبت الذى ..لا ظهراً ابقى ولا أرضا قطع …

  3. مُخير كتب:

    الأستاذة المحترمة نور لايت
    السمار الأخيار
    السلام عليكم
    ملاحظتك التي أبديتها في معرض ردك على تعليقات المقال السابق تفرض علينا أن نراعي اللغة عند التعقيب على ما يرد في مقالك، أي أن نُفصح ما أمكن ونبتعد عن الراندوق (يفسرها أفليقا في مقالك لاحق)، وأكتفي في مداخلتي الأولى بالتعليق على ما ورد في مقدمة مقالك الممتاز الذي تناول موضوعاً هاماً وواسعاً للغاية.

    أنت تكتبين في هذا الموقع الذي جل مرتاديه من السودانيين والقصة التي سمعتيها في طفولتك أفترض أنها سودانية، وسمعنا في طفولتنا من جداتنا قصص ليس لها أساس في الواقع، جدتي رحمها الله حكت لي عن أن الكفار عندما قتلوا سيدنا الحسين (لاحظي الكُفار) غضب والده سيدنا علي الكرار (عليهم رضوان الله أجمعين) أشد الغضب وأستل سيفه وأقسم أن يقتل الكفار عن بكرة أبيهم إلى أن يصل الدم ركاب الخيل، وأن الله أبر بقسمه عندما بدأ في قتلهم فجاءه هاتف ((يا عليو خلي باقي النصارى للبصارة)) فنزل المطر وإمتزج بدماء القتلى حتى بلغ ركاب الخيل، وها باقي النصارى الذين تركهم سيدنا علي يصنعوا لنا الثلاجات والسيارات …. تصوري وأدركنا خطلها من المرحلة الإبتدائية وعندما سعيت لتصحيحها قالت لي يا وليدي هكذا درسنا سيدي في الخلوة والعلم في الصغر زي النقش في الحجر أي ليس لديها إستعداد لتصحيح المعلومات الخاطئة غفر الله لها ورحمها وجعل الجنة مثواها
    لذا أرى أن الأنسب أن تذكري المغزى منها وليس كما تتذكريها. فمقدمة المقال من أهم عناصره ومفردة “قسورة” على سبيل المثال وردت في القرآن وهي ليست من لغة العرب اللذين لهم عشرات الأسماء للأسد وليس من بينها قسورة التي أصلها إفريقي أو حبشي ولكن كما ورد في التفسير أن الصورة التي إستعرضها القرآن في الآية الكريمة((فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ
    كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ، فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ)) مشهد لا يحدث إلا في أدغال إفريقا فالمقصود بالحُمر أي الحمير الوحشية التي تفر هاربة من أسد هجم عليها، وفي ذلك تأكيد على عالمية الإسلام ولي عودة في التعيب على الموضوع الأساسي ولك وافر الإحترام والتقدير.

  4. Nourlight كتب:

    السلام والتحية والشكر والترحاب برواد البوست الكرام…و ممتنة كثيراً لكم علي تفاعلكم مع كتاباتي و الذي أتعلم من خلاله الكثير…

    ود الخلا…
    الحمد لله ان نلنا منكم الرضا..واحيّ فيك مقدرتك علي التروي للتمحص قبل الحكم جزافاً…فالانطباعية داء العصر الحديث..واتمني ان يوفقني الله لأن اكون ما تأملته مني…

    وبالطبع فان دور الاسلام كان هائلاً ليس فقط في توحيد السكان المحليين في جزيرة العرب وانما من خلال الفتوحات والتمدد انتشر الدين في انحاء واسعة واصبح المسلمون في كل مكان يشعروا بما يربطهم من رابط روحي قوي.. ولكن النقاش هنا اكثر عن اللغة فضلاً عن الدين…ويمكن بالفعل ان نفرد مساحة اخري لدور الدين في توحيد معتنقيه…لكني بالطبع اري بوضوح الرابط بين الدين الاسلامي واللغة العربية…

    مُحّنك…
    يُشجع التربيون متعلميّ اي لغة كلغة ثانية علي تعلم اللغة الأم والنظر لها بايجابية والتعامل بها في السياق الاجتماعي والاستمرار في تعلمها والتطور في اتقانها ..لأن النظر للغة الام بدونية يُعطي صاحبها احساس سلبي بنفسه ويأخذ الكثير من اعتزازه بها…لانه وكما ذكرنا في المقال انه اللغة الام تحمل في داخلها هوية وثقافة ومعتقدات وموروثات متحدثيها…
    وكذلك فان تعلم لغات الآخرين هام ” من تعّلم لغة قوم امن شرهم” وحتي لا نجد انفسنا في عزلة وانغلاق يؤدي بنا الي التأخر عن الامم..لكن بالطبع فان لغتنا الام اكثر أهمية..
    واشكرك علي اضافتك الثرة للموضوع…

    حاج احمد السلاوي…
    اعجبتني كثيراً الامثلة التي سردتها والعوامل التي تؤثر علي تدّخل لغات الاخرين علي لغتنا وكيف تتسل اليها…وهو بالفعل وبهذه الطُرق كما ذكرتها فانه تآكل من الداخل اكثر منه نحت من الاطراف…

    مخيّر…
    بالفعل انا يستعصي عليّ فهم الكثير من كلام ابناء وطني واصبحت شهيرة بذلك…والسبب بذلك حسب ما اعتقد انه المتغيّر الدخيل علي اللغة العربية لا يترسب بعقلي ولا يتعدي حدود “ذاكرتي قصيرة المدي” أو short term memory فأنساه ولا اتذكره حين اسمعه مرة اخري…ولا اجد حرج في ان نستعمل اللغة العربية الفصحي اذا استعصي علي الآخرين فهمنا…
    والف شكر لك علي القصة التي وجدتها جميلة وبالفعل فانه كان الهدف من القصة التي ذكرتها ببداية المقال هو كيف ان الناس يمكن ان تنكر شخص لا لشئ الا لأن لغته تختلف عن لغتهم وان كان الاختلاف طفيفاً…

    • ليس هناك وحدة أقوى من الإسلام فهو ديانة عالمية إذا أحسنت الشعوب المسلمة المعرفة بالدين…المسلمين الأوائل أرسو دعائم الإسلام عندما كانت أروبا ظلاماً ضل سالكه …عندما فتحوا الأندلس وغيرها…فلنبدأ بالسودان ونرى شول متزوج من بتول وأحمد متزوج كاكا أما آن لنا أن نبني سودان كبير؟

  5. مُخير كتب:

    الأخت الأستاذة الفاضلة نورلايت
    الحبان في كل مكان
    السلام عليكم

    أولاً: ربما لم أحسن توضيح مرادي عما ذكرته بشأن قصة المقدمة وهو إذا كانت القصة واهية فالأنسب الإكتفاء بذكر المغزي منها خاصة أو توضيحه.

    ثانياً: اللغة العربية كُتب لها الخلود والبقاء ضد خطوب الزمن يوم أن ذكر الخالق في محكم تنزيله ((وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ، نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ، بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ، وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ))، وقوله جل وعلا ((قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ، وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ)) وقوله ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)). فإقتران القرآن الكريم باللغة العربية هو طوق نجاتها من الإندثار، وليتك ترين كيف يجتهد المسلمون الأعاجم في تعلم اللغة العربية وتعليمها لأطفالهم، وهذا ما يجب أن نعول عليه في النهوض من كبوتنا.

    ثالثاً: الوحدة اللغوية وحدها ليس كافية لإرساء دعائم وحدة قومية فبرغم نجاح الإتحاد السوفيتي في توحيد جمهورياته ونشر اللغة الروسية كلغة رسمية إلا أنها لم تشفع بإستمرارية الوحدة عندما إنهار الكيان الجامع، كما أن إنتشار اللغة الإسبانية في أمريكا اللاتينية وربما معها المدهب الكاثوليكي لم يشكلا أرضية لوحدة سياسية على مر القرون، وعلى النقيض لم يمنع غياب الوحدة اللغوية أوروبا من إقامة وحدتها السياسية والاقتصادية في الاتحاد الأوروبي، إذن عامل التوحد اللغوي غير كاف، وأرجح ما ذهب إليه الأخوين السلاوي وودالخلا من أن رباط العقيدة أوثق في جمع الناس وتوحيدهم بل إتباع أية واحدة منه كافية بحل ما نتفاكر حوله ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)). وينسب إلى المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ما معناه ((ليست العربية بأم لكم ولا أب إنما هي لسان ومن تحدث العربية فهو عربي)) وبالتالي يتعين علينا توسيع نطاق عروبة السان المقترنة بالعقيدة.

    ود الخلا: تسلم يا الحبيب، بالمناسبة جدتي من عندكم (العبدلاب) وكانت يرحمها الله بتباهى بجدودها أمثال اللمين ود مسمار وعجيب المانجلك، وما لم أذكره عند رفضها التصحيح هو قولها “العلم في الكبر كالنقش في البحر”.

  6. قرن شطة كتب:

    الاخت نور/ سلام ياقريبتى ان شاء الله الامور تمام / انا الليلة فقط دخلت النت وبس داير اسلم وبعدين ح أقرا الموضوع / وبعدين محتاج الى صور الطيب صالح لو أمكن رسليها فى بريدى الالكترونى / تحياتى للجميع

  7. Nourlight كتب:

    اهلاً وسهلاً باستاذنا الموقر …قرن شطة…و الف شكر علي زيارتك للبوست…نورت..
    وبانتظار تعليقك …طبعاً هام توثيقه مع البوست ..
    وبالنسبة لطلبك..وزي ما بيقولوا السعوديين..”تمّ” 🙂

  8. Nourlight كتب:

    أخي مخيّر…

    كما ذكرت فانه يمكن ان نفرد بوست آخر خاص بوحدة العقيدة…فكما تعلم فانه هناك الكثير من الامم والشعوب تعتنق الاسلام لكنهم لا يربطهم اي رابط ثقافي مع العرب..وبالطبع فاني مثلاً اقدّر فيهم المامهم بأمر دينهم رغم جهلهم باللغة العربية لكن من الصعوبة بمكان ان تخلق احساساً بالانتماء لهم او تحاول تقوية ما يربطك بهم من رابط الدين لأنهم وببساطة لا يتحدثوا لغتك ولا يمكنك تبادل اي حوار معهم اكثر من “السلام عليكم”…

    طبعاً للدين رابطه القويّ ولكن كان اختياري قد وقع علي موضوع اللغة في هذا المقال وان شاء الله اكتب مقال عن الدين او قد يكنبه آخر من كُتّاب المدونة…

أضف تعليق