المديدة حرقتني

Posted: الخميس,3 مارس, 2011 by عزت in اخرى

في هذا العالم الملئي بالمشاغل وفي وجود تلك الوسائط الاعلامية المتعددة التي قد تشتت افكارك وفي كنف (جري الوحوش) والذي قد لا تنال منه (غير رزقك ما تحوش) صار من الضروري أن يكون من بيننا من يحمل التراب في يده أمام الخصوم قائلا (المديدة حرقتني)، وفي الغالب أكيد واحد من الخصوم سوف يضرب يدك لكي يتطاير التراب في وجه الآخر و(البونيه تدوﱢر)… فحامل التراب هنا في مفهومنا الحديث هو (محمّش) النيران أو مثير المشاكل ما بين الناس، وهي (طبعن) صفة مزمومة في المجتمعات كان متحضرة والا قروية لأنها قد تفرﱢق ما بين القبائل ولكن هناك من يعتقد أنها مهمة جدا في ظل (نفس حار) بين الناس وإطلاقه والذي في الغالب قد (يلفح) الواقف أمامك من الناس ولكنه يريّح الكل وفي الغالب يا يكون (محبة بعد عداوة) أو (يشتت) الغير مرغوب فيه وتصفى الدنيا على المتبقين.

لا أدري من أين جاءت لفظة (المديدة حرقتني) ولكنني أرجح أنه وفي زمننا القديم عندما كان يستعملون (أواني الطلس) و(الكورة أم قعر) ويمررونها بين الناس لإرتشاف (المديدة) ولمن لم يتذوق (المديدة) فهي خليط متجانس من المواد الغذائية ففيها البلح والدقيق وهناك مديدة الدخن وغيرها من (مدائد) الطاقة وتتشابه كلها في أنها لا تبرد بالساهل، لذا عندما يكون هناك واحد (شره) وسط المجموعة قد تحرقه المديدة عندما يرتشف (جغمة) أكبر من التانين فهنا إما أن (يتجوعل) ويبلعا وتكون قد (هرت) لسانه أو يلفظها ويتطاير رزاز المديدة في الناس فيحصل ما لايحمد عقباه من هرج ومرج بعد ذلك…. فيبدو من هنا أخذ ناسنا القدام هذا المفهوم وأطلق على من يحمل التراب في يديه ويحمشة بين المتخاصمين ليتعاركوا.

(طبعن) مع ازدياد المنقصات على الشعوب صارت (المديدة الحارة) نهجا لرحول الحكومات فما فعله (رحمة الله عليه) “بوعزيزي” في تونس عندما (دلق المديدة) على جسده فصرخ وصرخ من حوله وتطاير رزاز مديدته على رجال الأمن و(جاطت) عندها فهم “زين  الهاربين” متأخرا فكان من المبشرين (بجدة) وارتاح شعبه… ولم يكن ما فعله “وائل غنيم” سوى صورة أخرى لذلك النهج فقد ضرب التراب من يد “أسماء محفوظ” البضة الناعمة في وجه رجالات الأمن فرحل “مبارك”…

وها هي (المديدة الحارة) تتمدد في أنحاء الوطن العربي وليست ببعيدة مننا خاصة وأن (النفس الحار) قد تضخم في الصدور وداير ليهو (هبشة)… فلا بد عزيزي القارئ أن يتطوع أحدنا ومن قبل (أن يقوﱢم بلسانه) بالرغم من أنه أضعف الايمان ولكنه مهم في ظل وجود عدة ألسنة يقيني أنها سوف تجتمع يوما ما وتلفظ الطالح أمامها… فاستوقفني مقالين في الصحف السيارة من عدة مقالات ولا شك انها كثيرة أتمنى أن يبرزها القراء لنا ويشيروا اليها الى أسرتهم، أصحابهم وزوجاتهم وهلم جرا….. اذ يبدو وأن حكومتنا لم يعد يهمها رأي  الشعب وتُقر هنا وهناك نيابة عن الجميع وتقرﱢب هذا وتبعد ذلك وتطلق في التصريحات (المستفزة) (كلحس الكوع) وغيره من المصطلحات التي باتت تؤرق الشعب كثيرا وتزيد من ذلك النفس الحار الذي ولابد (طالع) والا (يطرشق دل) كما قال سواق الدفار عندما سأله سيد الدفار (اللستك طرشق كيف) في اشارة الى أنه جديد ودفع فيه دم قلبو….

فأحسب أن ما أشار اليه حبيبنا (جبرا) في مقاله (جا يكحلها) والذي تناول تصريح (وزير ماليتنا) والذي أعتقد انه يصب في باب (المديدة الحارة) وما حأشير للكاتب باسمه الثلاثي حتى لا يلحقوا ناس الأمن ويدفقوا التراب من يده حيث أن هذه (المديدة حارة جدا) سيما وأنها تمس قطاعا عريضا من الخريجين (المالاقين) عمل والذين قد أقعدتهم البطالة وخلتهم على الهبشة فيقوم وزيرنا الهمام يقول فيما معناه ان خريجيننا (ما ناقشين) ولا يصلحوا لأي عمل، لذا نفهم أنه غير مقتنعا بتوفير وظائف في المرحلة القادمة… لافتا والكلام للكاتب أن خطورة التصريح تطال القطاع المستنير الذي عمل العليهو وتخرج ولكن فى غياب أى خطط تنموية تستوعبهم برزت مشكلة العطالة كواحدة من المشاكل التي تزداد حدة عاماً بعد أن تم التوسع في التعليم العالى فيما عرف بثورة التعليم العالي ولم تصاحب تلك الثورة اعتماد خطط لتوظيف الخريجين، مما دفع الكثير منهم للعمل فى مهن لا علاقة لها بتحصيلهم الأكاديمي الذي كلف أسرهم ما كلف من رسوم ومعيشة فإنتشروا في الأرض وبعضا منهم يحملون بضاعئهم من (الكلينكس) و(الولاعات) والساعات الحائطية وماكينات الحلاقة وخلافه كما عمل الكثير منهم كسائقى للركشة وعمل البعض ككماسرة في الحافلات والباصات وأصبح من الطبيعي حينما تنشب (شكلة) بين الكمسارى وأحد الطلبة أن نكتشف أن الكمساري (خريج زراعي) والكلام للكاتب…..(الكمساري الهلفوت القدامك ده عندو ماجستير “زراعة” !!!! فأولئك الخريجين الذين لا يصلحوا لوظائف على قول الوزير يعرفون كثيرا في شبكات التواصل الإجتماعي مثل (الفيس بوك) وغيره من الشبكات والتي كان لها دورا في المنطقة العربية وما زال لا تخطئه العين….

أما التصريح الثاني؛ فقد أشارت له الكاتبة (دكتورة سعاد) والتي شاركت في المفوضية التي أدارت استفتاء جنوب السودان بكل مهنية والذي أفضى الى إنفصال جنوب السودان من شماله، ليس بسبب الكاتبة وانما لأنو (الموضوع) كان جاهز بدليل إدراج (حكاية تقرير المصير) في الإتفاقيات التي لم يشاور فيها الجميع وحققت رغبة ناس منبر السودان (العادل)… فقد أشارت في مقالتها أمس في صحيفة الصحافة إلى تصريح مستشار الرئيس وقيادي المؤتمر الوطني في لقائه مع جماهيرهم بأن قادة الانقاذ جاؤوا من رحم المجتمع وليسوا من (أولاد نمرة اتنين) ويضيف بان يسأل، من كان يتصور أن هنالك وزيراً اتحادياً من (صليعة) كلنا أولاد غبش، جئنا من أطراف السودان، وثلاثة أرباع الحكومات الولائية والاتحادية امتطى مسئولوها الحمير واللوارى)، في إشارة الى أن الوزراء الجايين من (صليعة) ومن وين ما عارف هم رحم المجتمع وأولاد نمرة اتنين ديل ما معروف نسبهم… فالخطير في الموضوع أن التصريح يطال أيضا شريحة مهمة من المجتمع بينهم من (قامت على أكتافهم جمهورية السودان التي تتربعون على عرشها اليوم رغم انفهم وأنوف غيرهم) على قول الكاتبة أي دون رغبة الرعية….

عموما حقوا الناس تقرأ بين وداخل ووراء السطور ويشيروا الى المنقصات والكلام (النص كم الجنس دا) فالقضايا والتصريحات كثيرة والكتاب كثيرون قد لا يتعذر علينا متابعة كل ما ينشر (عشان كدا ورونا وين المديدة الحارة في تصريحات وعمائل المسئولين لكي يكون هناك نهجا (للمديدة الحارة) في بلدنا سيما وأنها قد تكون السبيل كما أسلفنا (لمحبة بعد عداوة) أو تلحّق المستفزين (أمات طه)….

وكلا النتيجتين مطلوباتان….

فما هي النتيجة الأنسب برأيك…!!

التعليقات
  1. طارق أب أحمد كتب:

    كوم تراب فى وجه الشباب و الطرف الأول وزير المجغميه
    ـــــــــــــــــ
    ولكن يأبى السيد وزير المالية ونحن بعد لم نخرج من دهشة تصريحه (بتاع الكسرة) إلا أن يقوم بنسف هذا الأمل حيث صرح مؤخراً كما جاء فى الصحف بأن توظيف الخريجين أصبح عبء على الدولة وأن الدولة لن تستفيد منهم إذ أنه منذ عام 2004 وحتى الآن قد تم توظيف خمسة وسبعين منهم ليس لديهم شغلة أو فكرة عن أى حاجة!
    .. يعنى بالعربي كده (ما ناقشين حاجه ومستواهم تعبان) فلماذا من (أساسو) كان ذلك التوسع الأفقي غير المدروس فى أعداد الجامعات حتى صارالمرء لا يندهش إذا ما رأى (أوضتين وبرنده) عليهم يافطة تقول (جامعة شمال شرق السافنا)
    منقول من جا يكحلا

  2. اواصر كتب:

    دكتور عزت سلام
    الظاهر الاعباء كترت شديد علي الحكومة لمن بقت حاااااااااارة زي المديده، الوزير ابو كسرة قال الخريجين اصبحو عبء على الدولة (سبحان الله مش ديل خرجين الثورة التعليمية والمشروع الحضاري يظهر من بقو بليدين اتبرو منهم ) وكمان قبل كم يوم قال احد المسؤلين (لا اذكر اسمه) انو مشروع الجزيرة برضو عبء كبير على الحكومة ، ويظهر صحة المواطن برضو اصبحت عبء على الحكومة تشيل وتخت من غير وعى ولامنهجية الظاهر الحكومة شايفا انو الشعب ذاتو اصبح عبء عليها والشئ الوحيد الماعبء عليها هو نهب المال العام وفساد الشرطة والامن ، غايتو اقترح نعمل مفوضية اسمها رفع العبء الشعبي عن كاهل الحكومة.

  3. عزت كتب:

    بي كدا يبقو كم مفوضية يا أواصر…. ما مشكلة مش الحكومة حتدفع من مالنا….

    والله يا أب أحمد أحسن من الكوم بتاع التراب دا مافي خاستا وان الشباب هم بقوا محركي الثورات في كل حتة من عالمنا العربي الملئي بالمتناقضات والسف والهبر والذي منه

  4. عزت كتب:

    أم القضايا الآن هو (المديدة الحارة خالس خالس) وما حدث بالقرب من موقف شندي واتهام بعضا من عناصر الأمن بانتهاك عرض بنت، والصمت المطبق عن الحادثة والتحقق منها… حيث كان أول رد فعل رسمي تجاه الحدث من السفير (مادح الناها مكناس) عندما سئل من (البي بي سي) مشككا في رواية البنت عن الحدث قائلا بأن الفتاة شيوعية وتسعى إلى تشويه صورة الحكومة عندما كان له من الأفضل أن يقول ان الأمر لايعنيه وكذلك مسرح الحدث- بالخرطوم وليس بلندن، ولذلك كان عليه أن يرد على ال ( بي بي سي) برد من شاكلة: ذاكما طرفي القضية، الفتاة وجهاز الأمن، فأذهبوا إليهما لتعرفوا الحقيقة.. أو كان عليه أن يكتفي بالنصف الأخير من الحديث: فلتذهب إلى القضاء وأنا مسؤول عن حمايتها.. ….

    نعم حديثا كهذا أفضل من النفي بلاعلم….. حيث قال أنه يطالبها بالذهاب إلى القضاء، ثم يسبق القضاء بالحكم على الفتاة بالكذب… ثم كيف علم السفير اللون السياسي للفتاة حين ينسبها إلى الحزب الشيوعي؟.. ما ممكن تكون شعبية أو حزب أمة أو إتحادي أو أي حزب معارض؟.. هل بطرف سيادته قائمة تحوي أسماء الشعب السوداني وألوانهم السياسية، بحيث نظر الي القائمة وعلم بأن الفتاة شيوعية وتسعى إلى تشويه صورة الحكومة الرسالية ؟

    فالمهم كما قال الكاتب (الطاهر ساتي) في صحيفة السوداني اليوم يعد مديدة حارة…..

    (في مديدة يا أخونا أحر من كدا) معناتا ناس موقف شندي بقوا جاهزين لأي تحركات للمعارضة بسلاح جديد…!!

  5. Dakeen كتب:

    دكتور عزت والجميع
    التناقض في التصريحات كما الرزاز الحار على وجوه الحاضرين في جلسة المديدة .
    فبتاع الكسرة خاطب روح البسالة التي يتمتع بها الشعب الفضل ظنا منه انه بذلك سيدير دفة الضنك لصالحه ..
    اما بتاع الناقشين والما ناقشين فدا ما قدر يشيل كورة المديدة الحارة فانهال بها على وجه وزارة التعليم في عهد الانقاذ :
    فالخريجين الذين تم توظيفهم وثبت عدم معرفتهم لابسط اساسيات الوظيفة التي يشغلونها هم ابناء الانقاذ المدللين الذين توظفوا عن طريق الواسطة و والولاء فهو هنا يفضح وجها اخر للفشل حاول اخفاؤه باتهام الشباب ،
    الوجهة الاخر المكشوف علنا هو انهم من الغبش ،، صحيح انهم من الغبش اسماً فقط وبالرجوع الى الواقع لا نجدهم في الوقت الحالي يمتون للغبش بصلة ،، فهل منهم من يقف في انتظار المواصلات او يستاجر منزلا خربا على اطراف المدينة
    هل منهم من لا يملك رصيدا في البنك او مصدر رزق تجاري او حتى جباية
    هل منهم من لا يتمتع بكل مخصصات الوظيفة واكثر من ذلك .
    هل منهم من لم يذق طعاما لمدة 13 ساعة
    ما هو نوع الطعام الذي يتناوله هؤلاء الغبش المدعيين والغبش الاصليين
    هل نحن ناقشين حاجة؟ ما نحن ما خريجين الزمن ده وعبء على الحكومة .
    هل الحكومة صرفت مالا في تعليمنا – لا بل هل صرفت مرتبات لمعلمينا – هل صانت المدراس –
    هل يدرس ابناء الغبش المدعيين في مدارس او جامعات الحكومة.
    هل يختلط ابناء الغبش المدعيين مع ابناء الغبش الاصليين في المدرسة والملعب والجوع والمرض والمستشفيات وحدائق حبيبي مفلس .

    ياوزراء التصريحات ،،، لموا لسانكم عليكم ،، فالغبش موجودين ،، وناقشين كل حاجة لكن المسكتهم شيخ بلة الغائب .

  6. قرن شطة كتب:

    يادكتور عزت
    سلام
    يا اخى نحنا المديدم ذاتها مالاقينها! تقول لى حرقتنى؟ بالغت لكين

  7. التركــــى كتب:

    شبابنا دا مديدته مديدة دخن يادكتور مابتسخن بسهولة واكان سخنت مابترد تانى الا يشربوها كدى بس ولو مرة …. الزول دا قاصد غبش يعنى أنصار من الجزيرة أبا ولا منتظرين الكريم يجيهم من باريس … وياريت لو نشرتو لينا كلام وزيرة الدولة بالاعلام عشان الناس تعرف عينة من الوظفوهم بعد (نفرة التعليم) تصورو دى قالت الناس فى مصر ثارت لأنه الحكم كان من حزب واحد وفى تونس لأنه منعوهم تعدد الزوجات لكن الشعب السودانى بتفهم موجة الغلاء …. سبحان الله

  8. البشاوى كتب:

    الخريجون الؤتمرجية ديل خلاصة التعليم واساسه بدليل انهم ضامنين الوظائف من يوم انضمو ا للمؤتمر الماوطنى – اما سواهم فهم لايفقهون الفرق بين اللام القمرية و الشمسية – حسبنا الله ونعم الوكيل —

  9. ودالزبير كتب:

    كده نأخد آخر كلام قالو البيشاوي(بدليل انهم ضامنين الوظائف من يوم انضمو ا للمؤتمر الماوطنى – اما سواهم فهم لايفقهون الفرق بين اللام القمرية و الشمسية – )

    طيب ما كده إتحلت ……….ما يبقي الجميع مؤتمر وطني ….. وخلاص

  10. عزت كتب:

    كوم تراب في وش الخارجية
    _______________________

    شهداء النفرة القرضاوية والكرتاوية بليبيا

    سيف الدولة حمدناالله عبدالقادر

    لا بد ان حكومة الانقاذ – التي لا تزال تلوذ بالصمت – تبحث لها عن مخرج لتبرئة نفسها من مسئوليتها عمٌا حدث في ليبيا من حالات القتل الجماعي والعشوائي لمئات من الرجال والنساء والاطفال ، وسحل جثثهم والتمثيل بها ، فضلاً عن جرائم الاغتصاب والتعذيب والضرب والاهانة ، وهي الجرائم التي ارتكبتها الجماهير الليبية الغاضبة في حق السودانيين الابرياء الذين شاء حظهم العاثر ان يهجروا وطنهم الذي تنكر لهم وضاق بهم وعليهم ، فذهبوا يبحثون عن لقمة العيش الشريف اينما اتفق.
    من سخرية القدر ان الجهاز الحكومي الذي يسمى ب (جهاز السودانيين العاملين بالخارج) ، الذي يتولى رفد خزينة الانقاذ بالرسوم والضرائب والزكاة والرسوم ، من الاموال التي يحصدها من عرق امثال هؤلاء الضحايا ، كان اول من اعلن واعترف بوقوع تلك الجرائم ، وليس فيما فعله جهاز المغتربين ما يزكيه للقول بشجاعة القائمين بامره في ذلك الاعتراف ، فالجهاز يعلم (وقد حدث بالفعل) ان تقارير القنوات الفضائية لم تكن لتستر عورة لحكومة الانقاذ ، فقد شاهدنا – ضمن بقية سكان الارض – ما جرى في حق اخواننا واخواتنا وابنائنا من جرائم في ليبيا بالصوت والصورة بقناتي ( الجزيرة) و (البي بي سي) الفضائيتين.
    لا نستطيع الجزم بوجود مرتزقة افارقة يحاربون في صفوف العقيد الليبي من عدمه ، فلم يتثنى – حتى الآن – تقديم ادلٌة ملموسة على ذلك ، والواقع يقول انه دائماً في مثل هذه الثورات ، لا تبحث جماهير (الثورة) عن ادلة وبراهين ، لما تصلهم من اخبار بشأن اعدائهم ، فهي حين تقوم بتفريغ حنقها وغضبها لا تقيس افعالها حتى بميزان الحطب.
    في مثل هذا الوقت، اطلقت وزارة الخارجية السودانية بلسان ناطقها الرسمي خالد موسى (انتقل للخارجية من موقعه كمذيع بتلفزيون السودان) ، اطلقت تصريحاً يقول : ” التحقيقات التي قامت باجرائها الحكومة السودانية اثبتت بالأدلة تورط متمردي دارفور في الأحداث ” . ولم يذكر خالد موسى شيئاً عن (ماهية) تلك التحقيقات التي اجرتها وزارته، وما اذا كانت قد جرت بحي (قرقارش) بطرابلس او بنيابة القسم الاوسط بالخرطوم ، كما لم يشر البيان الى الادلة التي تحصلت عليها وزارة الخارجية السودانية وهي ادلة ليس لها وجود ، فالباشا خالد موسى – بسلامته – ادلى بتصريحه ثم انصرف الى مشاغله الاخرى وهو يدري او – لعله لا يدري- ان رؤوساً وايدي لبني وطنه سوف تقطع جراء بيانه المريض.
    محنة اهلنا السودانيين المقيمين بالجماهيرية الليبية، لم تتوقف على ما فعلته بهم تصريحات خارجية كرتي، رغم انها كانت كافية في ذاتها لتنزل بأهلنا ما حدث بهم ، فقد تكالبت عليهم محنة اخرى ، بطلها الداعية الاسلامي القرضاوي ، ففي خطبة الجمعة التي القاها غداة نشوب الانتفاضة الليبية ، ذكر القرضاوي بالحرف ما يلي : ” هناك مرتزقة من دارفور يحاربون الى جانب قوات النظام الليبي ” .
    اذا كان حديث (مذيع) الخارجية قد اخذته الجماهير الثائرة في ليبيا كحديث اهل دنيا وسياسة ، فان حديث القرضاوي لم يكن ليؤخذ الا من خلال صفته كداعية ورجل دين ،فتكالبت على اخوتنا في ليبيا احاديث الدين والدنيا، و القرضاوي – تماماً مثل صنوه الكرتي – لم يوضح مصدر معلوماته وادلته (الشرعية) التي استند اليه في اتهام السودانيين ، ومثل ما قال به القرضاوي يقع في علوم الدين الذي جعل منه مهنة يتكسب بها ، يقع في باب (الفتنة)، واذا كان فاطر السموات والارض قد قال عنها في كتابه العزيز انها –الفتنة – اشد من القتل ، فان سيرة الاسلام منذ نزوله على افضل الخلق لم تقدم مثالاً للفتنة التي تفوق القتل نوعاً ومقداراً مثل الفتنة القرضاوية في حق اهلنا السودانيين، و لا اعتقد ان القرضاوي قد اصابه شيئ من الارق حين هجع الى مرقده وهو يشاهد – عبر القنوات الفضائية – اوصال اخوته – في الاسلام – من السودانيين وهي تهوى من اجسادهم، فنعمة النوم باكراً لا تتيسر الا لمن يحرص على قيام الليل.
    الشيخ القرضاوي ، لم يترك رئيساً من رؤساء الامة العربية، الا و نزل ضيفاً عليه كما ينزل الملوك والرؤساء، وليس من بين (مضيفي) القرضاوي) من هو افضل من العقيد الليبي المجنون، فقد قام موقع (الساحة العربية نت) بشبكة الانترنت، بنشر صور فوتوغرافية حديثة يظهر فيها الشيخ القرضاوي هاشاً باشاً مع العقيد الليبي في خيمته الصحراوية ، وكان وقتها العقيد الليبي قد ارسل الى الدار الآخرة اضعاف من يفتك بهم هذه الايام ( في عام 72 قام القذافي بقتل 1800 معتقل سياسي في حفل جرت مراسمه داخل اسوار المعتقل) ، كما حوى الموقع ايضاً صوراً اخرى للفقيه الاسلامي وهو يحتضن الرئيس بشار الاسد ثم مع زين بوتفليقة.
    وفي هذه الايام اعلن عن زيارة القرضاوي لحلفائه في الخرطوم (6-7 مارس الحالي) ليوجه اكفه بالدعاء لمناصرة اخوانه في فلسطين، وقيل ان ضمن فقرات برامجه – ايضاً – تقديم محاضرة بدار الفنانين حول (مشروعية) الغناء في (الاسلام) ، وقد استبق الشيخ هذه المحاضرة بتقديم نموذج بصوته وصورته للاغنية الاسلامية ، بمصاحبة (كورال) يضم بين منشديه تلميذه الوفي عصام البشير ، وقد تولت مواقع العرض بالشبكة العنكبوتية بعرض الاغنية كاملة.
    لقد توقفت كثيراً عند كثير من الاقلام التي تناولت موضوع المجزرة التي حدثت لابناء وبنات الوطن بليبيا ، ولا تزال المجزرة يجري رحاها، حيث ذكرت كثير من الاقلام ان ثوار ليبيا لا يفرقون بين سودانيي (الحركات المسلحة) وغيرهم من سودانيي (الاغتراب) ، ولعمري ، هذا قول تنقصه الكياسة ، فاذا كانت وزارة الخارجية قد قصدت ان تنيب الشعب الليبي عنها في القضاء على اعضاء حركات دارفور المقيمين بارضها ، فان التمييز بين الفئتين – في هذا المقام – لا تنبغي الاشارة له ، فواجب الدولة ان تحمي مواطنيها حتى لو كانوا من المعارضين.
    انه لمن المخجل ان تقف حكومة السودان ، وجهاز السودانيين العاملين بالخارج مكتوفي الايدي دون جهود حقيقة لانقاذ ابناء الجالية السودانية بليبيا وترحيلهم الى ارض الوطن، رغم ان الازمة لا زالت مستمرة ، فقد اوردت التقارير ان عمليات القتل والاغتصاب لا تزال مستمرة ، وان ابناء الجالية السودانية في ليبيا لا يزالون سجناء في منازلهم ولا يستطيعون الحصول على المواد الغذائية والادوية .
    لقد ارتكب الشيخان القرضاوي وكرتي جريمة مكتملة الاركان في حق ابنائنا وبناتنا الابرياء ، هذه الايدي التي ترتكب مثل هذه الجرائم وهي التي تقول بعشقها لرياح الجنة وتؤدي الصلوات في ميقاتها ، لا تخادع الا انفسها ، وستجد نتائج افعالها يوم اللقاء الاكبر ، يوم لا يفرق الله بين عباده بالعمائم التي يضعونها فوق رؤوسهم ولا باللحى التي ترسل على محياهم .
    لا نملك الا ان نترحم على روح ابنائنا وبناتنا من الشهداء ، وان نسأل الله ان يفرج كربة الاحياء وان يسخر لهم من اصحاب الضمير ليعينهم على العودة سالمين رغم ثقل ما يحملونه من جراح.

  11. عزت كتب:

    واليوم صباحا تخرج علينا صحيفة الصحافة بالمانشيت الأحمر (ثوار ليبيا يسقطون طائرة يقودها سوداني) قال ايه لقوا جواز سفر سوداني مع احدى الجثث في الطائرة….

    ياخ افرض لقاه واقع والا بتاع صاحبو دايرو يتوسط ليهو في حاجة والا حقو ومزور….. لأن المهنة في الجواز (محاسب) …

    يعني فرحانين أوي لتعريض بني جلدتكم لانتقام الثوار في ليبيا…….

    كوم تراب في وشنا كلنا………………………………………………………….!!

  12. حنين كتب:

    د.عزت .
    والله القرضاوى دة اليومين ديل حول من الدين للسياسة لكن الوزير ماليهو حق يقول كدة.

  13. التلب كتب:

    سلام للكل
    يا دكتور عزت قلت لي الراجل طلع (محاسب طيار)
    ياخي ناس ليبيا ديل كترو المحلبية شوية يعني معقولة الطيارين الحربيين ديل بشيلوا معاهم جوازات سفرهم اثناء عمليات القصف!!!

  14. عزت كتب:

    تقول شنو يا أخوي… لكين افرض ناس ليبيا قالوا ناسنا ما “ينطموا” هي ناقصا… شنو يعني علي وعلى حركات دارفور…

    المعروف كلنا (خدر) مافي فرق بين (محاسب طيار) وعامل نظافة مسكين…

  15. البشاوى كتب:

    دالزبير – لو كان خلاص اتحلت بالنسبة للزول البقى مؤتمرجى ممكن ماتتحل لى زول تانى – وليس حراما الانضمام للمؤتمر الوطنى لكنه بالنسبة لاخرين كثر مثله مثل اكل الضفادع رغم انها حلاااااااااااااااااااال لكن مابتتبلع – عشان شكلها البيشبه الؤتمر الوطنى – فلم تحل المشكلة بعد —

  16. اواصر كتب:

    الزوار الكرام السلام عليكم
    اخطر مهازل الوزير الفاشل وزير المالية اصدر قرار تحت مسمى التقشف يمس بصورة كبيره حياة المرضي الذين يعانون من الفشل الكلوى (عافانا الله واياكم) وهو قرار يقضى بتخفيض عدد مرات الغسيل من ثلاثة الى اثنين للذين يحتاجون اليه ثلاث مرات فى الاسبوع (باعتبار ان عملية الغسيل الثالثة ترف واجب التخلص منه) وهذا القرار تفاجأ به المرضى دون سابق انذار ،، لكم ان تتخيلوا معى مدى معاناة هؤلاء آلايكفيهم هم المرض وتكاليفه العالية لتزيد عليهم الحكومة معاناة فوق معاناتهم ، مادخل وزير المالية فى هذه القرارات التى تتعلق بحياة المريض بصورة مباشرة ،، اليس من باب اولى ان يكون لوزارة الصحة دور ولو من باب تطمين المرضى ، ما هذا الوزير الفاشل الذى منذ توليه لم نسمع له قرار صائب واحد، يظهر ان قراراته الرعناء لا تحدها حدود فبدأ بفتوى الرجوع للكسرة مروراً بوصفة الخريجين بانهم عبء وهم ليسوا مؤهلين لشغل مناصب حكومية ، ياترى ماهو القرار الفاشل القادم ، يظهر الوزير قايل انو الغسلات الثلاثة زي الوجبات الثلاثة النسيناها زماااااااااااااااااااان.

  17. عزت كتب:

    يخيل لي يا أواصر القرار الفاشل المرتقب هو (تعين محافظ بنك السودان) باقي أخينا داك بعد ثلاثة عشر سنة ترجل والا رجلوهو ما عارف…..

  18. البشاوى كتب:

    عزت فعلا تم تعيين محمد خير الزبير محافظا لبنك السودان اليوم ———-
    أما بالنسبة للتراب الفى خشمنا كلنا دى صدقت فوقا — بلد ماقادر يحمى ناسو الفيهو كيف يقدر يحمى البرة منو ؟

  19. حنين كتب:

    ياالبشاوى ياخوى إنت اليومين دى مسخن على الجماعه ديل كدة مالك .ظنيتك شعوعى …

  20. البشاوى كتب:

    الحبيب حنين — انت قاصد شعوعى على وزن حقوقى ولا شعوعى على وزن مشعشع—– الحمدلله المابقت شيعى كمان — الله يحفظ لينا الانقاذ ويشيل مننا ويديهم – والله يهدينا لسواء السبيل —-

اترك رداً على التلب إلغاء الرد